جاسم العقيلي
تعد الشائعة سلاحا مهما في الحرب النفسية ، فأصل الشائعة من الشيوع وهو الظهور والانتشار وعادة ما يكون انتشار الخبر بحسب أهميته للمجتمع ، وغالبا ما يكون هدف الشائعة نشر خبر بدون تثبيت وراءه مقاصد خطية .
تدور في أذهاننا تساؤلات كثيرة لماذا تنتشر الشائعات بين أبناء المجتمع ؟ وهل يعمل إي فرد على ترديدها ، وما هي الأدوات والوسائل التقنية التي تساعد في انتشارها ، وكيف تتصدى المؤسسات الإعلامية الحقيقية للشائعة ؟ .
بما أن الشائعة خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل خبر وتتداول بين الناس ظنا منهم صحتها ودائما ما تكون هذه الأخبار شائقة و مثيرة للفضول لديهم ، ونعلم أن الشائعة تفتقر عادة إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار، إلا أن بث الشائعة يراد منه تحقيق هدف أو مجموعة أهداف تماشيا مع مبتغيات مثيريها .
الواقع غالبا ما يرددها ويصدقها عامة الناس ، فعادة ما تخرج الشائعة بطابع التشويق لأن الذين يعملون على ترويجها ونشرها يستغلون في ذلك ما يدور في النفوس من خوف وشك .
فكلما كان الاتصال سهلا انتقلت الشائعات لمسافات كثيرة في تصديقها، الناس أصبحت تصغي للشائعات التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لافت، بل تنشر المواضيع المتعلقة بالشائعة وكأنها حقيقة، فبعضهم يتحدث عنها ويبدي أراه الخاصة ويطالب التعليق عليها .
من هنا يأتي دور المؤسسات الرسمية والإعلام الحقيقي ويذكر أبناء المجتمع في كيفية صد الشائعة وانتشارها ، على المؤسسات الرسمية أن تكون المبادرة في تقديم المعلومة وبشكل دقيق وتفصيلي وقطع الطريق على الشائعات ، والإعلام الحقيقي عليه أن يتصدى بدوره المهم للشائعة في بداية أمرها ويقضي عليها قبل أن تنتشر من خلال نشر وتوضيح الحقائق والمعلومات الناصحة والخبر اليقين الذي لا يعرف التأويل و الاختلاف وعدم إخفاء إي شي عن الناس ، فالإعلام الذي يفقد الناس فيه لا يمكن أن يكون مصدراً لإقناعهم بالحقيقة إذا كان يمارس التضليل ، وعلى أبناء المجتمع أن يتحلوا بالمسؤولية الوطنية في التصدي للشائعات ومحاربتها فكل واحد منا بطريقته عليه محاربة الشائعة من خلال معرفة الخبر أو المعلومة من المصدر الموثوق ، لقد تعلمنا أن الخبر الحقيقي والموثوق به يأتي مع ذكر المصدر ، وأن لا نعتمد على ما ينشر من خبر أو صورة في مواقع التواصل الاجتماعي إلا أذا تأكدنا أولا من مصدر الشخص .