د. ابراهيم سمو
بهذه الدرجة والسذاجة ان تركب هي على راسها، و تنسى كل شيء، و تتصور بأنه المسؤل عن هذه الرحلة التي اختارت هي لا له دخل فيها و لا له قناعة بها، و لم ينل الرجل الاستشارة، ولم يكون له نصيب في الوداع رحلة بكامل إرادتها، و بكامل وعيها و بكامل قناعتها لها من قرار ، و لها قرار، و لها في ذلك ما شاءت لكن ان تغضب كل الغضب و تنسى كل جمائل الله و جمائل الايام و السنين و عن غفلة من امره تذهب بعيدا…؟!!! وادرك الرجل المسكين أنّ الناس الاخرين – ربما يكونون- على حق في ذمه، و شتمه، و رميه بالحجارة هذا الذي دفع عمره ثمنا للوصول بهم جميعا… وكل حسب طاقته، و نسي الامر في لحظات لا ابدا الرحلة ما تزال في اولها و مشوار الحياة لم ينتهِ بعد، و لكن عنده انتهى الامر… و حيث تغيرت قواعد اللعبة من الصمت الى الصوت عالياً، و ادرك وهو على حافة من الانهيار انه على خطأ ولولا الصدفة لما نجح و ادرك الرجل المسكين بان المجاملات و القبلات كان محل افتراء و كذب، و عنده الأمر خلاص…؛ لأنه وبصدق واخلاص وبساطة قضى العمر كل هذه السنوات، و ادرك في الاخير بانه كان اسم و عنوان و ادرك انه منذ زمان قد خرج من اللعبة، و ان ذكر حينا بعد حين ذكر من وراءه مصلحة و خلاص صحيح انه اخطأ مرتين المرة الاولى لا من عنده جاءت من عند الله لا في خطأ استغفرالله من الله بل القدر جمعه بهم. و الثاني: من عنده كان لابد من ان ينسحب و الى الابد من هذه الرحلة عندما لم يحضروا تلك المناسبة قبل اعوام، و كان لا بد له من يحمل عباءته و يرحل الى الابد وان ياخذ منها درسا و عبرةً …الم يكفيهم انهم آلامهم و ، جرحهم ، و قطعهم وصلاً و وصلاً، و رموه اكثر من مرة …اي غباء من عنده و بلحظة قبل الاعتذار ، و قرر المسكين كأنَّ شيئا ً لم يكن ولم يحدث… و شارك الجميع في الافراح و الاتراح و مع هذا كان الامر خداعا و تصب في مقتضيات المصلحة عندهم، و الامر عنده كان بكل صدق و صراحة، و كان يركض هنا و هناك و على تواصل مع هذا وذاك من اجل خدمتهم، و راح و قبل الامر بضربة موجعة ودون وداع… عنده الامر رغم انه عادي ولكنه يمثل عنده طلقة رحمة افضل من هذا التصرف الذي قطع كل الوصال… وقال غبي من يعود ثانية، و يقبل العدول من القرار بعفوية، و عنده ماتت و عنده ذهبت و حيث ما اختارت هي و القرار صار عنده جزءاً من الذكريات المُرَّة…عنده لاعودة من جديد، و اعتبر المسكين أن الامر ضربة جوية في حرب و تاهت و راحت، لا بل راح هو فيها و مات وخلاص انها لعبة بدأت في مشوار، وانتهت قبل سنوات، و أحرقت اليابس والاخضر في قرار سريع جدا عجول غير مدروس … و عنده صار لايتمنى ابدا ان تصله رسالة سلام… فالذي يبيعه على حد قوله برخص لامجال و لا مكان لهم في ثنايا صدره ، و عنده من باعهم في سوق المزاد منذ أعوام كان الأجدر بهم ان لانعود إليهم وان لا نقبلهم …و مع هذا يقول شكرا عرفنا امرهم في منتصف الطريق افضل من البقاء على الغباء حتى نهاية الطريق ونهايتها الموت… وفي الاخير خرج المسكين من صبره وقال : حذاري من جديد لاي منهم من اختار هذا الطريق لاننا جاهزون في الوقوف بالمرصاد و تركهم الى الأبد… فمن أراد شراء راحته والحفاظ على صحته عليه أن يبتعد عنهم الى الابد لاسيما الذين يبدلون جلودهم كالأفاعي وتراهم في كل موقف بقناع و وجه جديد يمتلكك العجب العجاب منهم ومن أفعالهم …