مهرجان الثقافة الكوردية الاول يحتفي بالشاعر عبد الله كوران

التآخي – ناهي العامري

برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار، اقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، مهرجان الثقافة الكوردية الاول ، بمناسبة مرور مئة وعشرين عاماً على ولادة الشاعر الكوردي الكبير عبد الله كوران.

بدأ الحفل بترحيب عريفة الحفل الشاعرة علياء المالكي، بالحضور الكربم، وقالت: ونحن على ابواب فصل الشتاء ارادت حمامات كوردستان ان تحط في بغداد، حاضنة الأدب والثقافة، محملة بنسماتها العذبة، فاهلا بضيوفنا الاعزاء في مهرجان الثقافة الكوردية الاول، الذي يفتتحه الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق/ مكتب الثقافة الكردية.

واضافت المالكي، ان المهرجان الاول من نوعه، يتزامن مع الذكرى العشرون بعد المئة لميلاد الشاعر الكوردي المجدد عبد الله كوران، وليوميين متتاليين.

السلام الجمهوري العراقي كان فقرة الحفل الاولى، تلاه كلمة وزير الثقافة، قرأها ئاوات حسن أمين مدير عام دائرة الثقافة والنشر الكوردية، رحب بها بالضيوف الكرام، ثم تحدث عن اهمية المهرجان الذي ارتبط بولادة الشاعر الخالد، عبد الله كوران، وكان التعاون مع اتحاد الادباء.

واضاف امين : تم استضافة تسعون أديب كوردي من كوردستان العراق، من خلال جلسات متعددة، وقراءات شعرية تمجد سيرة كوران الخالد، وبالتالي فهو شاعر كوردي عراقي وانساني.

وجاء في كلمة رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق التي القاها الاديب والناقد علي الفواز : ان كوران كان شاعرا مجددا، ومناضلا ضد المركزيات التي كانت متسيدة في زمانه، مثل المركزيات الثقافية والاجتماعية والسياسية، لافتاً الى ان الحديث عن الشاعر عبد الله كوران بوصفه شاعراً مجدداً للقصيدة الكوردية، ورائداً ثقافياَ للنضال الإنساني والاجتماعي، كان مؤمنا بقضية شعبه الكوردي مثلما كان مؤمنا بقضية الشعب العراقي، مكافحا من اجل الحرية والسيادة والسلام، واضاف الفواز: حفلت سيرة عبد الله كوران بالكثير من المحطات المهمة، الثقافية والسياسية والاعلامية، كان من المشاركين بتأسيس الاتحاد العآم للأدباء والكتاب في العراق عام ١٩٥٩، وايضاً كان من رواد حركة السلام العالمي المناهضة للفاشية، مثلما كان رائدا بالدرس الأكاديمي حيث عمل مدرسا في قسم اللغة الكوردية في جامعة بغداد، فضلا عن تسنمه عدة مسؤوليات اعلامية.

واستطرد الفواز: الاحتفاء بمهرجان الذكرى العشرين بعد المئة لولادته هي عتبة لإبراز اهمية الثقافة في بناء وتشييد قيم الحوار والتفاعل مع الثقافات العراقية المتنوعة، وتعزيز دورها في ترسيخ القيم الديمقراطية والتنمية المستدامة والامن القومي، والتي تتطلب وجود مشاريع وبرامج ثقافية مشتركة، نطمح ان تكون جادة وفعالة.

الفقرة التالية من المهرجان كانت مجموعة من قصائد الشاعر الراحل عبد الله كوران،قام بالقائها القاضي قوباد جلي زاده.

كما القى حسين الجاف، رئيس المهرجان ورئيس مكتب شؤون الثقافة الكوردية والنائب الاول لأمين عام اتحاد الادباء والكتاب في العراق، كلمة جاء فيها : في الذكرى المائة والعشرون لميلاد الشاعر المتجدد والمبدع الكوردي الكبير والشخصية الوطنية المناضل عبد الله كوران، وبرعاية دولة رئيس الوزراء قام مكتب شؤون الثقافة الكوردية في اتحاد الادباء والكتاب باقامة هذا المهرجان، حيث سيقدم خلال يومين مجموعة من كبار باحثي وادباء العراق، دراساتهم النقدية، في أدب وآثار كوران الفكرية.

واضاف الجاف: عبد الله كوران مناضل أصيل في سبيل الوطن والانسانية جمعاء، وكان عضو في مجلس السلم العراقي، وعضو في مجلس السلام العالمي، واستاذ في كلية الآداب قسم اللغة الكوردية، تكريما لابداعاته ولشهرته الادبية، علما انه لم يحمل شهادة اكاديمية عليا، وتخرج على يدي مجموعة من مشاهير  الادباء في كوردستان امثال د. عز الدين مصطفى رسول والشاعر عبد الرزاق بيمار وغيرهما.

بعد ذلك قدم الفنان الموسيقي ستار الناصر اغنيتين، الاولى (هربجي) كلمات زاهد الفهد والحان أحمد الخليل، والثانية قراءة نغمية لقصيدة (انا العربي) للمحتفى به الشاعر عبد الله كوران.

هذا وقد عقدت جلسة بحثية برئاسة حسين الجاف ضمت عدد من الباحثين من بينهم الناقد  فاضل ثامر عضو المجلس المركزي الحالي ورئيس اتحاد الادباء السابق، الذي قدم دراسة تحليلية عن شعر عبدالله كوران، جاء فيها: ان كوران مجدد على مستوى اللغة والمفردة واستطاع ان يخلق اسلوب شعري جديد ، وتعتبر الحداثة التي قادها هي التي اشعلت جذوة الشعراء الكورد، والتي بلغت ذروتها في العقود الماضية ، وها نحن نسمع قصائد كوردية جميلة فيها الكثير من السطوع الذي يستمد من تجربة الشاعر عبد الله كوران ، والتي تعد مواجهة للحياة بجرعة أمل كبيرة، لصناعة المحبة، فهو شاعر وانسان ومناضل جدير بالاحتفاء به، وجزء كبير من ثقافتنا العراقية.

وعلى هامش المهرجان التقت التآخي بسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الاستاذ رائد فهمي، وعن هذه المناسبة اجاب قائلا: المهرجان مبادرة رائعة، لانها خطوة لزيادة التفاعل بين الثقافة الكوردية وبين العراقيين من مختلف الانتماءات والقوميات ، وربما تؤكد الحاجة الى ان يكون هناك اطلاع اعمق على الثقافة الكوردية وتأريخ الشعب الكوردي ماضياً وحاضراً، وبالمقابل ربما ايضاً يمكن تشخيص المشتركات من جانب المضامين بين الادب الكوردي والعربي.

  واضاف فهمي: المهرجان ينبغي ان يكون حافزاً لزيادة اعمال الترجمة من الادب الكوردي الى العربي وبالعكس، كما نأمل ان يكون هذا المهرجان فاتحة لمزيد من الفعاليات والإيقاعات الثقافية بين ادبائنا في كوردستان وباقي ارجاء العراق، ومن شأنه ان يعزز ليس فقط الأخوة العربية الكوردية، انما يخلق مناخات واجواء ثقافية واجتماعية، تساهم في حلحلة وحل كثير من المشاكل والصعوبات التي يواجهها البلد على المستوى السياسي والإداري.

قد يعجبك ايضا