التآخي : وكالات
في إصدار أدبي وتوثيقي، قدمت دار ميران للنشر كتاب “هديل اليمامة في يوم القيامة”، والذي يسرد قصة الأم الكوردية “فريدة علي” في سياق مأساة حريق سينما عامودا عام 1960.
يأتي هذا الكتاب من إعداد الكاتبَين إبراهيم اليوسف ودلاور زنكي، ابن الراحلة فريدة علي، ويحمل بين صفحاته 224 صفحة من الشهادات والتوثيقات التي تُعيد إحياء ذكرى هذا الحدث الأليم.
حريق سينما عامودا في 13 نوفمبر 1960 يعد من أصعب المحطات في تاريخ المدينة، حيث تم إلزام مئات من التلاميذ الصغار لحضور عرض سينمائي داخل بناء طيني ذي جدران مغطى بدهان سريع الاشتعال.
واجهت دار السينما خللاً في معايير الأمان، مما أدى إلى انتشار النار بسرعة أسفرت عن استشهاد عدد كبير من الأطفال، ليبقى الحدث جرحاً عميقاً في ذاكرة المدينة.
يسلط الكتاب الضوء على الأم فريدة علي، التي تُعرف اليوم بلقب “أم الشهيدين”، بعدما هرعت بشجاعة إلى داخل الحريق لإنقاذ الأطفال العالقين دون تردد، رغم علمها بوجود طفليها بين الحضور. ورغم خطورة الوضع، لم تتوقف عن إنقاذ الصغار، معتبرة أن كل طفل هو ابن لها.
يضم الكتاب شهادات لنخبة من الكتاب والأدباء الكورد، بينهم جمال نبز، يونس الحكيم، توفيق الحسيني، وعدنان محمد، حيث وثقوا بتأثر كبير تضحيات فريدة ودور من وقفوا إلى جانبها، مثل الشهيد محمد آغا الدقوري. وأكد هؤلاء الأدباء على مسؤوليات تلك الفترة، وطالبوا في بعض الشهادات بأن تُخلد تضحية فريدة علي بتمثال يليق بمكانتها كرمز للشجاعة.