متابعة: التآخي
نشأته
نشأ الدكتور يوسف عز الدين أحمد في بعقوبة بالعراق لأسرة علوية يرتقي نسبها إلى الشهيد الحسين بن عليّ – عليهما السلام. كان أبوه ضابطًا بالجيش العثماني اكتوى بنار الحرب العالمية الأولى، ولما عاد إلى العراق عمل بالتجارة ولما قامت الثورة العراقية ودخلت العشائر بعقوبة انتهزت السلطات الإنجليزية الفرصة واحتلتها 1920م فهرب الأهالي منها وألقت السلطات القبض على أبيه ومعه جماعة من المرموقين وأودعوا السجن، ولما خرج منه صودرت أملاكه وأملاك جماعته فأصبح معدودًا من الفقراء، واضطر في نهاية المطاف إلى العمل كعامل بسيط ليقيم أوْدَ أسرته. بعد أن أكمل يوسف الدراسة المتوسطة في بعقوبة التحق بدار المعلمين الابتدائية ليسعف والده من رهق الحاجة. وفي بعقوبة عكف على قراءة القصص الشعبي كسيرة عنترة والزير سالم وغزوات الإمام على – كرم الله وجهه. وظلت عادة القراءة تلازمه طوال حياته، ويرجع إليها أنها خلقت فيه روح الحياد الفكري وعصمته من الوثنية الأدبية والفكرية.
عمل مدرسًا في إحدى القرى البعيدة عن بعقوبة، ولكن الشعر – كما يقول:
“واتاني وبدأت أنظم وأنشر، وتدفقت القريحة فكان ذلك سببًا في نقلي إلى بلدتي منتدبًا لتأسيس المكتبة العامة 1945م”، وقضى بها فترة ثم عاد مضطرًّا إلى التعليم الابتدائي”. وأتى يوسف عز الدين الفرج ليفوز بإجازة دراسية لمدة سنتين بنصف راتب، وسعد بقبوله في كلية الآداب بجامعة الملك فاروق – الإسكندرية- حيث نال درجة الليسانس بمرتبة الشرف مع جائزة الملك فاروق للتفوق.
كان التفوق العلمي سمة ملازمة له، وشارك في الأنشطة الثقافية والعلمية داخل الكلية وخارجها. وشجعه الأستاذ محمد خلف الله أحمد – رحمه الله – على إكمال دراسته واصطفاه للحصول على درجة الماجستير فحصل عليها سنة 1953م وكان أول طالب عراقي ينال هذه الدرجة من جامعة الإسكندرية. وقد أهلته موهبته وتشجيع أساتذته على هذه الأنشطة التي كانت تحفل بها المنتديات الأدبية بالإسكندرية؛ فكان يمثل الجامعة في إلقاء الكلمات والمحاضرات بل إنه أنشأ مع رفقائه بالكلية جمعية الشبيبة العربية للتعريف بالبلاد العربية. عاد يوسف عز الدين إلى بغداد يُمنِّي نفسه بالانخراط في العمل بإحدى الكليات الثلاث التي تدرس اللغة العربية: كلية الآداب والتربية والبنات ولكنها جميعًا أغلقت أبوابها دونه. بدأ يوسف يدرس الإنجليزية وحصل على إجازة دراسية لسنتين براتب كامل، وقبلته جامعة لندن لدراسة الدكتوراه وقد وفقه الله في الحصول عليها برغم قصر المدة. وعاد إلى بغداد لترحب به كلية الآداب التي رفضته من قبل. استمر يعمل بالكلية ويترقى في مراتبها حتى عين وكيلًا لعميد كلية الآداب. عمل الدكتور يوسف بعديد من الجامعات العربية في صنعاء وبني غازي وأم القرى في الطايف وبجامعة الرياض وبجامعة الإمارات وكان عميدًا لها وعميدًا للدراسات العليا والبحث العلمي.
وكان نشاط الدكتور يوسف عز الدين بالمجمع العلمي العراقي مبكرًا، إذ اختير سكرتيرًا له بعد تعيينه مدرسًا بكلية الآداب. وظل عضوًا به حتى سنة 1979م حين أعفاه الرئيس العراقي السابق من عمله وكان لعمله بالمجمع سكرتيرًا وعضوًا أثر واضح في تطور لوائحه بحيث أصبح هيئة مستقلة إداريًّا وماليًّا. وهو عضو مراسل بمجامع دمشق والأردن، وعضو بيت الحكمة بتونس.
ونشاط الدكتور يوسف العلمي واسع ومتنوع: ألَّفَ كتبًا، وكتب بحوثًا وألقى محاضرات.
ومن هذه الكتب:
1– الشعر العراقي في القرن التاسع عشر: خصائصه وأهدافه. 2- الشعر العراقي الحديث والتيارات السياسية والاجتماعية. 3– في الأدب العربي الحديث (بحوث ومقالات نقدية). 4– داود باشا ونهاية المماليك في العراق. 5– شعراء العراق في القرن العشرين جـ1. 6– الرواية في العراق – تطورها وأثر الفكر فيها. 7– فهمي المدرس – من رواد الفكر الحديث. 8– تطور الفكر الحديث في العراق. 9– فصول في الأدب الحديث والنقد. 10– MODERN IRAQI POETRY SOCIAL AND POLITICAL INFLUENCES 11– قضايا من الفكر العربي. 12– التحدي الحضاري والغزو الفكري. 13– التجديد في الشعر الحديث – بواعثه النفسية وجذوره الفكرية. 14– تراثنا والمعاصرة. 15– قول في النقد وحداثة الأدب. 16– أثر الأدب العربي في مسرى الأدب الغربي. 17– الشعر السياسي الحديث في العراق. 18– الرصافي وسيرة حياته. 19– آراء نقدية نجت من الوأد.
وللدكتور يوسف عز الدين مساهمة واسعة في الجمعيات الأدبية فهو:
عضو جمعية الأدب المقارن، والجمعية الأدبية الملكية في لندن، والزمالة الفخرية لرابطة الأدب الحديث، وجماعة أبولُّو، وجمعية الأدب الحديث في أمريكا. ولصلة الدكتور يوسف عز الدين الواسعة بالأدباء والشعراء والمفكرين فقد أحبه الناس وأحب الناس حتى صدرت عنه سبعة عشر من الكتب والدراسات باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، لعل من أهمها: أشعار المحبين إلى يوسف عز الدين، تأليف حماد السالمي، ط. الطائف، شخصية يوسف عز الدين الأدبية، تأليف عبد الرازق البدري، والدكتور صالح أبو إصبع.
نشاطه المجمعي:
الدكتور يوسف عز الدين أحمد عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 2000م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور محمد بهجة الأثري. وله بحوث متنوعة نشرتها مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، منها: – المعجمات العربية وتوحيد المصطلح العلمي. (مجلة المجمع ج 53). – الأثر النفسي والاجتماعي من تعريب التعليم. (مجلة المجمع ج 56). – التراث العربي والمعاصرة. (مجلة المجمع ج 58). – التأليف المعجمي بين القديم والحديث. (مجلة المجمع ج 60). – الآثار النفسية في تعريب العلوم والإبداع. (مجلة المجمع ج 79). – توحيد التعريب في البلاد العربية: الصعوبات والحلول. (مجلة المجمع ج 85). – رفاعة رافع الطهطاوي والتعريب. (مجلة المجمع ج 90). – الفصحى والعامية في وسائل الإعلام. (مجلة المجمع ج 92). – “أنيس المشرِّحين” من المعاجم الرائدة في التقنية. (مجلة المجمع ج 98). – كلمة في تأبين الدكتور شوقي ضيف. (مجلة المجمع ج 108). – بذور العولمة وأثرها في الشعر العربي وتجديده. (مجلة المجمع ج 109). – معجم نادر في الطب. (مجلة المجمع ج 109). – قصيدة في افتتاح مؤتمر المجمع، بعنوان “موطن الضاد”. (مجلة المجمع ج 112). – الإبداع في التعليم الجامعي. (مجلة المجمع ج 118).