التأخي / وكالات
تسعى السعودية إلى استثمار كبير في شبكة قنوات “بي.إن.سبورتس” صاحبة حقوق الدوري الإنجليزي الممتاز، خلال محادثات متقطعة بدأت مباشرة بعد استحواذها على نادي نيوكاسل يونايتد، بحسب ما ذكرته صحيفة التلغراف البريطانية .
ومن شأن شراء حصة في “بي.إن.سبورتس” أن يعزز مكانة المملكة في السوق العالمية لحقوق البث الرياضي، ويوفر لها موطئ قدم إستراتيجيا في هذا المجال الحيوي. وتأتي مساعي السعودية لإبرام هذه الصفقة في إطار المنافسة الجيوسياسية مع قطر والتي كانت عاملا رئيسيا في إصرار الدوري الإنجليزي على “ضمانات ملزمة قانونا” بعدم تدخل الدولة في إدارة نادي نيوكاسل .
وتثير الخطوة ردود فعل متباينة بين من يرى أنه يجب على السلطات التخطيط لإطلاق شبكة قنوات رياضية أقوى تليق بمكانة السعودية، ومن يعتبر أن من الأجدى الاستحواذ على حصة في شبكة رياضية موجودة على الساحة أصلا وتحظى بانتشار واسع. وتملك شبكة “بي.إن.سبورتس” حقوق البث التلفزيوني للدوري في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد احتجت في البداية على عملية الاستحواذ، متهمة السعودية بالتورط في واحدة من أكبر عمليات القرصنة الرياضية في العالم .
وأوقفت قطر والسعودية مساعيهما في منظمة التجارة العالمية لحل نزاع يتعلق بقرصنة مزعومة للمحتوى الخاص بقنوات “بي.إن” التلفزيونية القطرية. وأظهرت إخطارات نشرتها منظمة التجارة العالمية في يناير 2022 أن الدولتين أبلغتا المنظمة بأنهما تعلقان “بشكل متبادل” طلباتهما المتبقية أمام هيئة حل النزاعات التابعة لها .
وألقت صحيفة التلغراف الضوء على المناقشات بشأن الصفقة، مشيرة إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق خاص في ذلك الوقت للسماح ببدء محادثات الاستحواذ بين “بي.إن.سبورتس” المملوكة لقطر والسعودية. وقد وصفت المفاوضات بأنها “متوقفة” منذ ذلك الحين، وقد تعقدت بسبب توقف خدمة البث المباشر “بي.إم” في السعودية خلال منافسات كأس العالم 2022
ومع ذلك، فإن احتمال التوصل إلى صفقة استثمار حصة أقلية أولية للسعودية يبدو الآن أكثر ترجيحًا من أي وقت مضى مع تقدم المناقشات مع المجموعة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها والتي يرأسها رئيس نادي باريس سان جيرمان القوي ناصر الخليفي. وتشهد الأعمال التجارية لـ”بي.إن” ازدهارا وسط تزايد شعبية بعض حزم حقوق البث الخاصة بها في المنطقة، بالتزامن مع مستويات غير مسبوقة من الاستثمار في القطاع الرياضي السعودي .
وانتشرت مزاعم عن مفاوضات تتم بين السعودية وقطر للاستحواذ على نسبة من قنوات “بي.إن.سبورتس” تزامنت مع التقارب الرياضي القطري – السعودي، وتصاعدت تساؤلات حول إمكانية أن يكتسب التعاون الرياضي بين البلدين الخليجيين الجارين زخما إضافيا في ظل عدة مؤشرات تشير إلى رغبة الطرفين في تطوير علاقاتهما ودفعها إلى الأمام
وذكرت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ عام 2022 أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي من بين الأطراف التي أبدت اهتماما غير رسمي بالشراكة مع “بي.إن”، مشيرة في الوقت ذاته إلى اهتمام شركات الأسهم الخاصة الأميركية بالاستثمار في الشركة القطرية أيضا .
وتداول مغردون سعوديون وقطريون على نطاق واسع “إشاعة” عن موافقة قطر على بيع نسبة 25 في المئة من ملكية مجموعة “بي.إن.سبورتس” لصندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان .
وأشارت تغريدات إلى أن الصندوق أبرم صفقة لشراء 25 في المئة من “بي.إن.سبورتس” مقابل 50 مليار ريال سعودي. كما ادعى المستخدمون أن الشبكة ستبث جميع البطولات المحلية والقارية والدولية للأندية والمنتخبات السعودية .
لكن صحيفة “الدوحة نيوز” القطرية الناطقة باللغة الإنجليزية نقلت آنذاك عن مصادر من “بي.إن.سبورتس”، لم تسمها، قولها إن المزاعم لا أساس لها، مشيرة إلى أن “الشائعات المنتشرة عبر الإنترنت ليست صحيحة”. وأضافت “يشمل ذلك مزاعم أخرى لمقدمين سعوديين عادوا إلى القناة”
وبحسب الصحيفة فإن المصادر في “بي.إن.سبورتس” نفت الأخبار المتداولة حول شراء صندوق الاستثمارات العامة السعودي نسبة 25 في المئة من ملكية القناة، “وكل ما في الأمر أن هناك محللين سعوديين سينضمون إلى أستوديوهات بي.إن.سبورتس .”
وتحدثت تقارير إعلامية عن “سقف طموحات مرتفع”، وقالت إن السعوديين يخططون لإقامة تحالف عربي كبير لإنهاء احتكار دولة قطر عبر شبكة “بي.إن.سبورتس” للبطولات العالمية والقارية، التي تعدّ من أسلحة الدوحة .