ما هي بكتيريا “إي كولاي” التي تسببت بحالات تسمم غذائي في ماكدونالدز؟

 

التآخي ـ وكالات

تسببت شطائر ماكدونالدز (كوارتر باوندر) المصنوعة من اللحم البقري، في وفاة شخص وإصابة عشرات بعدوى بكتيرية في الولايات المتحدة، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، الذي أعلن الثلاثاء 22 تشرين الاول 2024 عن عثوره على البكتيريا الإشريكية القولونية (المعروفة بـ”إي كولاي”) في تلك الشطائر.

وسجل المركز 49 حالة مرضية في 10 ولايات أمريكية. دخل 10 أشخاص إلى المستشفى وأصيب من بينهم شخص واحد بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية، وهي حالة خطيرة يمكنها أن تسبب الفشل الكلوي الذي يهدد حياة الإنسان.

ويقوم مركز السيطرة على الأمراض، وإدارة الغذاء والدواء، ووزارة الزراعة الأمريكية، ومسؤولو الصحة العامة في ولايات متعددة بالتحقيق في سبب تفشي العدوى من نوع ( O157:H7).

وقال معظم المرضى إنهم تناولوا شطيرة ماكدونالدز قبل أن تظهر عليهم الأعراض.

ويقول المحققون إن أول حالة ظهور لهذه العدوى سجلت في 27 أيلول الماضي، وإن أعمار المصابين تراوحت بين 13 و88 عاماً.

ومنذ انتشار هذه الأخبار، انخفضت أسهم ماكدونالدز بنحو 9% في بورصة نيويورك.

وتعد البكتيريا الإشريكية القولونية من البكتيريا غير الضارة التي تعيش في أمعاء الإنسان والحيوان وتسهم في صحة الأمعاء؛ لكن، عند تناول الطعام أو شرب الماء الملوث بأنواع معينة من هذه البكتيريا، تسبب الإصابة بأمراض معوية تتراوح شدتها من طفيفة إلى شديدة قد تهدد حياة المصاب بها.

وبحسب إدارة الغذاء والدواء، فإن هذه البكتيريا تنتقل من بعض الحيوانات البرية والماشية، وكذلك الإنسان في حال عدم الاهتمام بنظافة اليدين بشكل جيد.

وينتشر التلوث عادة عندما يتلامس البراز مع الطعام أو الماء. يمكن أن ينشر حاملو العدوى هذه البكتيريا عند تناول الطعام من دون غسل اليدين بطريقة صحيحة بعد استعمال المرحاض. وكذلك، يمكن أن تسبب الحيوانات الأليفة وحدائق الحيوانات هذه العدوى إذا تلوثت الحيوانات بالبكتيريا الإشريكية القولونية المسببة للأمراض.

تظهر أعراض بكتيريا “إي كولاي” على الشخص بعد تناول الطعام خلال بضعة أيام، وقد تتأخر حتى تسعة أيام.

ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء (FDA)، تشمل الأعراض الشائعة لتسمم بكتيريا “إي كولاي” تقلصات شديدة في المعدة وإسهال وحمى وشعور بالغثيان أو القيء.

وتختلف شدة الأعراض بحسب نوع البكتيريا التي أصيب بها الشخص، حيث يمكن أن تسبب بعض الأنواع إسهالًا دموياً. وفي حالات معينة، قد تشكل الإصابة بالنوع الذي يؤدي إلى الفشل الكلوي، المعروف بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية، خطراً على حياة المريض، بالإضافة إلى إمكانية ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكلى المزمنة، أو مشاكل عصبية.

 

وقد لا تظهر أعراض أنواع أخرى من العدوى أو تختفي تماماً من دون أي علاج في غضون خمسة إلى سبعة أيام.

ويوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بزيارة الطبيب في حال ظهور الأعراض الآتية: الإسهال وارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 38.8 درجة. استمرار الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام بدون أي تحسن. الإسهال الممزوج بالدم (إسهال دموي).

القيء الشديد إلى درجة عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل.

ظهور علامات الجفاف مثل عدم التبول بانتظام وجفاف الفم والحلق والشعور بالدوار عند الوقوف.

وترتبط أغلب المعلومات المتاحة عن الإشريكية القولونية بنوع O157:H7، وذلك لأنه من السهل التمييز بينها كيميائياً من سلالات أخرى من الإشريكية القولونية.

ويظهر أن مصدر هذا العامل المسبب للمرض هو الماشية بشكل أساسي.

وفضلا عن ذلك، تعد الحيوانات التي تجتر مثل الأغنام والماعز والغزلان خزانات مهمة للعدوى، في حين تم العثور على ثدييات أخرى مثل الخنازير والخيول والأرانب والكلاب والقطط، وبعض الطيور مثل الدجاج والديك الرومي، مصابة أيضاً بحسب منظمة الصحة العالمية (ًWHO).

وتنتقل الإشريكية القولونية من النوع O157:H7 إلى البشر بالدرجة الأولى من خلال استهلاك الأطعمة الملوثة، مثل منتجات اللحوم المفرومة النيئة أو غير المطبوخة جيداً والحليب الخام.

كما يؤدي تلوث المياه والأطعمة الأخرى بالبراز، فضلاً عن التلوث المتبادل أثناء تحضير الطعام (باللحوم البقرية ومنتجات اللحوم الأخرى والأسطح الملوثة وأدوات المطبخ)، إلى الإصابة بالعدوى أيضاً.

ومن بين الأطعمة المسببة لتفشي البكتيريا الإشريكية، لحوم الهامبرغر غير المطبوخة جيداً والسلامي المجفف، وعصير التفاح الطازج غير المبستر والزبادي والجبن المصنوع من الحليب الخام غير المبستر.

 

 

وتوصي منظمة الصحة العالمية باتخاذ تدابير الرقابة في جميع مراحل السلسلة الغذائية، بدءاً من الإنتاج الزراعي في المزارع إلى معالجة وتصنيع وإعداد الأطعمة في كل من المؤسسات التجارية وانتهاء بالمطابخ المنزلية.

في المصانع: يمكن أن تنخفض عدد الحالات من خلال استراتيجيات تخفيف مختلفة للحوم البقر المفرومة، مثل فحص الحيوانات قبل الذبح لتقليل إدخال أعداد كبيرة من مسببات الأمراض في بيئة الذبح.

إن ممارسات الذبح الصحية تقلل من تلوث الذبائح بالبراز ولكنها لا تضمن عدم وجود البكتيريا الإشريكية القولونية من المنتجات.

في المنازل: إن التدابير الوقائية المنزلية وممارسات النظافة الغذائية الأساسية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، يمكن أن تمنع انتقال مسببات الأمراض المسؤولة عن أمراض عدة منقولة عن طريق الأغذية، كما تحمي من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية التي تسببها الإشريكية القولونية.

ومن ضمن هذه التدابير: الحفاظ على النظافة وفصل الأطعمة النيئة عن المطبوخة والطهي جيداً وحفظ الطعام في درجات حرارة آمنة واستعمال المياه والمواد الخام بطرق آمنة.

وتقول إدارة الغذاء والدواء إن “الطريقة الفعّالة الوحيدة للقضاء على البكتيريا الإشريكية القولونية من الأطعمة هي إدخال معالجة قاتلة للجراثيم، مثل التسخين والغليان والطهي أو البسترة وغيرها من عمليات التعقيم.

وأخيراً، تجنب التدابير الوقائية الناس من الإصابة ببكتيريا الإشريكية إذا تم الالتزام بالمعايير الصحية التي يوصي بها الخبراء الصحيين من خلال اتباع عادات صحية في جميع الأوقات، كغسل الفواكه والخضار وتنظيف اللحوم وطهيها وغسل اليدين بانتظام وخاصة بعد استعمال الحمامات.

وبحسب منظمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS)، لا يوجد علاج محدد لعدوى الإشريكية القولونية O157.

ويمكن عادةً رعاية الأشخاص المصابين في المنزل، وتتحسن صحة معظمهم دون علاج طبي. كما انه من المهم شرب الكثير من السوائل، لأن الإسهال قد يؤدي إلى الجفاف.

كما تنصح المنظمة بعدم استعمال المضادات الحيوية، لأنها قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات، وكذلك لا ينصح باستخدام أدوية مضادة للإسهال مثل لوبيراميد (إيموديوم) لأنها قد تطيل فترة التعرض للسموم.

وكان تقرير لموقع “eatthis“، المعني بالتغذية، قد سلط الضوء على مضار اللحوم المصنعة، التي قال إنها ستدفع الشخص إلى فقدان الشهية إزاء هذا النوع من الغذاء، وهي على النحو التالي: فيها السالمونيلا، اذ أن واحدة من بين كل 25 حزمة من الدجاج النيء في متاجر الولايات المتحدة ملوثة بالسالمونيلا، و السالمونيلا جرثومة عصوية منتشرة في الكائنات الحية، وتسبب كثير منها أمراضا لدى البشر، وتدخل إلى أجسادهم غالبا عن طريق الأغذية.

وتدعو هذه الإحصائية إلى أكل الدجاج المعالج بشكل أقل، وما يثير القلق أكثر هو أن دراسة جديدة قالت إن الطرق التي ترصد السالمونيلا في اللحوم المصنعة قبل وضعها على رفوف المتاجر تفشل في العادة في رصد السلالات الأكثر خطورة من هذه الجرثومة، خاصة تلك التي تسبب المرض للإنسان.

إن اللحوم التي نأكلها تأتي من الماشية، التي تحتاج بدورها إلى أرض كي تعيش عليها وأعشاب لكي تأكل منها، وهذا يعني أنه يجب إيجاد مكان لها في بقعة ما من الأرض.

ولا يعلم كثيرون أن قطع الغابات المطيرة من أجل تربية الماشية مساهم رئيس في عملية قطع أشجار هذه الغابات حول العالم.

وعلى سبيل المثال، يسهم إنتاج لحوم البقر في إزالة الغابات العالمية بنسبة تصل إلى 5 مرات أكثر من أي سلعة أخرى، بحسب تقرير معهد الموارد العالمية.

ووجد تقرير صادر عن جامعة نيويورك عام 2021، أن 35 من كبار منتجي اللحوم والألبان في العالم يتباطؤون عندما يتصل الأمر بمعالجة التغير المناخي.

ويركز هؤلاء على التخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكنه ليس سوى جزء صغير من الانبعاثات التي تسببها هذه الصناعة.

وقال أكاديمي شارك في إعداد التقرير إنه يجدر بمصنعي اللحوم الحديث عن غاز الميثان، فهو أكبر مساهم في الغازات الدفيئة، خاصة عندما يتصل الأمر بالأبقار.

وأنفق كبار مصنعي اللحوم في الولايات المتحدة أموالا ضخمة، بالإضافة إلى وقت وجهد كبيرين على التقليل من الصلة بين ما يقومون به والتغير المناخي.

إن مكونات النقاق التي تلقى رواجا كبيرا في الولايات المتحدة صادمة، فعلى الرغم من أنها تصنع من اللحوم، لكن في المكونات ثمة شيء صادم.

ويقول الموقع إن واحدا من أهم مكونات النقانق هو “الزركشة”، التي تضم أنسجة عضلات منخفضة القيمة وجلد الحيوانات وحتى رأسها وبعض المكونات فيها تأتي من قدميها.

في جائحة كورونا التي صدمت العالم ابتداء من آذار 2020، وفيما كانت المؤسسات والشركات في شتى أرجاء العالم تحاول حماية موظفيها، وجد تقرير أن أكبر 5 منتجين للحوم في أميركا فعلوا كل ما في وسعهم من أجل تقديم أرباحهم المادية على حساب سلامة موظفيها.

وقال تقرير أصدرته لجنة في الكونغرس الاميركي إن الشركات الكبرى في هذا المجال أجبرت الموظفين على مواصلة العمل في ظروف خطرة، وعملت على حماية نفسها من أي مسؤولية قانونية.

قد يعجبك ايضا