رسائل دعم للـپـيشمرگه في ثورتي ايلول وگولان، و مساهمة ثورة محمد علي باشا الكوردي في مصر في نشر الوعي القومي

 

 

اعداد: عدنان رحمن

اصدار: 29- 10- 2024

 

                         في العام 2014 صدر عن دار الثقافة والنشر الكوردية- بغداد بالتسلسل ( 141)، الذي طبع في مطابع دار الشؤون الثقافية العامة- بغداد- 2014 كتاب بعنوان ( صفحات من الأدب والفن الكوردي) للباحث التراثي والصحفي والمذيع جمال سليمان برواري، وفيه عناوين فرعية عديدة، منها تحت عنوان ( محطات من ذاكرة ستوديوهات الاذاعة الكوردية- الاذاعة الكوردية في بغداد مدرسة خرّجت إعلاميين وأدباء وفنانين)، جاء فيه ما يؤكد دعم كورد بغداد وغيرها من المدن العراقية لثوار الحركة التحررية الكوردستانية بقيادة الخالد مصطفى البارزاني، خصوصا پـيشمرگة ثورتي أيلول و گولان، التي كان ابناؤه الراحل ادريس البارزاني ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود البارزاني قادة فيها:

– ” قبل موعد الساعة الثامنة في مساء الاول من تموز عام ١٩٣٦ توجه البغداديون مسرعين للجلوس امام راديوات المقاهي وبآذان مفعمة بالاصغاء وعيون تعتريها الدهشة والاعجاب لحظة سماع اول اعلان عن نبأ تأسيس دار لاذاعة عراقية. فأحتفل البغداديون باحياء امسية داخل المقاهي وهم يستمعون بشغف لاول بث اذاعي ابتدأ بتلاوة من الذكر الحكيم ، تلتها نشرة للاخبار ثم اغنية لام كلثوم وانتهى بحفلة غنائية للمطربة سليمة مراد وعلى انغام فرقتها الموسيقية. بعد ثلاث سنوات من انطلاق بث اذاعة بغداد كان الجيل على موعد لميلاد مولود جديد من الاذاعة الام وكان المولود القسم الكوردي في 29- 1- ۱۹۳۹ تاريخ انطلاق اول الاذاعة في تاريخ الكورد ولمدة ربع ساعة يومياً، ثمّ  تطوّر وترعرع وكبر المولود وزادت مساحة البث. وبعد بيان الحادي عشر من اذار- 1970 أصبح القسم الكوردي مديرية، سميت مديرية الاذاعة الكوردية. كانت الاذاعة الكوردية تفتتح بصوت طائر الحجل ( القبج) وبتلاوة من القرآن الكريم، ومن ثم الحديث الديني ونشرة الاخبار الصباحية، ثم البرامج المنوعة والثقافية والفنية. يبدأ البث الساعة ٥,٣٠ صباحاً حتى الثانية بعد منتصف الليل .اول مذيع لنشرة الاخبار كان ( كامل امين) واول رئيس قسم للاذاعة الكوردية ايضاً. تناوب عدد من الادباء والشخصيات الكوردية رئاسة وادارة القسم الكوردي ومديرية الاذاعة الكوردية. اذكر منهم:

( الزعيم وحيد بامرني، الاستاذ المرحوم صادق بهاء الدين. وقد تولى رئاسة القسم بعد ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ عبد الاله الحاج موسى ادارة مديرية الاذاعة الكوردية، ومن ثم شاكر منصور ومحمد جهاد حسن ومحمد سليم سواري وكمال امين سمين).

ومن اشهر مذيعي الاذاعة الكوردية:

( كمال رؤوف محمد ، عبد الله عباس، محمود المفتي ، محمد صديق الامام ، نهاية جلال ، عبد الوهاب الطالباني ، فخر الدين الدوسكي ، عبد الصمد ، محمد جهاد حسن ، سكفان عبد الحكيم ، قمرية حسن ، كميلة علي ، هاشم علي مندى ، ماجدة محمد علي، اسماعيل ابراهيم وجعفر ابراهيم حاجي ، مختار فائق ، محمد امین عثمان ، حافظ مائي ، تحسين احمد بك برواري ، شيرين عباس ، مظفر ديركي ، كريم بدل ، اسماعيل كيلاني ، سكينة منصور ، بهاء الدين جلال ، شعبان مزيري ، هلات ئاميدي ، نيشتمان عمر ، خوشکه نعمت ، خليل ابراهيم…………… وغيرهم مع الاعتذار للمذيعين الذين لم اذكر اسماءهم).

الادباء والكتّاب والمثقفون الذين شاركو في اعداد وتقديم برامج الاذاعة:

( الدكتورة نسرين فخري ، الدكتور عز الدين مصطفى رسول ، الاستاذ صادق بهاء الدين ، الدكتور معروف خزندار ، الدكتور احسان فؤاد، الدكتور بدرخان سندي ، الدكتور عبد الرحمن معروف ، الاستاذ معصوم مايي ، محفوظ مايي ، ريبوار مايي، مصطفى صالح كريم ، محمود موكري، عبد القادر بريفكاني، عبد السلام بريفكاني…. وغيرهم من الذين لا تحضرني اسماؤهم).

 

 

 

هنا اتحدث عن برنامج للاذاعي المعروف كمال رؤوف محمد ( مع المستمعين) ( هه مي ره نك)، الذي كان من اعدادي وتقديمي، لقد كان هذا البرنامج من اشهر البرامج المباشرة مع المستمعين، حيث كانت تجري بواسطة الاتصال بالتلفون الأرضي، وما زال صدى هذا البرنامج في ذاكرة المستمعين. وايضا كان هنالك برنامج بعنوان ( مساء الخير) الذي كان من اعداد وتقديم محمد سليم سوادي وهدية نوري. وايضا برنامج ( لكل اغنية قصة)، الذي كان من اعداد وتقديم مؤيد طيب وجعفر ابراهيم حاجي. وبرنامج ( انت وحظك)، كان من اعداد وتقديم محمود المفتي، اما برنامج ( ابواب الحياة) فقد كان من اعداد وتقديم محمد جهاد حسن واسماعيل ابراهيم. وبرنامج ( شعر وموسيقى) كان من اعداد وتقديم عبد السلام بريفكاني. وبرنامج ( جولة في الريف الكوردي) كان من اعداد وتقديم حسين قاسم.

فضلاً عن ذلك كان هناك برامج للاطفال وللشؤون الزراعية والمرأة ومنوعات وثقافية، حينها كانت آلاف الرسائل تنهال علينا من اجل المشاركة في هذه البرامج. وان المئات من الرسائل التي تصلنا كانت تحمل في طياتها صوراً واشارات لمواصلة النضال في مواقع الـپـيشمرگه الابطال ابان ثورة ايلول و گولان”.

            في العام 1951 عن مطبعة الرسالة في القاهرة صدر كتاب بعنوان ( محاضرات في نشوء الفكرة القومية) التي القيت في قاعة الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة بدعوة من كلية الآداب بجامعة فؤاد الاول، لأبو خلدون- ساطع الحصري، ورد في جزء من الكتاب وتحت عنوان فرعي ( البلاد العربية والسلطنة العثمانية) ما يلي:

– ”                                 البلاد العربية والسلطنة العثمانية

عندما بدأت الفكرة القومية أوائل القرن التاسع عشر الميلادي تلعب دوراً هاماً في السياسة الأوروبية، كانت البلاد العربية داخلة في حوزة السلطنة العثمانية منذ قرون عديدة؛ وذلك باستثناء المغرب الأقصى وقلب الجزيرة العربية من جهة أخرى وحضرموت. أن استيلاء السلطنة العثمانية على هذه البلاد العربية لم يكلفها حروبا كثيرة. لأنه لم يستلزم محاربة سكان البلاد وإنما استلزم محاربة الدول المسيطرة عليها فقط: بضع مواقع حربية بين الجيش العثماني و بين جيوش المماليك :ضمنت دخول سوريا ومصر والحجاز تحت الحكم العثمانى؛ كما أن بضع حروب بين الجيش العثماني و بين الجيوش الفارسية أدت إلى دخول العراق في حوزة السلطنة العثمانية. وبضع محاربات بحرية بين الأسطول العثماني و بين الأسطول الإسباني ضمنت دخول تونس وطرابلس الغرب تحت حكم السلطنة العثمانية. وأما الجزائر فقد انضمت إلى السلطنة بملء إرادة أمير البحر بارباروس خير الدين دون حرب وقتال .وبعد الفتح الأول لم تتعب السلطنة العثمانية لترسيخ أقدام حكمها في البلاد المذكورة. لأن السكان كانوا يخضعون لحكمها خضوعا طوعياً لكونها دولة إسلامية تدافع عن ( بيضة الإسلام) تحت زعامة خليفة المسلمين. ولم تشذ عن هذه الحالة العامة إلا بلاد اليمن لأن الجيش العثماني في البلاد العربية افتتح اليمن عنوة وبمحاربة أهل البلاد مباشرة. واليمانيون لم يخضعوا للحكم العثماني خضوعاً طوعياً لأنهم كانوا زيديين يعتقدون أن الخلافة الإسلامية لقريش ولابناء الإمام زيد بوجه خاص. ولهذا السبب لم يعترفوا بخلافة آل عثمان. وظلوا يثورون على الدولة كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا. كان اليمانيون يثورون على الدولة من وقت إلى آخر تحت زعامة ( الإمام الزيدي) الذى كانوا يلقبونه بأمير المؤمنين؛ والدولة العثمانية كانت تضطر إلى إرسال قوات كبيرة لإخماد هذه الثورات والإمام إذا ما رأى نفسه أمام جيوش كثيرة العدد وقوية انسحب إلى الجبال الداخلية الوعرة، حيث لا تستطيع الجيوش العثمانية أن تتوغل فيها ؛ وبقي متحصنا هناك حتى إذا وجد فرصة ملائمة أعاد الكَرّة والهجوم على الجيش العثماني ولا نغالي إذا قلنا ان الحكم العثماني فى اليمن كان لهذا السبب – مقروناً على الدوام بسلسلة لا تنقطع من القلافل والحروب والثورات. أما سائر البلاد العربية فقد بقيت – كما قلت آنفا- هادئة وخاضعة هدوء الولايات التركية وخضوعها، غير أنه فى النصف الأول من القرن التاسع عشر حدث في البلاد العربية حادثان خطيران زعزعا الأوضاع القائمة في السلطنة العثمانية زعزعة شديدة هذان الحادثان هما: ثورة الوهابين فى نجد، وثورة محمد علي باشا فى مصر. كانت الثورة الوهابية حركة دينية بالدرجة الأولى ولهذا لم تؤثر فى نشوء الفكرة القومية تأثيراً يذكر. وأما ثورة محمد علي، فهى أيضاً لم تستمد قوتها من نزعة قومية؛ ولهذا السبب لم تؤثر فى نشوء فكرة القومية العربية تأثيراً مباشراً ولكنها خدمت القومية العربية خدمة كبيرة ولو بصوره غير مباشرة لأنها أوجدت دولة عصرية قائمة فى بلاد عربية؛ وفسحت بذلك ميداناً واسعاً لقيام نهضة فكرية وأدبية عربية”.

 

قد يعجبك ايضا