أفول كوكب ثقافي من سماء زرباطية.. حيدر الحيدر

الباحث/ احمد الحمد المندلاوي

# أجلّت عنه الكتابة لأن قلبي لا يطاوعني على ذلك رغم هذه السنين على ارتحاله الى الملأ الأعلى ،لأنه موجود في ذاكرتي و ليس بعيدا عن وجداني : مؤلفاته الراقية التي أهدانيها،حضورنا معاً في المؤتمرات و المهرجانات الثقافية و لقاءاتنا معا في باب المعظم لطبع الكتب و غيرها؛ و قلتُ مع نفسي آن لي أن أكتب بكل تواضع عن هذا الإنسان الرائع الودود الذي تعلمتُ منه الكثير،من المحبة و الصفاء و حسن الخلق..

الأستاذ حيدر الحيدر موسوعي في عالم الأدب و الثقافة و الإبداع فهو المسرحي و الإذاعي و الشاعر و القاص و الفولكلوري و الصحفي.

الأستاذ حيدر الحيدر من مواليد زرباطية /الكوت لعام 1950م
و من عائلة كوردية فيلية ؛ واستقرت عائلته في بغداد و قد أنهى مرحلتي المتوسطة و الثانوية في “ثانوية الجعفرية المسائية” ثم واصل دراسته في معهد اعداد المعلمين ليمارس مهنة التعليم والتربية في مدارس بغداد.و كان غزير النتاج لا يكل مداده و ما رقد يراعــه الا بارتحاله الى الملأ الأعلى و قد أهداني أكثر مؤلفاته و تزين مكتبتي الخاصة منها:
1- الكورد وكوردستان في الشعر العربي المعاصر- بغداد 2013م
2- أسماء النساء والرجال في مضارب الأمثال- بغداد 2013م
3- مدونة الشاعر الزرباطي الراحل علي حمزة ، تحقيق وشرح وتعليق.
4- حكايات وطرائف من رفوف الذاكرة. بغداد 2013م
5- محطات الحزن والفرح ( مسرحيات). بغداد 2013م
6- أصداء تدوي في فضاءات أحلامي ( قصص قصيرة) بغداد 2007م
7- و للأصداء بقايا.
و كان الفقيد عضواً في أكثر المنظمات الثقافية منها:
1- نقابة الفنانين العراقيين.
2- إتحاد المسرحيين العراقيين.
3- نقابة صحفيي كوردستان.
4- الإتحاد العام للأدباء و الكتاب في العراق

ارتحل عن الدنيا كاتماً أحزانه باستشهاد شقيقه (صلاح) ،و اعدام شقيقه الآخر من قبل البائد (صباح) رحمهم الله جميعاً.
كان رغم معاناته الاجتماعية ،مواظباً على نشر أعماله الأدبية في الصحف و المجلات العراقية و العربية.كما عمل في قناة الحرية منذ تأسيسها.
هنا نذكر قصيدة له بعنوان (خانقين):
خانقينْ ..
لكلِّ نبـض ٍ بفؤادي حنينْ
للنرجس ِ الولهانِ للياسمينْ
وهودجُ الأفـــراحِ للحالمينْ
و كلُّ حرف ٍ منكِ يا خانقينْ
***
خانقينْ ..
يا خيمة َ الأفياءِ للعاشقينْ
وجمرةَ الأشواقِ للوالهينْ
وغيمةً تمطرُ عطرَ السنينْ
على رُبى الوندِ شفا الظامئينْ
***
خانقينْ ..
يا بنتَ كاوا وخطى الثائرينْ
يا أم( ليلى ) و بها تزدهينْ
يا شمسَ كوردستانَ نورَ الجبينْ
يا راية ً خفاقة ً كلَّ حينْ
***
خانقينْ ..
يا صخرة ً للطامعِ لا تلينْ
وقلعة َ الحُتوفِ للمعتدينْ
يا فرحة َ( النوروزِ) للكادحينْ
ونصرَ كاوا يوم فتح ٍ مبينْ
وافاه أجله المحتوم عام 2009م ،رحمكم الله ايها المبدع يا ابا كرار الطيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد يعجبك ايضا