تفاصيل “مريبة” من الداخل: مصفى كربلاء سيتوقف.. العراق استلمه بـ70 عيبا بتواطؤ مع الشركة الكورية

 

 

الجزء الثاني

متابعة

من قام بتوقيع الاستلام و”تجاهل” توصية الشركة الاستشارية؟

ويؤكد ان بدء تشغيل المصفى يتطلب توقيع شهادة الانجاز الميكانيكي من قبل رب العمل (شركة مصافي الوسط)، وهي شهادة تتضمن الاعتراف بشكل واضح بجاهزية وسلامة المصفى للتشغيل الأمن حسب الطاقة التصميمية وحسب العقد والواقع ان المصفى ملئ بالعيوب ولا يعمل بالطاقة التصميمية”، متسائلا: “لماذا تم توقيع شهادة الانجاز الميكانيكي بوجود كل هذه العيوب ؟، ومن الذي وقعها؟”.

ويشدد على ان “اجراء استلام المصفى من قبل رب العمل واصدار شهادة الانجاز قد اوقف استقطاع الغرامة التأخيرية من المقاول بالرغم من عدم اكمال المقاول لأعمال المشروع ودليل عدم اكتمال اعمال المشروع هو كثرة العيوب قبل الاستلام وكذلك عدم تشغيل المصفى بالطاقة الكاملة يدل على عدم اكتمال المشروع، وهذا هدر للمال العام”، متسائلا: ” هل تم استقطاع الغرامات التاخيرية المترتبة على المقاول؟، حيث لوحظ ان ادارة المشروع قد اطلقت كافة مستحقات المقاول ولا يوجد اشارة للغرامات التاخيرية “.

واعتبر ان عملية التشغيل الحالية منذ 14/12/2023 ولحد الان مخالفة كارثية لتعليمات الدولة ومخالفة للعقد”، معللا ذلك بأن “استلام المصفى قد انهى مسؤولية المقاول عن التأمين وأصبح المصفى والكوادر بدون شهادة تأمين شاملة ضد جميع المخاطر منذ توقيع الاستلام الاولي في 14/12/2003 حيث انتهت مسؤولية الائتلاف الكوري عن التامين عند استلام المصفى من رب العمل ولم يقم رب العمل (شركة مصافي الوسط / مصفى كربلاء ) لحد الان بإصدار شهادة التأمين الشامل على المصفى بقيمة 7 مليار دولار اسوة بكل المصافي الحكومية المؤمن عليها عند شركة التامين الوطنية العراقية”، متسائلا: “ما مصير العاملين في المصفى الذين اصبحوا بدون تأمين ؟”.

التصفية غير كاملة.. البنزين يرمى مع النفط الأسود

وأوضح أنه “في الاشهر الماضية تكررت مشكلة تصدير النفط الاسود الخفيف الغالي الثمن المنتج من مصفى كربلاء حيث لم يستخلص منه كل كمية البنزين وكل كمية النفط الأبيض، وتم بيعه بسعر النفط الاسود الثقيل الاقل ثمناً، حيث ادى وجود فرق في المواصفات للنفط الاسود المنتج من مصفى كربلاء في عام 2023 اثناء التشغيل التجريبي الى خسارة الدولة مبلغ 14 مليون دولار و تم استرجاعها من قبل هيئة النزاهة وشركة تسويق النفط ، وهذا الفرق نتيجة عدم تشغيل كافة وحدات المصفى “.

وبين أن “تقريرا اعده مستشار رئيس الوزراء حول مصفى كربلاء تضمن توصية بتشكيل فريق متخصص من دوائر وزارة النفط، للتدقيق والتحقيق في مشاكل وعيوب المصفى ولكن لم تتخذ وزارة النفط اية اجراءات بخصوص الموضوع.

ماهي العيوب الرئيسية فنيًا؟

بحسب تقرير الشركة الاستشارية الفرنسية، فان هناك مجموعة من العيوب الرئيسية المعلنة في معدات مصفى كربلاء، تضمنت: “تاكل المبادلات الحرارية 372 مبادلة، فشل العزل الحراري في افران 8 وحدات اساسية وظهور بقع حرارية على الهيكل المعدني للافران وخصوصاً فرن وحدة انتاج الهيدروجين، – نضوحات في شبكة الانابيب المائية (الخاصة بالإطفاء) تحت الأرض، تآكل انبوب الستانلس ستيل في وحدة معالجة المياه الخام ووحدة معالجة المياه الملوثة، تسرب في المبادلة الحرارية ( نفط خام / كاز اويل )، خطاً في تصميم انبوب غاز الوقود، خلل في معدات منظومة السيطرة، خلل في صمام رئيسي في الوحدة الرابعة CCR الخاصة بانتاج البانزين، خلل في منظومة انتاج وقود الطائرات، خلل في المشاعل الخاصة بتوربين توليد الكهرباء رقم 2، تشققات في فلنجات انبوب الماء الرئيسي نوع GRV، خلل وحدة التبخير رقم الوحدة 42 وخلل تصميمي في منظومة تبريد كابسة الوحدة.

تسديد الأموال كاملة للشركة الكورية و”حمايتها” من المخالفات

ويشير المصدر الى ان جميع هذه العيوب اساسية وجوهرية ومع ذلك يتم تشغيل المصفى واهمال هذه العيوب وترحيل عملية التصليح بعد اصدار شهادة الاستلام الاولي وهذا هدر وتقصير من قبل ادارة المصفى وادارة المشروع، حيث لا يجوز استلام المصفى استلاماً اولياً بوجود هذه العيوب.

وبين ان ادارة المشروع قد سددت مبالغ مالية اكثر من استحقاق الائتلاف الكوري خلافاً للعقد، فحسب العقد يستحق المقاول  %92‎‎ من مبلغ العقد عند الاستلام الاولي وتشغيل المصفى بطاقة 140 الف برميل بدون عيوب بشرط انتاج كافة المنتجات مطابقة للمواصفات كماً ونوعاً، على ان تبقى ‎

8% من مبلغ العقد محجوزة كأمانات ضريبية وامانات حسن التنفيذ وتطلق بعد سنة من الاستلام الاولي بشرط تحمل الائتلاف الكوري اصلاح العيوب التصميمية والتنفيذية والمصنعية خلال سنة التشغيل الأولى، لكن ما جرى هو تسديد 94.5‎%‎ من   % مبلغ العقد قبل الاستلام الاولي وبوجود هذه العيوب الجوهرية الاساسية المعلنة، حيث تم تسديد 6.275 مليار دولار، من المبلغ الكلي البالغ 6.641 مليار دولار.

توصيات

وشدد على ان ادارة المصفى وادارة المشروع وادارة المهندس المقيم وافقوا وصادقوا على شهادة الانجاز الميكانيكي أي جاهزية المصفى للتشغيل، قبل عشرة اشهر بوجود هذه العيوب رسمياً وهذا تقصير واضح من مسؤولي الاقسام والشعب والوحدات”.

وبين ان “الائتلاف الكوري يهدد الان بإيقاف المصفى لغرض اصلاح العيوب التي سببها هو”، مشددا على انه “يجب تحميل الائتلاف الكوري كلفة التأخير وتحميله كل الغرامات التأخيرية البالغة  %10‎‎ من مبلغ العقد وتصل الى مبلغ 641 ستمائة وواحد واربعون مليون دولار، كما يجب ايقاف المصفى وتصليحه بأسرع وقت، ومعاقبة الادارات الحكومية الحالية للمصفى وتبديلهم، فضلا عن مراجعة كل العقود الجديدة وتعديل اسعارها الى نصف السعر او اقل والزام الكوريين بواجباتهم في العقد الاصلي  استشاري ، تشغيل ، مواد استهلاكية واحتياطية .

قد يعجبك ايضا