التخطيط الإداري الناجح في ضوء تجربتي في الكلية التربية المفتوحة

أ.د. نزار الربيعي

إنّ تطبيق التخطيط السليم له فوائد عديدة من حيث تحديد الاتجاه إذ يساعد على التفكير المنظم ويحفز على التفكير المستقبلي بلغة الحقائق والبراهين والاعداد له بما يناسبه بما في ذلك المخاطر والمشاكل، وبالأخير يجعل من ان يتحكم بالمستقبل بشكل قوى، ثم لا بد من تحديد الهدف أو الأهداف في العمل في الكلية التربوية المفتوحة؛ لأنها دائماً في طور التطوير والتقدم وذلك لأنها النهايات أو النتائج المطلوب تحقيقها في المستقبل وعلى مدار السنوات في تخريج وجبات عدّة من طلبة الكلية وتطوير قدراتهم العلمية والاكاديمية، ومما لا شك فيه ان الاهداف هي المرشد الذي يهدي المنظمة أو المؤسسة إلى الطريق المنشود وإلى وضع المعيار السليم لتقويم الأداء الوظيفي بما يؤدي إلى زيادة فعالية وكفاءة المؤسسة والعاملين فيها ولاسيما بأنّ جميع التدريسيين هم من اصحاب الشهادات العليا والكفاءات العلمية المشهود لها في مؤسسات وزارة التربية.

لقد حددت عمادة الكلية التربوية بل وفرت المعايير وادوات إذ مكنها من قياس التقدم الذي اخرون بل انه المعيار الامثل للرقابة بعد التنفيذ ومما يجعل العمل الاداري على اهبة الاستعداد للتعامل مع الظروف والمشكلات الطارئة، الا وهو (الترابط المنطقي للقرارات) وانه طريقة عقلانية ومنتظمة لصنع القرارات وحل المشكلات ذلك ان بلورة الاهداف ووضوحها يؤدي الى الترابط بين القرارات الصادرة من عمادة الكلية إلى مدراء المراكز الدراسة والفروع وكذلك الترابط بين الاهداف الكلية والاساسية للمؤسسة التربوية.

ولا يخفى عامل التنسيق حيث يساعد التخطيط على تنسيق الجهود البشرية بحيث تصب جميع الاهداف الفرعية في الهدف الرئيس للمؤسسة وبذلك تتظافر جميع الجهود وتتوحد في سبيل تحقيق الغاية من خلال الربط بين المجهودات والتطلعات.

لقد اتاح لنا الاستخدام الامثل للموارد حيث ساعد التخطيط على استخدامها وهي من عناصر الانتاج (القوى البشرية، الادارة) ومن خلال التخطيط ايضاً يتم استغلال نقاط القوة لدى الإداري وتقليل نقاط الضعف كان للتخطيط اهمية كبيرة في الكلية التربوية حيث سهلت عملية الرقابة للمؤسسة ورفع من مستوى ادائها وكفاءتها، وذلك للمتابعة الدقيقة من عمادة الكلية التربوية في تحقيق الاهداف المحددة مسبقا كما جعل في اليسير قياس النتائج، وفقا لتلك المعايير الموضوعة من الجوانب المهمة هو تقويم الاداء، حيث يساعد التخطيط على تقويم الاداء ويرفع من الكفاءة والفعالية الادارية ويرشد بذلك العميد والسادة المعادين الى القرارات الصائبة وذلك لتحقيق الاهداف المنوطة بها، ويزيد من قدرة الاداري كل من موقعه على التحليل الموضوعي ويجعله اكثر منهجياً في التفكير، فالتخطيط في هذه المؤسسة التربوية دفع الاداري إلى الامام ويقود خطاه إلى الأعلى ورفع من روحه المعنوية ويحسن رؤياه وعلاقاته مع الاخرين، وقد ساعد على الوصول إلى محطات ناجحة.

ان الخطة المحكمة والمدروسة ووضوح الاهداف في الكلية التربوية جعل مدراء المراكز الدراسية والفروع والموظفين يؤدون واجباتهم بثقة حيث انهم يسيرون في خطة واضحة ومدروسة ومبرمجة لذلك يتبعون فضل الطرق لتحقيقها مما يعطيهم شعوراً بالرضا والارتياح النفسي.

ويمكنني القول من خلال التجربة الناجحة في هذه المؤسسة العريقة كما تتميز الخطة بالبساطة والوضوح والعمل المرن، وقد امتازت بالشمولية والمحدودية ولذلك كانت جميع المعالجات واقعية الخطة وملاءمتها للزمان والمكان والظروف التي تنفذ فيها والمشكلة التي تعالجها أي ان يستند على الواقع والدراسة الصحيحة والعميقة، وقد تم ربط الخطط بالزمن والوقت في كل جزئية من جزئياتها، لذا فان الدقة في بيانات الخطة الموضوعة في الكلية التربوية حيث تقوم على حاجات حقيقية في ضوء البيانات والمعلومات إذ ان محصلة هذه كلها , تم الاعتماد عليها في تحديد الاهداف ورسم طرق التنفيذ على ضوء الامكانيات المتوافرة والمتاحة.

وأخيراً يمكنني القول ان التخطيط الجيد في هذه المؤسسة سار في ثلاث اتجاهات رئيسة (تسيير العمل، حل المشكلات، تطوير العمل).

قد يعجبك ايضا