اعداد: عدنان رحمن
اصدار: 22- 10- 2024
عن مركز مندلي الحضاري للتوثيق والدراسات / 9 صدر في العام 2014 ببغداد للباحث والموسوعي احمد الحمد المندلاوي كتاب بعنوان ( برقيات الى الالفية الثالثة) وهي قصائد عن حقوق الانسان كتبها عندما كان في المهجر. طُبِعَ الكتاب عند مكتبة زاكي- بغداد- باب المعظم، ومنها:
– ” برقيات الى الألفية الثالثة.. 7: نشرت في مجلة صوت الانسان الصادرة عن الجمعية العراقية لحقوق الانسان في دمشق / سوريا في عددها الصادر في 29 أيلول- 2001، وموقع الحوار المتمدن العدد 4247 في 16 / 10 / 2013:
– ” الأنفال… 13
نشرت في صحيفة لواء الصدر الصادرة في طهران في عددها 1028 في 8 / 1 / 2002، وأعيد نشرها في موقع الحوار المتمدن العدد 4182 في 12 / 8 / 2013، وكذلك في كتاب حلبجة ولوحات الأنين لسنة 2014 وترجمت الى الانكليزية والكوردية.
سألني صحفي أوروبي عندما زارني في المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق في المهجر حين كنت مديرا لها، عن قصة الأنفال، فتأثرتُ كثيراً لجهله المطبق عن هذه الجريمة الكبيرة، وبعد أن شرحت له المسألة بايضاح مع عرض الصور بشأن ذلك، والوثائق الخاصة بعمليات الأنفال، ظل منذهلاً ،وولدت في ذهني مفردات هذه القصيدة، وتُليت عليه فيما بعد، بعد ترجمتها الى اللغة الانكليزية:
قالُوا لنا :ما قصة الأنفال ؟.
قلْنَا لَهُمْ :زراعة الإنسان في الأوحال من غير تمييز على الأحوال لا فرق بين طاعن ، وظاعن من محفل الشيوخ، والنساء، والأطفال يجلبهم من قمم الجبال ليوضعُوا في حُفَرٍ عميقةٍ ، بعيدة المنال لينتجوا البترول للأجيال، ومثلما إحترقَتْ في صدرنا الآمال، إِنتَحرَ السُّؤالُ في منتصف الجواب.. والمقال معبراً عن – روعة النبوغ ..-في مخيلة الأنذال. يا سائلي عن قصة الأنفال: هذا هُوَ الجواب في دفاتر الدّجال.
14 / 1 / 2002 في المهجر.
مواطن بوسني على أبواب محكمة لاهاي عند محاولة حضوره محاكمة الطاغية ميليوسيفيتش عن انتهاكاته لحقوق الانسان خصوصاً المسلمين منهم في البوسنة، نشرت في صحيفة الوفاق اليومية التي كانت تصدر في طهران- جمهورية ايران الاسلامية بعددها المرقم 1171 في 14- 9 – 2001:
مواطن بوسني على أبواب لاهاي.. 25
أنينُ الجراح، وآلامها ونعي الشَّكالى ، وأيتامها و طهرُ الصَّبايا ، وأحلامها و بؤسُ السِّنينَ ، وأكوامها، وساحاتُ غدر، وإعدامها تنادي على طرقات الضمير، و ملء الأثير. شهيق مضى تحت خيل النفير، و باقي الزفير عليه الرّزايا ، بلون السعير، بياس يقولُ:
هنا مرّ بالامس جيش المغول بلا رادع يزرعونَ الذُّهول نزولاً صعوداً ، صعوداً نزول، و هذي الخرائبُ آثارُهُ، هنا غدره، وفي كلّ ركن بدت نارُهُ، على كل باب بدا عارُهُ، و طفل ذبيح، بسيف العذاب، وشيخ أصابَهُ داء اكتئاب من الفتك حيناً ، ورؤيا اغتصاب، وشق البطون بحد الحراب، وفي كل قلب جراح تجوب، وطهر بأيدي الجناة انتحر بوضح النَّهار، وعند الغروب ينادي الضمير الذي لم يشأ يقولُ بعنف لجيش الجناة :
غدوتم ذئاباً على كلّ باب، فمن اغتصاب ، الى اغتصاب، خراب تليه صنوف الخراب، عذابٌ على كتفيه عذاب، و هل بعد هذا لديكمْ سؤال… سلوني… سَلوني:
فملء حناياي عندي جواب، و صدري كتاب على صفحاته سفر العذاب، الى ” لاهَيٍ”، قد شددتُ الرّحال، لنسمع ما قيل في ذي المجال، و ماذا يقال، و راعي الجنايات ، ” ميلو“ نرى ما ينال؟. و هل بعد هذا المخاض مخاض، و يقبلُ آت بلا اعوجاج ولا انقباض، و تشرق شمس الجَلا في الرياض بلا اعتراض، و يلعبُ اطفالنا دون خوف.
14 / 9 / 2001 في المهجر.
القِباب
صرخات عراقية من الأعماق، نبعثها الى كل المهتمين بحقوق الانسان، ونحنُ على أعتاب الألفية الثالثة:
1- بلد القباب: لا تجعلوا من بلد القباب ؟ خرائباً يباب.. ينعقُ في أحشائها الغراب.
2- الجنوب: لا تحرقُوا الجنوب؟.. فالقلبُ كاد من أسى يذوب!.
3- التجفيف: في بلد العنبر، والصفصاف تموتُ أطيار الهنا من شدة الجفاف.
4- السلاح الكيمياوي: لا تسترخ، يا كاتب التاريخ!! سجل هنا، في أرضنا، مزارع الزرنيخ
وابْحَتْ لَنا، عنْ موطنٍ .. إن شئت في المريخ.
5- القذى: الجرح في قلبي، وفي عيني القَذى من حاكم لا يجلبُ لشعبه … غير الأذى.
6- شمس القرى: بغداد قولي ما جَرَى؟ يكفي السُبات والكَرَى، إنتقضي آن الأوانُ، كي
نَرَى.. شمس البلاد كيف تزهو في الروابي والقُرى.
5- 3- 2001 في المهجر”.
وفي ديوان شعري بعنوان ( جسد في مرآة الشيطان) للأديب انمار الجرّاح، الذي كان ناشره دار السجاد ( ع) بغداد- المتنبي عام 2010 وردت فيه الكثير من القصائد ومنها ( بلقيس) و ( :
– ” بلقيس
جاءت لتدرس آداباً فوا أسفي
ما كان غيرُ فساد الغربِ مدروسا
ألقَتْ حقيبتها الحسناء وابتسمَتْ
واستنشقَتْ حيثُ كانَ الصدرُ محبوسا
وسارعت لاقتناء الثوب قائلة
أن لا يكون قبيل اليوم ملبوسا
قد فصلوه بأوربا لتلبسَهُ
بنتُ العراقِ وبالأغراء قد قيسا
تَبدَّلَ الأمر إذ حلَّتْ ضفائرها
وغيَّرَتْ كل ما ظنته منحوسا
ففي ضواحي الجنوبِ الاسمُ ؟؟؟؟ٌ
وصار في شارع السعدون بلقيسا
كأنها البنتُ في باريس ماشيةٌ
لا قارن الله بغدادا بباريسا
الخالص / صيف / ۱۹۸۱
حورية الفُرس
(( يحكي بهاها رِقةٌ ودَلالا
متطايراً فوقَ العبادِ جَلالا
هامَ الحجيج بها فتاه حسابهم
بين الصفا والمروة استكمالا
تختالُ بينَ المحرمينَ ، بِرِجلها
تاج فإني لا أراه نعالا
البعض طافَ ثلاثة من سبعة
فإذا أتمت اكمل استغفالا
وأتت لزَمْزَمَ ترتوي فتناوَلَتْ
قدحاً وكانَ من النقاءِ زُلالا
حسبي رأيتُ الماءَ وهو يمرُّ في
جید كعُنقِ زُجاجة يتلالا
نضَحَتْ رحيقاً والخدود تورّدَتْ
حمراء إذ عَرَقَتْ تفوحُ جَمالا
لفتات ريم عن عزيمة لبوة
أتَقَمَّصَ الأسدُ العَزومُ غزالا؟
لم أدر أيَّ الفاتِكَينِ أَهابُهُ
فَشَعرتُ أني لا أُطيقُ قِتالا
نَظَرَتْ إلى الحشد الكبير وأطلَقَتْ
من لَحظها عدد الرجالِ نبالا
فتساقطَتْ أعتى الفهودِ جريحةً
وتَهَيَّبَتْ كل الذئاب نزالا
***
ما قارن الراؤونَ روعَةَ حُسنِها
بنسائهم إلا احتُسِبنَ رِجالا
من أين أنتِ؟ فتمتمت من فارس
عمَّن دنا مني بعُدتُ مَنالا
أبكَتْ ( أنوشروان) يوماً جدَّتي
صَدّاً وحاوَلَ ( شهریار) وِصالا
مَلَكَ الكثير بدر همین ولم يَنَلْ
مِنا وبالمهر المُقَدَّمِ غالى
يسري الجمال بأمهاتي صافياً
وبي استحال كما تراه خيالا
أخَرتُ عنها خطوتين مهابةٌ
وحديث عينيها إليَّ تعالا
قالت تنسك قُلتُ أتممنا معاً للقاء
إحرامنا لم ينتقص مثقالا
وتَنهَّدَتْ خَجَلاً كأَنَّ ودادَها
صعبٌ وليس كما ظَنَنتُ مُحالا
فندبتُ قافيتي التي لو أبصَرَتْ
ميس الملاح تدفقت شلالا
وحشدتُ أخيلتي وجيش مشاعري
عوناً لأغويها فماذا قالا ؟
لو أنَّ إيرانيَّةً تغتالُنا
بجوار بيت الله كانَ حَلالا
تَرجَمتُ من نظراتها لا تقترب
والخطوتان حَسبتُها أميالا
ولعلَّها قالَتْ ، إذا أسمعتها
غَزَلي ، رويدَكَ ما أجدتَ مَقالا
أَتَظُنُّ يا عربي أنكَ داخل
قلبي وقد أحكمته إقفالا
هيهات لن تبقى على عرش الهوى
مَلِكاً فقبلَكَ ألفُ شاه زالا
هيهات يعجزُ فارسُ الأحلام أن
يأتي لخطف عروسه خيالا
مالت غروراً شهرزاد وأدبَرَتْ
فرأيتُ ( شاهنشاهَها) ميّالا
وتلفتَتْ نحوي بعين أرسَلَتْ
لتشُدَّني ، بَدَلَ النبالِ حِبالا
لمحت على وجهي فؤادي فاضحاً
شوقي وكَرَّتْ حينها إقبالا
قالت فرحتَ ؟ فقلتُ قلبي لم يَجِدْ
للحُزنِ في أرضِ السعودِ تجالا
قالت ومهري؟ قلتُ لَستُ بقادرٍ
فَتَبَسَّمَتْ إني قَبِلتُ ريالا))
جراحيات
رغم احتقاري للربا بحياتيا
هل تُفرضيني قبلةٌ بثمانيا
فتبسَّمَتْ ورأيتُ صَفَّي لؤلؤ
في بحر شهد ثم قالت ياليا
سيكون ربحي حين ذاك خسارةً
وتكون أنتَ مع الخسارِ مُرابيا
أمن ديالي أنتِ؟ قالت بلى
منها وما أغربَ هذا السؤال
شاهدتني بين بساتينها
أم أنتَ تحتالُ لبدء المقال
فقلت ما الامر فريبا فقد
أخبرني في صدرِكِ البرتقال
جَسَّتْ أنامِلُها يدي فكأنها
أجرَتْ عليها الماء ليس الأنملا
وتوسلت بي والخصام تطفل
ولو استبدَّتْ لا بتدأتُ توسلا
قالت بلى أهواك قل لي أنتَ مَن
تهوى أجبني قلتُ من قالت بلى
بكم هذي الزجاجَةُ؟ قالَ عِطر
فرنسي وما هو بالرخيص
وحينَ تَنهَّدَتْ ورنا لصدر
عليه زجاجتا عطر خصوصي
اجاب جميع قارورات عطري
خُذيها باثنتين من القميص
عشرون ألفاً سعرها قُلتُ هل
من جلد تيس أم من الماس
( قندرة) مذ رُحتُ أبتاعها
عدت وقد أعلنتُ إفلاسي
لبستها في الرِجْلِ فاستنكَرَتْ
كأنها تُلبسُ في الراس
وسائل أين ( شيراتون) قلتُ له
إذهب لمقهى ( حسنُ عَجْمي) وسلْ تُجَبِ
إذ لم يكن حَسَدي يكفي لأصرعَهُ
فرحتُ أرسله للجحفلِ اللَجِبِ
وحالما وصل المقهى يسائلهم
هوى صريعاً بغير العين لم يُصَبِ
يامن تقول الشعرَ قُلهُ لأهله
تفعل بهم بالقش فعل النار
فلقد رأيتُ اثنين يُنشِدُ شِعرَهُ
هذا وذلك شاردَ الأفكار
فكأنني لما رأيتهما كذا
شاهدتُ ثوراً مُصغياً لحمار
هذا الذي ائتمن الفؤاد لديكِ
قطَّعَتِ حُلْمَ وصاله بيديك
هل حمرةُ الخدين من شريانه
والكحل مقلته على رمشيكِ ؟
سَيَرَى على شفتيكِ من دمه الفتى
فيودُّ أخذ الثأر من شفتيك
***
سَكَبَتَ حقي منك في كاسكا
فاشرب لكي تغرق في نومكا
وحينما استيقظتُ من غفوتي
بادرتها بالقول مُستدركا
زجاجة أنقصتُها ضاحكاً
فأنقصتني بعدها مُضحكا
زَهَتْ بشبابها لا لا بالثياب
وذكَّرتِ المشايخ بالشباب
وبين الصدر والساقين خَصْرٌ
تضاءَلَ يستغيث من الروابي
لعصف عيوننا مالت فصحنا
أهذا الجسم يُخلق للتُرابِ؟”.