رسائل بليغة في كلمة الرئيس مسعود بارزاني

عمر كوجري

   يمتلك الرئيس والزعيم الكوردي الكبير مسعود بارزاني مفاتيح البلاغة السياسية في كل محفل ولقاء، ويتميّز
بالدقة، فقد ألقى سيادته في آخر يوم من حملة الحزب الديمقراطي، واستعداده ليوم الانتخابات البرلمانية كلمة هامة، في ملعب الشهيد فرانسو حريري بهولير عاصمة كوردستان يوم الخامس عشر من تشرين الأول. 

   ففي ثنايا كلام فخامته الكثير مما يستوجب الوقوف عنده، وتحليله والتعمق في مبتغاه ومقصده. يمكن التّأكيد بأنّ الكلمةَ ستُعَدُّ برنامجَ عملٍ للبارتي الكوردستاني، ولجماهيره ومؤيديه ومناصريه ليس في جنوب كوردستان وحدها،فحسب بل لكل الكوردستانيين المؤمنين بعدالة القضية الكوردية، وبالنهج القويم، نهج الكوردايتي الأصيل الذي رسمه لنا القائد الخالد ملا مصطفى بارزاني، والمتطلعين لغد أفضل للأمة الكوردية وسط التحديّات التي تحيط بهم من كل جانب، ومن بعض الكورد بالتحديد.

   فقد أعرب الرئيس سعادته بجماهير البارتي الذين أثبتوا طوال الحملة الانتخابية أنهم جديرون فعلاً بتزعم إرادة الكورد في كوردستان، وفي جميع المناطق التي شهدت كرنفالات جماهيرية، لذا أكد الرئيس أن ذلك يتيح لكوردستان أن تحدّد شكل الحكم في الإقليم.

   وفي رسالة واضحة ألمح الرئيس أن ثمة من أرادوا المماطلة وتأخير إجراء الانتخابات لغايات في نفوسهم وضرب إرادة البارتي، لكنهم لم يجنوا سوى الفشل.

   في رسالته الهامة لم يفت الرئيس أن يؤكد أن الديمقراطي الكوردستاني ومنذ أول دورة برلمانية وحتى الآن يتصدر المشهد السياسي في جنوب كوردستان. 
   من جديد أكد الرئيس أن البارتي فوق ترّهات و(سوقية) البعض ومراهقتهم السياسية دون أن يشرّفهم باسمهم، في حين تحلّى أعضاء البارتي بالخلق الرفيع، والترفّع عن الرد على هؤلاء بأسلوبهم السمج.

   لأجل نجاح البارتي في مشروعه العظيم، وتحقيقه أهداف شعبنا شجّع الرئيس جماهير الحزب للتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بنعم لمرشحي الحزب، «لتبقى كوردستان في أيد أمينة».
   الرسالة الجديرة بالتفكّر أيضاً كانت بأن الوضع في إقليم كوردستان لن يبقى كما عليه سابقاً، ويجب أن تنتهي الفوضى في كوردستان، ويستمد الإقليم قراره من المركز الكوردستاني، من خلال برلمان وحكومة وقوات بيشمركة واحدة، وإنهاء دور المافيات الحزبية، وإنهاء دور متاجري المخدرات.
  
 في مقارنة موضوعية، دعا
الرئيس البارزاني الجماهير الكوردية إلى التفكر والمقارنة بين مشروع البارتي في البناء والإنماء، وبين مشاريع الآخرين الداعية لإنهاء كوردستان، وتحريفها عن مسارها القويم.

    ولإيقاف محاولة البعض من الوقوف على بعض الهفوات، وجعلها جبهة لمحاربة سياسة الإقليم أكّد أنّه «من يعمل معرّض للخطأ والتعثر، ومن لايعمل لا يخطأ» ولكن الأيادي البيضاء للبارتي في تنفيذ المشاريع الهامة باينة للجميع». 

   وكانت ثمة رسالة النصيحة لمن يعادي البارتي أن يعدلوا عن عدوانيتهم تجاهه، وإلا سيحصدون الخيبة والخذلان.
وكانت رسالة الكلمة الأفصح أن البارتي رغم جحود الآخرين يمد يده للجميع، وفتح صفحة جديدة، وهذا نابع من قوة البارتي الذي يشبهه الرئيس دائماً بشجرة السنديان التي لا تنحني ولا تنكسر.

   هذه بعضٌ من رسائل سياسية وردت في الكلمة التي ألقاها الرئيس، وهذا هو الحزب الذي يقع على عاتقه واجب الدفاع عن القضية الكوردية كما عهدنا به.

قد يعجبك ايضا