فوبيا البارتي
نازنين مندلاوي
انتشر مرض “فوبيا البارتي” في الأوساط السياسية والاجتماعية كما ينتشر الوباء، حيث تنتقل عدواه من جيل الى جيل عن طريق نشر الأكاذيب والأحقاد التي تغذي الكراهية ضد النجاحات المستمرة للحزب الديمقراطي الكوردستاني . وقد لوحظ مؤخرًا أن هذا الوباء يصيب الشخصيات التي أصبحت رهينة لمصالح ضيقة أو ضغوط خارجية و تحمل أحقاد دفينة و غيرة من تلك النجاحات.
وعلى الرغم من أن البارتي بذل جهودًا حثيثة لمحاولة معالجة هذا المرض عبر الحوار ومد يد العون، إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل، حيث استمر المرض في الانتشار والانشطار بين الجبناء والمتخاذلين.
ومن الأمثلة البارزة للمصابين بهذا المرض بافل طالباني، الذي تحول تدريجيًا ليصبح مدمنا لهذا المرض فضلا عن إدمانه لإمور اخرى ، وقد بدأت الأعراض تظهر عليه عندما انساق وراء طموحات فردية، بعيدًا عن مصلحة الشعب والوطن، ليتحول إلى واحد من المصابين ب فوبيا البارتي.
إصابة بافل طالباني بفوبيا البارتي ليست إلا استمرارية طبيعية لمواقف والده، لكن مع اختلاف بسيط: الأب كان يجيد لعبة التوازن، أما الابن فقد بلغ به المرض مراحل متقدمة، جعلته يسلك مسار التهريج السياسي. وفي حملته الانتخابية الأخيرة ضد الديمقراطي، بدا واضحًا أن “فوبيا البارتي” قد سيطرت عليه تمامًا، فهو يستخدم كل أساليب التشويه الممكنة، محاولًا إخفاء ضعفه خلف الشعارات الفارغة.
لقد شهدت حملته الانتخابية حالة من الاضطراب، حيث يحاول استغلال كل فرصة للنيل من البارتي، لكن يبدو أن مرضه قد وصل إلى مراحل ميؤوس منها، حتى أن أصغر المراقبين السياسيين يستطيعون ملاحظة حجم التناقضات في خطابه. وكل هذا في النهاية لن يسفر إلا عن صدمة كبيرة له ولمن معه عندما تظهر نتائج عملية الاقتراع في العشرين من أكتوبر، حيث ستكشف الحقيقة المرة التي يرفض الاعتراف بها.
ختامًا، لا نملك إلا أن نتمنى الشفاء من هذا المرض السياسي لكل المصابين به وهم كثر قبل فوات الأوان، ولعل الصدمة القادمة قد يكون هو اللقاح، إن كان ثمة علاج بعد هذا الانهيار.