الصحافة وضمانات الحرية

 

 

جاسم العقيلي

وصف البعض أن كلمة الصحافة تعني النشاط العلمي المنظم للكشف عن الحقائق المتصلة بالعملية الصحفية واطرافها والعلاقة بينها والأهداف والسياقات الاجتماعية التي تتفاعل معها من أجل تحقيق هذه الأهداف.

وبما ان ازدهار مفهوم الصحافة يتوفر إذا توفرت لها ضمانات الحرية، لذا يجب على الصحافة أن تكون متحررة من أي إجراء سواء ، فالحرية هي حرية التعبير عن الآراء والأفكار التي يمكن من خلالها اتخاذ القرارات من بين جميع الأطراف والآراء الواردة .

حرية الصحافة هي الضمانة التي تقدمها الحكومات لحرية التعبير وغالبا ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دساتير البلاد إلى مواطنيها ، وحرية الصحافة بالنسبة للعديد من البلدان تعني ضمنا بأن من حق جميع الأفراد التعبير عن أنفسهم كتابة أو بأي شكل آخر من أشكال التعبير عن الرأي الشخصي أو الإبداع .

لقد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن لكل فرد له الحق في حرية الرأي والتعبير ويتضمن هذا الحق حرية تبني الآراء من دون أي تدخل والبحث عن تسلم المعلومات أو أفكار مهمة عن طريق اي وسيلة إعلامية بغض النظر عن أية حدود ، يؤكد لنا الصحفي البولوني الشهير (آدام ميشينك) أن أخلاقيات الصحافة تتكون من اثنين هما الحرية والحقيقة

عندما نتحدث عن حرية الصحافة في العالم العربي و أوربا الحرة يخيل لنا بان فرقا كبيرا بينهما ولكن من خلال تتبعنا وجدنا أن هنالك شروخا وقيودا وشروطا تقيد عمل الصحفيين في أوربا مثلما هي موجودة في العالم العربي ولو تبدو أقل واقعية .

في البلدان العربية تبدو مأساة الصحفيين أكبر حيث يتعرض الصحفي إلى الاعتقال فالسجن وصولا في بعض الأحيان إلى القتل ، إن الضغوط التي يتعرض لها الصحفي في العالم العربي متنوعة، منها الضغوط الحكومية من خلال سعي السلطات الحاكمة إلى سن قوانين تقيد حرية الصحفي وتربطه قسرا بين نشاطاته، وصلا إلى تحكم أصحاب وسائل الإعلام في الصحفيين وبرواتبهم .

وفي أوربا التي ترفع شعار حرية الصحافة و التعبير من سلم أولوياتها فإن مسألة حرية الصحافة فيها نظرية يشوبها التشكيك والانتقاد ، فهنالك قيود تمنع الصحفيين من الوصول إلى الوثائق المهمة وحرية الصحافة التي تتنحى جانبا بإسم المصالح السياسية والاقتصادية .

إذ لم تستطع دول الاتحاد الأوروبي إثبات قدرتها الفعلية على حماية حرية الصحافة و الصحفيين بالشكل الذي تدعيه حيث تم رصد العديد من التحديات والإشكالات التي تشوب التزامها بالاتفاقيات المشتركة في هذا الشأن ، ووصل الأمر بلجنة حرية حماية الصحفيين الدولية الى انتقادها لأنموذج حرية الصحافة في دول الاتحاد الأوروبي ، فقد طالباتها بالعمل السريع على وضع آلية لسيادة القانون بحيث تكون واضحة وموضوعية وقابلة للتطبيق قانونيا، هذه المطالب جاءت بعد الأخذ بنظر الاعتبار في العديد من القوانين منها المراقبة الواسعة النطاق التي تهدد سرية وصول الصحفيين ولا تزال إمكانية الوصول إلى المعلومات محدودة.

قد يعجبك ايضا