النكران والجحود في العلاقات

رباب طلال مدلول

ظلمتني إذ نكرت عشرتي
والنكران في الوفاء جحود

في حقيقة الأمر ،يمكنني أن أتغاضى عن أي شيء في العلاقات مع الناس، سواء كانت صداقة، أو حب، أو حتى قرابة دم، أستطيع أن أتسامح مع الأخطاء والهفوات مهما كانت، ولكن هناك شيئاً واحداً لا أستطيع تجاوزه أو مسامحة من يرتكبه، وهو “النكران” من المستحيل أن أسامح شخصاً ينكر عشرتي، وينكر مواقفي الطيبة، ويتجاهل وقوفي معه في أصعب المواقف من غير الممكن أن أستمر مع إنسان جاحد، ناكر للجميل، يتناسى الزاد والملح الذي كان بيننا،فماذا يمكن أن أرتجي من شخص ينكر عشرتي ووقوفي معه؟ ماذا يمكن أن أنتظر بعد ذلك؟ بالطبع، لا يمكن أن أستمر في علاقة كهذه ستكون النتيجة الحتمية هي قطع العلاقة بشكل نهائي، بلا عودة، ومن دون مسامحة فالتسامح مع هذه النماذج لا يعني سوى قبول المهانة والذل على النفس ومن يقبل بذلك فهو بلا كرامة،الحياة تكون أجمل بكثير عندما يكون حولك شخص يقدر المواقف الجميلة التي قدمتها، يتذكر كل موقف طيب فعلته، وكل مساعدة قدمتها له، مهما كانت بسيطة، شخص يُعظّم كل ما تقدمه له، ويبقيه بين عينيه في كل مرة يراك فيها وتراه يبحث عن الفرصة ليعيد لك الجميل، ليرد لك كل معروف عند أول فرصة سانحة،
على العكس تماماً، هناك النوع الآخر من الأشخاص، الذين يقولون لك بكل وقاحة ماذا فعلتَ لي؟ وماذا قدمت لي؟ يستصغرون أي شيء تفعله لهم مهما كان كبيراً ، بنظرهم كل شيء يصبح صغيراً، مهما قدمتَ لهم هذا النوع من الأشخاص، جاحدين لايعرفون للفضيلة سبيل،
وهناك أيضاً أشخاص تعرف بنفسك تماماً أنك لم تقصر معهم على الإطلاق، بل كنت مفضلاً عليهم وجميلك يغمرهم من رأسهم حتى أخمص قدميهم ومع ذلك، لم تحملهم جميلاً أو تتوقع منهم المقابل لأن ما فعلته كان نابعاً من طيب خاطر وحب عميق لهم ولكن عندما يأتي الوقت الذي تطلب منهم خدمة بسيطة أو معروفاً، يجيبونك بالرفض، وكأنهم لا يدينون لك بشيء ويقولون: على أي أساس تطلب مني؟ عندها لا تملك إلا أن تتعجب فعلاً من هؤلاء الناس.
هكذا نوع من الناس يجب إخراجهم من حياتك من دون تردد ولا نقاش، وبلا تفكير طويل، هم يستحقون الحذف الكامل من حياتك من الواقع، ومن المواقع أيضاً لأن الحل الوحيد مع هذا النوع من الناس هو القطع النهائي، و”بلوك” رباعي الأبعاد،
الأشخاص الذين يبقون في حياتك يجب أن يكونوا من النوع الذي يقدر ويثمن كل ما تقدمه من حب ودعم هذا النوع من الناس هو الذي يجعل الحياة أجمل، والأكثر استحقاقاً لمكان في قلبك.

قد يعجبك ايضا