إعصار “هيلين” يقتل السكان ويدمر البنية التحتية شرقي أمريكا

 

متابعة ـ التآخي

ارتفعت حصيلة قتلى الإعصار “هيلين” الذي ضرب جنوب شرق الولايات المتحدة ابتداء من يوم الأحد 29 ايلول 2024الى أكثر من 110 قتيل، وقد تصل إلى 600 قتيل، اذ أعلنت مقاطعة واحدة في ولاية كارولينا الشمالية وحدها عن مقتل 30 شخصا حصيلة اولية، حسبما قالت السلطات، في حين كافح رجال الإنقاذ للوصول إلى المحتاجين في جميع أنحاء جنوب شرق الولايات المتحدة.

واتخذت الاستجابة للعاصفة طابعا سياسيا بعد أن أعلن الرئيس جو بايدن والمرشحان المتنافسان على خلافته، كامالا هاريس ودونالد ترامب، عن خطط لزيارة المناطق المتضررة بشدة قريبا، بعضها في ولايات رئيسة في معركة الانتخابات في تشرين الثاني.

وضربت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة مدنا وبلدات في فلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وتينيسي، ودمرت المنازل وغمرت المياه الطرق وانقطعت الكهرباء عن ملايين الأشخاص.

وقالت مديرة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، ديان كريسويل، “لقد سمعنا عن أضرار جسيمة في البنية التحتية لأنظمة المياه والاتصالات والطرق وطرق النقل الحيوية، فضلاً عن العديد من المنازل التي دمرها هذا للتو”.

ولقي في بداية الاعصار 93 شخصا في الأقل حتفهم في الطقس القاسي ، 37 في كارولينا الشمالية، و25 في كارولينا الجنوبية، و17 في جورجيا، و11 في فلوريدا، واثنان في تينيسي، وواحد في فرجينيا، وفقا لإحصاءات السلطات المحلية التي جمعتها وكالة فرانس برس، وجرى توقع ارتفاع العدد الإجمالي.

وقال كوينتين ميلر، قائد شرطة مقاطعة بونكومب في ولاية كارولينا الشمالية، التي تضم مدينة آشيفيل السياحية، في إفادة صحفية “لدينا تحديث مدمر آخر. لدينا الآن 30 خسارة مؤكدة بسبب العاصفة”.

وظلت التحذيرات من الفيضانات سارية المفعول في أجزاء من غرب ولاية كارولينا الشمالية، وسط مخاوف من فشل محتمل للسدود.

وقال مدير هيئة الأرصاد الجوية الوطنية كين جراهام إن من المتوقع تحسن الظروف في المناطق المتضررة بحلول يوم الثلاثاء تقريبا.

وبحسب موقع poweroutage.us المتتبع للكهرباء، ظل نحو 2.2 مليون منزل من دون كهرباء يوم الأحد.

وقال المسؤول بوزارة الطاقة الأميركية مات تارجواجنو إن أطقم العمل تعمل بجد لاستعادة الكهرباء، لكنه حذر من أن الأمر سيكون “استجابة معقدة تستغرق عدة أيام”.

وقالت جنيفر بيبا، المسؤولة في الصليب الأحمر الأميركي، إن آلاف الأشخاص واصلوا طلب المساعدة في الملاجئ التي تديرها المنظمة.

وضربت هيلين ساحل الخليج الشمالي في فلوريدا كإعصار ضخم من الفئة الرابعة برياح بلغت سرعتها (225 كيلومترًا) في الساعة، وحتى مع ضعفه، فإنه أحدث دمارًا.

وشهدت ولاية كارولينا الشمالية بعض أسوأ الفيضانات، حيث قال الحاكم روي كوبر إن رجال الإنقاذ أجبروا على نقل الإمدادات جواً في بعض المناطق بسبب الطرق المتضررة أو المغمورة بالمياه.

وقال كريسويل لشبكة سي بي إس “لا أعلم ما إذا كان أي شخص يمكن أن يكون مستعدًا بالكامل لكمية الفيضانات والانهيارات الأرضية التي يواجهونها الآن”، مضيفًا أنه تم نشر المزيد من فرق البحث والإنقاذ.

 

وحذر ويليام راي، مدير إدارة الطوارئ بالولاية، من أن الظروف لا تزال خطيرة للغاية.

وظلت مئات الطرق في شتى أنحاء المنطقة مغلقة، كما غمرت مياه الفيضانات العديد من الجسور.

وقالت كريستين وايت من وزارة النقل الأميركية إن أربعة طرق سريعة رئيسة بين الولايات أغلقت في ولايتي كارولينا الشمالية وتينيسي، مع استمرار إغلاق “العديد” من الجسور.

وأضافت أن ولايات جورجيا وكارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية شهدت كل منها إغلاق أكثر من 100 طريق.

وفي مدينة فالدوستا بولاية جورجيا، أدت العاصفة إلى اقتلاع أسطح المباني، وتحويل تقاطعات الطرق إلى شبكة من أعمدة الكهرباء والأشجار المقطوعة.

وقال ستيفن ماورو، أحد سكان فالدوستا “بدأت الرياح تضرب بقوة، مثل أغصان الأشجار وقطع السقف تضرب جوانب المبنى وتضرب النوافذ”، “ثم نظرنا إلى الخارج، وفجأة تغطى الشارع بأكمله، كل شيء أصبح مظلمًا”.

وقالت حملته الانتخابية إن ترامب، الرئيس الجمهوري السابق الذي يسعى لولاية أخرى، يزور فالدوستا يوم الاثنين للاطلاع على تفاصيل الكارثة.

وقال البيت الأبيض إن بايدن، الذي وافق على تقديم مساعدات فيدرالية لعدة ولايات في أعقاب الكارثة، يعتزم السفر إلى المناطق المتضررة بشدة هذا الأسبوع “بمجرد ألا يؤدي ذلك إلى تعطيل عمليات الاستجابة للطوارئ”، مضيفًا في وقت لاحق أن هاريس ستفعل الشيء نفسه.

وقالت هاريس مساء الأحد في تجمع انتخابي في لاس فيجاس “سنقف مع هذه المجتمعات طالما كان الأمر يتطلب التأكد من قدرتها على التعافي وإعادة البناء”.

وتقرر أن يتحدث بايدن عن الاستجابة بعد العاصفة من البيت الأبيض يوم الاثنين.

وأعلن في كارولاينا الشمالية ان بعض المناطق تبقى معزولة ويتم الوصول إليها عبر مروحيات على ما أفاد الحاكم روي كوبر. وأعلنت ولايات ألاباما وفلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وتينيسي حالة الطوارئ الفدرالية.

ونُشر أكثر من 800 فرد من الوكالة الفدرالية لإدارة الكوارث.

وحتى وقت متأخر، ظل إنذار من احتمال وقوع فيضانات ساريا في بعض مناطق غرب كارولاينا الشمالية بسبب خطر انهيار سدود، على ما قال مدير مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية كين غراهام.

ويبقى نحو 2,2 مليون منزل من دون كهرباء بحسب موقع “باور آوتيتج” المتخصص ويقوم الصليب الأحمر برعاية آلاف الأشخاص على ما أفادت هذه المنظمة.

قد يعجبك ايضا