سردار علي سنجاري
في لقاء صحفي مع السيد الخزعلي رئيس جماعة عصائب أهل الحق تطرق إلى موضوع شاق بما يخص الخلافات الكوردية – الكوردية وذكر ان تلك الخلافات ليست وليدة الساعة انما تعود إلى فترات زمنية طويلة. وهنا لا نختلف مع السيد الخزعلي بما جاء ذكره فمن الواضح أن الخلافات الكوردية مع بعضهم البعض فيما يخص القضايا الاستراتيجية قد أدت إلى تراجع دور الكورد في تحقيق اهدافهم وطموحاتهم وأخرت عجلة التنمية الاقتصادية في الاقليم
من اهم قضايا الخلاف الاستراتيجي الآني بين الحزبين هي هوية كركوك حيث يعتبر الحزب الديموقراطي الكوردستاني كركوك كوردستانية الهوية عراقية الانتماء ولم يتغير هذا المفهوم في نهج وفكر الحزب إلى هذه الساعة ولن يتغير . وهذا ما وضع الحزب الديموقراطي الكوردستاني في خلاف كبير مع كافة القوى السياسية في العراق والحكومات العراقية المتعاقبة. وتمسك الحزب بمبدأ التعايش السلمي بين مكونات المجتمع في كركوك واحترام سيادة القانون والحريات العامة وحقوق المواطنين الغير الكورد ولكنه أصر على ان هوية كركوك هي كوردستانية.
ولكن في المقابل فإن مفهوم الانتماء القومي الذي لا يمكن أن يكون محل جدل او نقاش بين الأحزاب السياسية الكوردستانية ويعتبر من الثوابت الأساسية في الحفاظ على الهوية الكوردية التي ماتزال تتعرض للكثير من العنف السياسي الممنهج من قبل القوى السياسية الأخرى الحاكمة والمسيطرة على ارض كوردستان لإنهاء تلك الهوية مازال غير واضحا وثابتا في الفكر السياسي الذي بدأ يظهر واضحا في السنوات الأخيرة في منهجية القيادة الجديدة للاتحاد الوطني الكوردستاني ويبدوا ذلك يعود إلى عدم توفر المعلومات الكافية عن تاريخ وتضحيات الكورد من اجل كركوك عند قيادة الاتحاد الجديدة المتمثلة بشخص السيد بافل الطالباني وريث القائد والمناضل القدير جلال الطالباني . وما اشار اليه السيد الخزعلي في حواره عن هوية كركوك وكيفية تعامل الاتحاد الوطني الكوردستاني وشخص السيد بافل الطالباني مع تلك القضية التي تعتبر من اهم قضايا الخلاف بين القيادة السياسية الكوردية والقيادة السياسية في بغداد يوكّد ما نتحدث عنه في مقالنا هذا . حيث تطرق السيد الخزعلي إلى قبول شرط القوى السياسية العراقية العربية في ان هوية كركوك عراقية وليست كوردية وقبول قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني بهذا الشرط امام تلك القوى مما أدى إلى تعيين محافظ من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني بعيدا عن بقية القوى السياسية الكوردستانية وبالأخص الحزب الديموقراطي الكوردستاني مما أثار نوعا من الاستياء الشعبي في كركوك . بينما وفي حديثه عن الحزب الديموقراطي الكوردستاني اكد السيد الخزعلي ان الحزب الديموقراطي الكوردستاني ليس لديه استعداد عن التنازل عن هوية كركوك الكوردستانية . نعم ان حزبا عظيما مثل الحزب الديموقراطي الكوردستاني لو أراد التنازل عن هوية كركوك لتنازل عنها للأنظمة العراقية السابقة التي كانت رغم سلبياتها وطنية الانتماء ولم تاخذ اوامرها من دول الجوار وصاحبة قرار وانهى كافة الخلافات مع تلك الحكومات وأصبح شريكا قويا مع تلك الحكومات وبالأخص مع حزب البعث الذي كانت قضية كركوك هي القضية التي أنهت اتفاقية الحادي عشر من اذار من سنة ١٩٧٠ وجنبت الأزمات والانتكاسات ولكنه من اجل كوردستانية كركوك قدم الالاف من الشهداء وتحمل أعباء انتكاسات سياسية.
عندما يشهد لك الطرف الاخر الذي على خلاف معك او عدوك بتمسكك بمبادئك فهذه شهادة كافية لإخلاصك لنفسك وقضيتك وشعبك وكل الشكر للسيد الخزعلي على ما تحدث به عن عدم قبول الحزب الديموقراطي الكوردستاني بالتخلي عن هوية كركوك الكوردستانية وهذه الشهادة كافية بان تعي الجماهير الكوردية ماذا يعني الحزب الديموقراطي الكوردستاني .