سردار علي سنجاري
تصاعدت في الآونة الأخيرة الكثير من الهجمات الإعلامية من قبل بعض السياسيين في بغداد بخصوص تسليح اقليم كوردستان بأسلحة دفاعية . وكان السيد محمد الحلبوسي رئيس حزب التقدم والمعزول قضائيا كرئيس للبرلمان العراقي قد أثار جدلا كبيرا في تصريحاته التي أدلى بها فيما يتعلق بقضية تسليح البيشمركة . الشعب الكوردستاني بالطبع لم يستغرب من تلك التصريحات لانه يتوقع اكثر من هذه الزمرة من رجال دولة العراق او سياسي الصدفة.
فالذاكرة الكوردية ممتلئة بكل الاحداث المأسوية التي لا يمكن أن ينساها الكورد من تصرفات وتعامل الحكومات العراقية المتتالية الطائشة مع الشعب الكوردي . لقد صمد الكورد في وجه اعتى نظام ديكتاتوري في العالم انذاك النظام البعثي الصدامي الذي امتلك كل أنواع الدعم اللوجستي والأسلحة الفتاكة والسلطة المطلقة في توجيه الجيش إلى تنفيذ غاياته العسكرية ومحاولة القضاء على إرادة الشعب الكوردي والثورة الكوردية ولكنه فشل في ذلك . واليوم ربما تغيرت المسميات السياسية في العراق كالعراق الجديد او العراق الفيدرالي ولكن العقلية الحاكمة في العراق لم ولن تتغير وهذا ما يعانيه الشعب الكوردي دوما فالثقافة العراقية الحاكمة السلطوية الضيقة باتجاه الكورد بقيت على حالها رغم ما تشهده الساحة الدولية من تغيرات ديمقراطية وحقوق الإنسان.
التخوفات الغير مبررة لهؤلاء السياسيين الذين لولا نضال الكورد وتضحياتهم والمجازر التي ارتكبت بحقهم واستخدام النظام العراقي البائد السلاح الكيماوي بحق الكورد والحروب الطائشة التي ارتكبها النظام الصدامي واحتلاله للكويت ماكان هولاء بالأساس يظهرون على الساحة السياسية العراقية وكانوا مازالو في قم او عبدان او كانوا موظفين في دوائر الدولة العراقية.
الكورد امة تواقة للسلام والحرية وتسعى دوما إلى ايجاد حلول توافقية مع كافة الأطراف وبالأخص الشعب العربي الذي يعتبر الأقرب إلى الكورد من بقية الشعوب التي تحتل اجزاء من موطن الكورد كوردستان . ولكن ما يدعوا إلى العجب أن الكورد الذين عانوا الأمرين من حكام بغداد بالتحديد وباسم العروبة دمرت قراهم وباسم العروبة تم تهجيرهم من مدنهم وباسم العروبة تم نفيهم وقتلهم مازالوا متمسكين بمبدأ الاخوة والتعايش السلمي . نادرا ما نجد باحثا عربيا يدعوا إلى التقارب والتعايش السلمي مع الكورد بينما غالبية القادة الكورد والباحثين والمفكرين والمثقفين الكورد يدعون إلى التقارب مع اخوتهم العرب ويحاولون مد أيديهم البيضاء اليهم من اجل بناء دولة يسودها السلام والاستقرار والازدهار والمحبة . لقد ظهرت فئة من سياسيي الصدفة في العراق الجديد وقعت تحت أياديهمج الأموال الطائلة وبنوا إمبراطوريات ماكانوا يحلمون بها وأنشأوا لأنفسهم ميليشيات طائفية وبدأوا يتبارزون فيما بينهم ويتنافسون من الذي يقدر على لي ذراع الكورد . لهولاء نقول ان الشعب الكوردي ان تم تجريده من كل ما يملكه من سلاح فإنه سيبقى متمسكا بسلاح الشعب وإيمانه بقضيته وكما كان منذ عقود يواجه دبابات الأنظمة السابقة بسلاح البرنو وحقق الانتصارات فإنه ان قضي الأمر يعود إلى البرنو ولن يستسلم او يتنازل عن شبر من ارض كوردستان . الأسلحة التي تخشون منها ان يمتلكها الكورد لا تعني شيئا لهم فكل مواطن في كوردستان قنبلة موقوته إذا لزم الأمر ويبقى البرنو سلاح الكورد المقدس ان استطعتم تجريده من أيادي الكورد عندها تكونوا قد كسبتم الجولة ولكنكم لن ولم تكسبوا الحرب .فعودوا إلى رشدكم ومد اياديكم بصدق إلى الكورد وتعالوا نبني عراقا قويا خاليا من سموم الطائفية والعنصرية والأفكار السلطوية .