البارزاني الخالد في الوثائق البريطانية 1929- 1947

 

القسم الأول

 

اعداد: عدنان رحمن

اصدار: 24- 9- 2024

 

في العام 2023 صدر في اربيل عاصمة اقليم كوردستان كتاب بعنوان ( حركات بارزان الوطنية في عدد من وثائق الآرشيف الوطني البريطاني- حزيران 1929- حزيران 1947). من اعداد وترجمة: شيركو حبيب، وتقديم ومراجعة أ. د. عبد الفتاح علي البوتاني، وورد في جزء منها عن الوثائق البريطانية المتعلقة بالبارزاني الخالد وكما يأتي:

– ” هذه البرقية سرية وخاصة ويجب الاحتفاظ بها من قبل المستلم المعتمد وعدم تمريرها

                                          مجلس الوزراء

                                 من بغداد إلى وزارة الخارجية

Mr Thompson

No. 592

1st August

رد إلى المكتب الرئيسي للشؤون الشرق الأوسط / مهم

1- يؤسفني أن الوضع يثير القلق مرة أخرى في منطقة ( بارزان) في كوردستان العراق، بعد مجموعة متنوعة من الحوادث الصغيرة التي استمرت عدة أشهر عاد ملا مصطفى مرّة أخرى في آذار / مارس مع نحو 150 من الأتباع المُسلحين كوسيط في قضية قتل قبلي في دهوك. ([1])

2- يحاول الوكيل السياسي في المنطقة الشمالية والسلطات المحلية حث ملا مصطفى على حل قوات الكوماندوز الخاصة به من رحلته إلى دهوك والتوجه إلى الموصل لإجراء محادثات مع المتصرف والعقيد ( ميد)، يبقى أن نرى ما إذا كان مستعدا للتصرف حسب ذلك، في هذه الأثناء، تسببت كلماته المتشددة وتحدي السلطة في أسوأ انطباع لدى السلطات، حيث هناك مقولة عامة مفادها أنـه مـا لم يتم وضع حدا للملا مصطفى فلا جدوى من البحث عن أي سلام في الشمال، يشعر الوزراء أنهم صبروا لفترة كافية ومن الصعب عدم الاستماع الى وجهة نظرهم.

3- تشاورت مع القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية البريطاني، ونحن متفقون في الاعتقاد أنه لا يمكننا الاستمرار إلى أجل غير مسمى مع تقديم المشورة وننصح الحكومة العراقية بتخصيص الوقت لمواجهة الاستفزازات المتكررة في الوقت نفسه نحن متفقون أيضًا على أنه في حالة اتخاذ أي إجراء عقابي يجب التخطيط له بشكل صحيح، وتجميع قوة مناسبة ووضع مجموعة متنوعة من الترتيبات الأخرى بما في ذلك الإشراف على بناء الطرق، لقد نصح الجنرال ( رينتون) الوزراء وفقا لذلك، وقد فعلت الشيء نفسه مع التأكيد على أنه يجب أن يكون هناك تسارع مجازف جدا، إذا كان لا يزال من الضروري الشروع في العمليات يجب اتباع هذه النصيحة البناءة فسيكون هناك ستة أسابيع على الأقل قبل أن يصبح الجيش العراقي جاهزاً.

4- لست متفائلا أنه بحلول منتصف أيلول / سبتمبر قد يتم التوصل إلى حل سلمي إيمانا من أنه قد يساعد ملا مصطفى في معرفة السبب فقد أصدرت تعليماتي إلى العقيد ( ميـد) لإبلاغه أن تصرفاته الغريبة أصبحت مرهقة، وأنه إذا كان جادا في رغبته المعلنة في ألا يسبب لنا أي مشكلة فأنا أتوقع منه أن يرقى إلى كلماته والامتناع عن المتاعب ويمتنع عن الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضده، على العقيد ( ميد) أن يوضح أن هذا هو آخر تحذير قد يتوقعه من سفارة جلالة الملك، وإذا استمر في تجاهله، فستكون العواقب على رأسه.

 

 

 

5- زادت احتمالية العمليات بشكل طبيعي من الشكاوى العراقية بشأن التأخير في استلام المعدات العسكرية، وأنا أفهم من القائد العام أن قائد منطقة الشرق الأوسط ينتظر الآن موافقة مكتب الحرب على اقتراح شخصي لـلتغلب على الصعوبات الحالية وأنا على ثقة من أن السلطة ستوافق عليها في جميع الظروف.

6- المندوب السامي يرجى تمريره بشكل عاجل إلى القيادة العامة.

***

هذه البرقية سرية وخاصة ويجب الاحتفاظ بها من قبل المستلم المعتمد وعدم تمريرها

                                           مجلس الوزراء

                                        من طهران إلى بغداد

Mr Le Rougetel

No: 118

19th March 1947

رد إلى زوارة الخارجية رقم 358 / سري للغاية

أدناه من الملحق العسكري إلى الجنرال ( رينتون).

أولاً: القائد العام للقوات الإيرانية أبلغني اليوم أنه اقترح يوم أمس إلى القائم بالأعمال العراقي، أن ضابطا بالجيش العراقي سيتم إرساله ليكون ضابط ارتباط ( مُنسق) مع الجيش الفارسي في كوردستان، إذا تم تعيين هذا الضابط حقا، أقترح أنه يجب قبوله على الفور إذا اشتعلت نيران معركة البارزانيين في كل من سهل ( ميركَه سور) وبالقرب من ( أوشنوية)، ستكون الأخبار الدقيقة للوضع في الوقت لا تقدر بثمن للأركان العامة العراقية. ثانيا يقول رئيس الأركان الفارسي أن البارزانيين يمتلكون وفي النهاية يستخدمون بفاعلية ثلاثة في خمسة وسبعين ملم بنادق جبلية من طراز (bofors) بنادق روسية من طراز ( أبوكوفت) تم الاستيلاء عليها من الجيش العراقي هل استخدم الجيش العراقي هذه الاسلحة؟ إذا كلا فقد تم تزويدهم من قبل الروس.

***

عملیات بارزاني

ملا مصطفى بارزاني كوردي عراقي من شمال العراق في صيف عام 1945 ثار ضد الحكومة العراقية، وتم إخماد ثورته وهرب إلى الجزء الجنوبي من آذربيجان الفارسية، التي كانت آنذاك تحت سيطرة السوفيت، سُمح له بالبقاء هناك، وشارك في حركة الحكم الذاتي الكوردية المستوحاة من السوفيت. عندما استعادت الحكومة الفارسية السيطرة على أذربيجان في ديسمبر 1946. كان الملا مصطفى قد ترك المنطقة حاولت الحكومة العراقية دون جدوى إقناع الحكومة الفارسية بنزع سلاحه وأتباعه وتسليمهم لهم، الفرس لم يكونوا مستعدين للقيام بذلك لأنهم لم يرغبوا في شن حملة ضد الملا مصطفى، لكنهم عرضوا عليه وأتباعه منطقة بالقرب من طهران يمكن أن يستقروا فيها بشرط أن يتخلوا عن أسلحتهم ويصبحوا رعايا فارسيين. رفض الملا مصطفى هذه الشروط وقرر التوجه إلى شمال العراق مع أتباعه يقدر عددهم بنحو 1500 رجل مسلح، بدأت جماعته في التحرك نحو مفترق الحدود العراقية والفارسية والتركية، يبدو أن سبب القتال الحالي هو أن الملا مصطفى حاول تغيير مساره واختراق الطوق الفارسي.

من طهران الى وزارة الخارجية البريطانية- مستر لي روكَيتيل     1 نيسان / أبريل 1947

***

السفارة البريطانية / طهران- رسمي: سيدي

No. 154/37/47

No 119

16th April 1947

1- يشرفني أن أنقل إليكم طية تقريرا في جورنال دي طهران في 11 نيسان حول بيان أدلى به رئيس الأركان العامة الفارسي في مؤتمر صحفي في اليوم السابق بشأن العمليات العسكرية ضد البارزانيين.

2- على العموم، فإن البيان العام للجنرال ( رازمارا) يتوافق مع المعلومات الموجودة لدى ملفات استخبارات الملحق العسكري للسفارة.

أ- عدد عائلات البارزاني والرجال المقاتلين مرتفع للغاية عند 2000- 3000 على التوالي. 1500 و 1500 على التوالي ستكون أقرب إلى الهدف.

ب- من الغريب في الفقرة الثالثة من الفصل 2 أن رئيس الأركان العامة الفارسي لم يذكر الحرب بين البارزانيين والجيش العراقي التي أدت إلى لجوء البارزانيين إلى بلاد فارس. تقرير صحفي يشير إلى فكرة قدومهم إلى بلاد فارس كانت بدعوة قاضي محمد فقط.

جـ- قد يكون إنكار الجنرال ( رازمارا) للتدخل الأجنبي مبررا جيدا فيما يتعلق بالعمليات الحالية، ولكن هناك الكثير من الأدلة التي تظهر أن الروس ساعدوا البارزانيين مع الأسلحة الذخيرة والملابس حتى وقت انهيار آذربيجان الديمقراطية وحركة الاستقلال الكوردية في تشرين الأول / نوفمبر 1946( في بعض المراجع تاريخ سقوط الجمهورية هو 17 ديسمبر / كانون الأول، وقد تأسست في كانون الأول 1946 وانهارت بعد 11 اشهر وفي بعض المرجع تاريخ السقوط هو تشرين الأول 1946 . ( المترجم)

أرسلت نسخ من هذه المرفق إلى سفارة صاحب السعادة في موسكو وبغداد. لي الشرف مع فائق الاحترام سيدي / خادمكم المتواضع المطيع.

***

من بغداد الى وزارة الخارجية

Sir H. Stenehewer

No 376

22nd April 1947

برقية طهران رقم 488

البارزانيون

1- عدد الضباط العراقيين الذين التحقوا بملا مصطفى 12 من بينهم 2 حاليا رهن الاعتقال في بغداد.

2- أعلنت مديرية الدعاية في التاسع عشر أنه حتى الآن استسلم 1550 رجلاً بارزانيا بمن فيهم الشيخ أحمد 1686 امرأة و 1329 طفلًا، وتم إرسالهم إلى مناطق الاستقبال حسب الأصول.                                                     نسخة أرسلت إلى دائرة الحرب.

***

من طهران إلى وزارة الخارجية

Mr. Le Rougetel

No. 512

23rd April 1947

مُكرر إلى بغداد / برقية بغداد المرقمة 376

رحلة البارزانيين / مستعجل

رئيس الأركان العامة الفارسي قدم المعلومات الإضافية التالية للملحق العسكري: ( ملا مصطفی بارزاني مع 500 رجال من المسلحين مع 6 من ضباط الفرس غادروا يوم 18 نيسان / أبريل بلاد فارس متجهين إلى بارزان، تم القبض على أحد الضابط الهاربين في القتال الأخير واثنين من ضباط الصف العراقيين استسلما والآن تم ترحيلهما إلى طهران للاستجواب رئيس الأركان العامة يعتقد أن جميع البارزانيين قد غادروا بلاد فارس.

***

من بغداد الى طهران

Sir H.Stonehewer Bird

No 120 25th April 1947

ملا مصطفى مع 200 من أتباعه المسلحين دخل العراق من خلال تركيا كان هناك اشتباك طفيف مع الشرطة العراقية، لقد انسحب الآن إلى منطقة مجاورة القرية اركوش شمال ،بارزان حيث حاصره العراقيون بالتعاون مع الأتراك. يبدو أن هناك إمكانية أن يكون قادرًا على العودة إلى بلاد فارس. الحكومة العراقية واثقة من أنه سيتم القبض عليه قريبا وقد طلب العفو، ولكن قيل له إنه يجب أن يستسلم دون قيد أو شرط.

أرسلت نسخة إلى سكرتارية الشرق الأوسط”.

 

[1] – يقصد عقد الصلح بين شيوخ بريفكان ورئيس عشيرة المزورية حاجي ملو في مطلع سنة 1945.

قد يعجبك ايضا