تغطية الإعلام الفرنسي لنتائج الانتخابات الرئاسية .. تستنفر وكالة الأنباء الجزائرية

 

 

التأخي / وكالات

شنّت وكالة الأنباء الجزائرية هجوما لاذعا على الإعلام الفرنسي، على خلفية تغطيته للانتخابات الرئاسية بطريقة لا تتناسب مع الدعاية التي روجت لها السلطات طيلة الحملة الانتخابية، حيث قالت عدة مقالات في الصحافة الفرنسية خلال الأيام القليلة الماضية إن النتائج شبه محسومة لصالح الرئيس عبدالمجيد تبون، ووصفت الجزائر بالبلد المغلق والمقموع بينما اعتبرت الوكالة أن هذه المنابر تحولت إلى “جوقة إعلامية” تمارس العداء ضد الجزائر .

وتحت عنوان “أيها الفرنسيون، الجزائر ليست محميتكم”، أطلقت الوكالة وابلا من الهجمات على قناة “فرانس 24”، ، وذكرت الوكالة التي تمثل الخطاب الرسمي للدولة أن هذا السلوك الإعلامي يشبه “المشكلة الأبدية للجمل الذي يبحث عن حدبة فوق ظهر جمل آخر دون أن يكلف نفسه عناء رؤية حدبتيه ” .

وفي الآونة الأخيرة تصاعدت حدة التوتر الإعلامي بين الجزائر وباريس، على خلفية أزمة سياسية بين البلدين، بلغت ذروتها عندما قررت الجزائر تخفيض تمثيلها الدبلوماسي لدى فرنسا وسحب سفيرها. وذلك بعد اعتراف فرنسا بمقترح الحكم الذاتي المغربي لمنطقة الصحراء .

 

وتعتبر الهجمات الإعلامية التي تشنها الوكالة الجزائرية خصوصا باعتبارها تمثل وجهة النظر الرسمية، انعكاسا للتوترات بين البلدين التي تشهد شدا وجذبا على الدوام، غير أن إعلان فرنسا الاعتراف بمغربية الصحراء شكل ضربة قوية لهذه العلاقات التي من غير المرجح أن تشهد تحسنا قريبا، وهو ما زاد غضب الإعلام الجزائري الذي يستغل أي مناسبة لرشق نظيره الفرنسي بالاتهامات .

وقالت الوكالة الجزائرية إن الصحافة الفرنسية باتت تركز على تشويه الصورة الجزائرية من خلال التهويل والأكاذيب، وتهجمها المستمر على التحولات التي شهدتها الجزائر منذ انتخاب الرئيس عبدالمجيد تبون. وبحسب الوكالة، فإن هذا الهجوم الإعلامي يأتي في وقت تعاني فيه فرنسا من إحدى أحلك الفترات في تاريخ الجمهورية الخامسة .

وتابعت أن الجزائر التي طُرد الفرنسيون منها “هي بلد الحريات، بلد مستقر ومزدهر، بعيد كل البعد عن مستعمرة البؤس”، وشددت على أنه من “الأفضل لهذا الجوق الإعلامي الفرنسي أن يتجرع الحقيقة المرة، ويدرك أنه يستحيل تشويه صورة دولة عريقة كالجزائر وشعب عظيم وأبي كالشعب الجزائري ” .

كما ذكرت الوكالة الفرنسية أنه بمجرد إعلان النتائج ندّد أحمد صادوق، مدير الحملة الانتخابية لعبدالعالي حساني شريف، بها واصفا إياها بـ”المهزلة” و”العبث” و”تشويه لصورة البلد”. وقال “تابعنا الإعلان المهزلة الذي كان منذ قليل باستغراب واستهجان كبير. هذه الأرقام المعلنة التي لا علاقة لها بما تم إعلانه  خاصة ما تعلق بنسبة المشاركة ولا علاقة لها بالمحاضر التي لدينا “.

 

وتساءل “لماذا لم يتم إعلان نسبة المشاركة بالأصوات الملغاة وهي رقم رئيسي في إعلان النتائج “؟.

وأعلنت السلطة الوطنية للانتخابات في الجزائر فوز الرئيس تبون بولاية رئاسية ثانية، بعد حصوله على نسبة 94 في المئة في الانتخابات ، متقدما على منافسيه رئيس حركة مجتمع السلم عبدالعالي حساني شريف والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش

وسبق أن اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية قناة “فرانس 24” التابعة لمجمع “فرانس ميديا موند” العمومي والقناة العمومية “تي في 5” بأنهما تبثان السموم على الجزائر، على خلفية الحرائق التي اندلعت في البلاد الصيف الماضي. ودعت العاملين في “فرانس 24” إلى التحلي بالقليل من الموضوعية في هذه الأوقات العصيبة والأليمة .

من جانبها أكدت “فرانس 24” أنها كغيرها من وسائل الإعلام تغطي هذه الأحداث كما وردت، وأن إطلاق استنتاجات سياسية لا أساس لها ما هو إلا تحليلات غير عقلانية ومخالفة للمنطق السليم .

وأضافت “كلام الوكالة الجزائرية التشهيري والمبالغ فيه، واستخدام الشتائم والإهانات، أمور ‘سخيفة’، لاسيما عند الحديث عن تغطية كوارث طبيعية مأساوية ومؤلمة ” .

وأوضحت “فرانس 24” أن الحرائق نشبت في كل حوض البحر المتوسط، والقناة غطتها من دون أي معالجة حصرية، وخاصة بفضل مراسليها في اليونان وصقلية في الأيام الماضية، مشيرة إلى أن الحرائق في الجزائر لم تكن لها أي تغطية خاصة .

وتخضع وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في الجزائر منذ أعوام لآلية اعتماد بيروقراطية وغير شفافة، وفي عام 2021 سحبت السلطات اعتماد قناة “فرانس 24″، وأعربت باريس عن أسفها لهذا القرار، مجددة تمسكها بحرية الإعلام، وفق ما ذكرته الخارجية الفرنسية في يونيو 2021

في عام 2021 سحبت السلطات الجزائرية اعتماد قناة “فرانس 24″ وأعربت باريس عن أسفها لهذا القرار مجددة تمسكها بحرية الإعلام وفق ما ذكرته الخارجية الفرنسية .

وعزت الجزائر هذا القرار إلى “التحامل المتكرر” للقناة، وذكرت أنها وجهت في مارس تحذيرا أخيرا إلى القناة على خلفية تغطيتها لتظاهرات الحراك المعارض .

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أغنيس فون دير مول “تلقت فرنسا بأسف القرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية بسحب اعتماد قناة فرنسا 24 ومراسليها في الجزائر ” .

وأضافت أن “فرنسا تدافع عن حرية التعبير وحرية الإعلام، في الجزائر وفي جميع أنحاء العالم”، مستخدمة خطاب الخارجية الفرنسية المعتاد حول انتهاكات الحريات العامة في هذا البلد. وذكرت أن”حرية الاعلام هي حق جوهري يجب أن يكون مصاناً وتتمسك به فرنسا بشدة ” .

ويأتي قرار الجزائر سحب اعتماد قناة “فرانس 24” غداة الانتخابات التشريعية التي شهدت نسبة مشاركة ضعيفة .

وأعربت “فرانس 24” عن استغرابها “لعدم تلقيها أي تبرير” يتعلق بسحب الاعتماد مؤكدة أنها تقوم “بتغطية الأخبار في الجزائر بشفافية واستقلال ونزاهة ” .

كما لم يحصل مدير مكتب وكالة فرانس برس في الجزائر فيليب أغريه منذ تعيينه في أكتوبر 2019 على اعتماد السلطات. ولم يتم تقديم أي مسوغ لذلك .

وتعتبر الجزائر سوقاً مهمة للقنوات الفرنسية، ويتابعها الملايين من الأشخاص يومياً، ولها تأثير كبير وسط المجتمع الجزائري، وفقاً لصحيفة “ليبرتي” الجزائرية .

وبررت الوكالة الجزائرية قرار سلطات بلادها إغلاق مكاتب “فرانس 24″، بأن المعالجة المخجلة لملف الحرائق يشير إلى أن هذه القناة لا يبدو أنها ستعود قريبا إلى الجزائر .

قد يعجبك ايضا