شيركو حبيب
بعد عودة الأب الروحي للشعب الكوردي الجنرال ملا مصطفى بارزاني الخالد من الاتحاد السوفييتي السابق بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958، كرّس كل جهوده لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، لذلك أبدى كل الاستعداد والدعم للجمهورية الجديدة و بناء الدولة الديمقراطية التي انبثقت عن رؤيته الواضحة للعدالة والمساواة والتعايش.
إلا أن كل ما يتمناه المرء لا يتحقق دائماً، إذ انحرفت بعض قيادات ثورة 14 تموز عن مسار الثورة وأهدافها، وبدلاً من تطبيق الدستور العراقي الدائم والحقوق والمطالب الكوردية، قامت بقصف كوردستان ومهاجمة الشعب الكوردي باستخدام القوات العسكرية.
ورغم أن بارزاني الخالد وقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانوا ضد الحرب ولم يوافقوا على الاقتتال بين السلطات العراقية والشعب الكوردي، إلا أنه لم يكن هناك حل للدفاع عن أراضي وشعب كوردستان، إلا اللجوء إلى الثورة وكانت الثورة كوردستانية بقيادة الجنرال ملا مصطفى بارزاني الخالد في 11 ايلول 1961، لكن تدريجياً انضمت القوى والأحزاب والشخصيات العراقية، بغض النظر عن الدين والعرق، إلى الثورة لأنها آمنت بقائدها وشعاراتها الهادفة لإقامة دولة مدنية ديمقراطية.
وخلال الثورة تم بناء المؤسسات اللازمة لإدارة شؤون المواطنين، كالتعليم والزراعة والمحاكم والمحكمة العليا للثورة وغيرها، وسجلت ثورة ايلول العديد من الملاحم البطولية و الانتصارات العسكرية ضد السلطات العراقية، رغم عدم التكافؤ في التسليح والعتاد، وذلك لإيمان قائد الثورة والبيشمركة بقضية أمتهم المشروعة، وهو السبب الرئيسي لكل الانتصارات.
فلأول مرة في تأريخ الدولة العراقية اعترفت السلطات بالحقوق القومية للشعب الكوردي ضمن اتفاقية 11 اذار عام 1970 ، وبطبيعة الحال، لم يكن ترسيخ الديمقراطية في مصلحة السلطات العراقية، فلجأ نظام صدام إلى شاه إيران ودول أخرى مثل الجزائر والاتحاد السوفييتي لمهاجمة ثورة أيلول، التي كانت الأساس لترسيخ الديمقراطية، ففي 6 آذار وقعت الحكومتين بمساعدة حكومة بومدين اتفاقية خيانية تواطأت على حقوق الشعب الكوردي و أدت لإيقاف الثورة لفترة قصيرة.
لاشك أن ثورة أيلول وثورة گوڵان خلقتا الرخاء والسلام والاستقرار والوحدة والتعايش، وهو ما يؤكد عليه الرئيس بارزاني دائما، ولهذا السبب يواصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الرئيس مسعود بارزاني اليوم النضال من أجل الديمقراطية والمساواة.
واليوم، وبمناسبة ذكرى هذه الثورة العظيمة، من المهم للجميع أن يتعلموا من التاريخ وأن يجعلوا من مبادئ ثورة أيلول معيارا للوحدة لترتيب و توحيد البيت الكوردي، فهذا السبيل الوحيد للنصر.