تعد ثورة الحادي عشر من ايلول عام 1961 من ابرز واهم الثورات التي خاضها الشعب الكوردي في تاريخه النضالي المشرق، ولقد كانت لهذه الثورة مسوغاتها السياسية، رغم ان الشعب الكوردي وبقيادة البارزاني الراحل كان قد حاول عدة محاولات لان تصطلح الأمور ويخف التوتر الذي بدأ يسود العلاقة بين حكومة بغداد والكورد لاسيما ان الشعب الكوردي ابتهج وأيد من الاعماق ثورة الرابع عشر من تموز بقيادة عبدالكريم قاسم، بيد ان وللاسف سارت الامور على شاكلة اخرى. وبقدر تعلق الأمر بالقضية الكوردية فقد شعر الكورد بتخلي عبدالكريم قاسم عن عدد من المسائل الدستورية وغير الدستورية التي تضمن حقوق الشعب الكوردي وثقل هويته في العراق وبدا وكأنه يقف بالضد في كثير من ألأمور التي كانت تعد مكاسب كوردية في ظل ثورة الرابع عشر من تموز وبالرغم من أن الشعب الكوردي كان ولم يزل ينظر بكثير من الحب والتقدير لقائد ثورة الرابع عشر من تموز ألا أنه وكمايظهر أن عبد الكريم قاسم أصبح في فترة من حكمه واقفا تحت تأثير الايحاءات الخارجية والداخلية وكان في الدعوة الرسمية الموجهة ألى البارزاني الراحل لزيارة ألأتحاد السوفيتي عام 1960 للمشاركة في احتفالات ثورة أكتوبر أثر كبير في خلق نوع من الشكوك لدى عبد الكريم قاسم ازاء البارزاني الراحل وثقله السياسي على الصعيدين الخارجي والداخلي . ان سلسلة المواقف المتتابعة في عام 1961 يمكن أن يلاحظها كل من يريد استقراء الظروف ألتي سبقت ثورة أيلول الكوردية عجلت في قيام الثورة بيد أننا ومن أجل الحقيقة يجب أن نذكر هنا أن الكورد ومن خلال قرارات الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحكمة البارزاني الراحل كانوا يحاولون بشتى السبل أن لا تتدهور ألأمور وأن تبقى العلاقة طيبة وأيجابية مع الزعيم عبد الكريم قاسم ولكنه أهمل هذه المحاولات والمذكرات التي قدمت له وآخرها كانت في 30/7/1961كما أنه لم يستجب للأضراب الذي أعلنته كل مدن كوردستان بسبب السياسة غير العادلة التي تبنتها الحكومة العراقية آنذاك رغم أننا ندرك أن ماكان يجري لاينسجم تماما مع أنطباع الكورد عن شخصية عبد الكريم قاسم. لقد أصبح الزخم القومي المكبوت في وجدان الشعب الكوردي أقوى من أن يحتمل بعد أن ضاعت كل المحاولات وذهبت أدراج الرياح في أعادة العلاقة ألأيجابية بين الكورد وحكومة بغداد ومازالت ذاكرة الشعب الكوردي وعقله الجمعي يحمل أجمل ألأنطباعات عن السنوات التي سبقت أضطرار الكورد ألى الثورة أي بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز. لقداستطاعت ثورة أيلول الكبرى أن تمتد من عام1961الى عام1975 وأن تؤسس مدرسة نضالية كبرى وعتيدة بين صفوف الشعب الكوردي والمتمثلة بفصائل البيشمركة ألأبطال الذين واصلوا النضال فتصدوا من بعدلنظام البعث في الستينيات الذي أطاح بنظام عبد الكريم قاسم وواصلت الثورة مسيرتها الباسلة حتى شعر نظام البعث الثاني في منتصف السبعينيات بوشوك ألأنهيار الحقيقي التام أمام أصرار هذه الثورة فالتجأ ألى معاهدة الجزائر سيئة الصيت وعندها فقط أستطاع نظام البعث البائد أن يوقف مد الثورة العاتي ولكنها كانت فرحة قصيرة ألأجل لنظام البعث أذ مالبث أن أجتمع شمل الكورد ثانية ورفعوا راية النضال مجددا وهانحن اليوم أذ نحتفل بذكرى مرور ٦٣عاماً على ثورة أيلول فأننا نحتفل في ظل الفدرالية والبرلمان الكوردستاني ونظام رئاسة ألأقليم ألذي وضع الشعب الكوردي كل ثقته من خلال هذا النظام بالرئيس مسعود بارزاني . لقد حظيت ثورة ايلول بتأييد شعوب العالم المناضلة والاحزاب والمنظمات السياسية التي تدعو الى حرية الانسان وحق تقرير المصير كما كتب عنها الكثير من السياسيين والاعلاميين على مدى سنوات عدة وهي من جانبها كانت مؤيدة وداعية الى انتصار حقوق القوميات والاديان والمذاهب ومن هنا اصبحت موئلا لكل المضطهدين السياسيين العراقيين كما اصبحت ميدانا لنشاطات الحركة الوطنية العراقية المناضلة مثلما اصبحت مركز اشعاع تحرري لكل كوردستان. أننا نرى في ثورة أيلول الكبرى درسا بليغا في النضال من أجل ارساء الحقوق المشروعة لأي شعب يروم أن تنصف حقوقه وفق المعايير الانسانية ومبادىء حقوق ألأنسان