خروج عدد من المنابر من المشهد الإعلامي .. يكشف صعوبة الوضع المهني في عمان

 

التأخي / علاء الفريجي

ركز “ملتقى الإعلام الجديد والعصر الرقمي” في مدينة صلالة العمانية على أهمية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة محتوى إعلامي رقمي متطوِّر، مع الالتزام بالقيم الأخلاقية، في مسعى لتطوير وسائل الإعلام المحلية وجذب الجمهور والمعلنين بعد أن سجلت تجارب إعلامية رقمية فشلها بسبب عدم قدرتها على الحصول على تمويل

ويحمل الملتقى كما جرت العادة في المؤتمرات والملتقيات الإعلامية عناوين عريضة وأهدافا كبيرة في حين أن التنفيذ والتطبيق على أرض الواقع يبقى التحدي الأكبر، إذ غالبا ما تبقى مخرجات المؤتمرات حبيسة الأدراج ويجري تداولها بصيغ أخرى في الملتقيات التالية

ووفق القائمين على الملتقى الذي نظمته جريدة الرؤية العمانية، تهدف أعماله إلى تسليط الضوء على مستقبل الإعلام العُماني في عصر الذكاء الاصطناعي واستعراض مدى تأثير تقنيات هذه التكنولوجيا على صناعة المحتوى بمهنية ومصداقية وحيادية واستقلالية تحريرية، إضافة إلى تهيئة النقاش أمام المشاركين لبحث إمكانية تأطير جُملة ضوابط أخلاقية لممارسات الذكاء الاصطناعي في الفضاء الإعلامي والضوابط التشريعية والقانونية المُحدِّدة لها، ومتطلبات المواكبة من حيث تطوير المهارات والكفاءات، وتوسيع دائرة المعرفة وتعزيز الفهم الجيد والتوظيف المثالي للذكاء الاصطناعي في كافة الممارسات الإعلامية

وسبق أن أطلقت صحيفة الرؤية المحلية قبل سنوات إذاعة رقمية متكاملة، ومنصة شبابية إعلامية لكن لم يكتب لهاتين التجربتين النجاح، لغياب المردود المادي الناتج عن عدم مواكبة المؤسسات والشركات المُعلنة والداعمة للمتغيرات والتطورات الرقمية، بحسب ما أكد حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير الصحيفة

ولفت الطائي أمين عام الملتقى إلى أن الإعلام العُماني مرّ بجُملة من التحديات الهائلة تسببت في خروج عدد من الوسائل من المشهد الإعلامي، نتيجة لغياب المورد المالي، وضعف المردود الاقتصادي، تزامنا مع تراجع كبير في الاشتراكات الشهرية والسنوية، وانخفاض شديد في الإعلانات التي تمثل مصدر الدخل الأول لوسائل الإعلام .

وتطرق إلى تحد آخر يُضاف إلى قائمة التحديات التي تعيق مسيرة التطور الإعلامي والدفع بالتحوُّل الرقمي نحو آفاق أرحب، ألا وهو “الارتقاء بالكوادر الوطنية العاملة في هذه المهنة الحيوية والمُهمة للغاية .”

وأشار إلى قضية ضعف التمويل والدعم، وربما في بعض الأحيان عدم توافر البيئة الجاذبة أو الحاضنة، حيث إن عملية تأهيل وتطوير مهارات الصحافيين، تستلزم تقديم تسهيلات من جهات أخرى، تُساعد الشباب على أداء مهامهم الصحفية والإعلامية، منها تقديم المعلومات المطلوبة في التحقيقات الصحفية، والحصول على تصريحات من المسؤولين والمعنيين، والسماح للصحافيين والمصورين بالتصوير على أرض الواقع، خاصة في المشاريع الوطنية الكبيرة .

ويبدو أن غياب دعم الشركات الاقتصادية الكبرى للإعلام المحلي وعدم اهتمامها بتغطية نشاطاتها في المنصات المحلية، يعيقان تطويره ويزيدان في ابتعاده من دائرة التأثير .

ونوه الطائي بأن عددا كبيرا من المؤسسات الحكومية الكبرى والشركات العملاقة تكشف عن مشروعات واعدة للغاية وداعمة لمسيرة النمو الاقتصادي، وتعقد مؤتمرات دولية في مسقط، لكن للأسف تغيب عنها دعوة وسائل الإعلام للتغطية، وتقديم محتوى مُميَّز يُضاهي ما نراه في الدول الأخرى التي نزورها .

وتابع أن من شأن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التحرير الصحفي والعمل الإعلامي، أن يساعد في التدقيق اللغوي، وفي الوقت الحالي هناك عدد من المنصات العربية المتخصصة التي تسعى للتميز في هذا الجانب، رغم ما عليها من ملاحظات تحريرية، يمكن للصحافيين والمحررين أن يُعالجوها بطريقة أكثر احترافية من الذكاء الاصطناعي .

وناقش الملتقى أهمية الإعلام الجديد والعصر الرقمي في العصر الحديث وتأثير التكنولوجيا على وسائل الإعلام التقليدية والتغييرات التي سببتها في عمليات الإنتاج والتوزيع واستهداف الجمهور. كما تناول التحولات في مواقع التواصل الاجتماعي ودورها الحيوي في تشكيل الرأي العام ونقل الأخبار بسرعة وفعالية .

 

 

قد يعجبك ايضا