للكاتب سالم اسماعيل نوركه
هو من الذين كتبوا بجدارة أجمل الأغاني العراقية بين أشهر صانعيها برصانة واصالة بأسلوبه الرشيق والشيق والمعبر بصيغة يشعرك بأنها تلامس روحك وبانها ملكك تنتمي إليك وتنتمي اليها لا تشعر بغرابتها وغربتها عنك عن قيمك ومبادئك فهو القائل : شدعيلك يلي أحرَكت كلبي ، يا حلو كلي أشبدلك كلي ، يابة يابة اشلون عيون عندك يابة .. تلك الأغاني التي صَدَحَت ْبحنجرة المطربة اللبنانية الكبيرة نرجس شوقي ، الحان المبدع رضا علي نحن نُذَكّر الجيل الذي تشبع جمالاً بسماع هذه الأغاني التي مازالت تسمع وتطرب الأسماع كل هذا الجمال وغيره من كلماتهِ ذلك الذي سنأتي على ذكره وقصته المؤلمة الموجعة فيما بعد حيثُ تسببوا في دفنه في مقبرة الغرباء .. جيرانكم يا اهل الدار ، ميكفي دمع العين ، خي لا تسد الباب تلك التي اطربتنا بها فائزة أحمد بجمال اللهجة العراقية من الحان رضا علي والكثير منا رأى جمال أحلام وهبي في اغنية سبع تيام من عمري حلالي لحن رضا علي و هلهلي بالله يا سمره هلهلي من الحان خزعل فاضل وعشاك العيون مني يسألون .. اما المطربة زهور حسين فغنت له خاله شكو شنهو الخبر دحجيلي والغريب في الأمر أن البعض طلب منه أن يكتب عن كلاهما العمة والخالة فكتب:(هذا الحلو كاتلني يا عمة ) وسنأتي على ذكرها .. وغنت له زهور حسين ايضاً اغنية أخاف احجي علي الناس يكلون ، غريبة من بعد عينج يايمة من روائع الحان عباس جميل وادبر العين ماعندي حبايب اداء راوية الحان رضا علي ، سمر سمر غناء والحان رضا علي مكدر اقولك مع السلامة روح سميرة توفيق الحان رضا علي عروسة والحبايب زافيها سوسن نجار، سعدي توفيق حق عرفتونا وعرفناكم غناء ولحن رضا علي ..وهذه مثل غيرها من كتابات شاعرنا الجميل الذي تسببوا بوفاته خارج أسوار الوطن مبنية على قصص يقول عن هذه ابنه الاستاذ جاسم كان لدينا جار سكن قربنا قَدِمَّ من الشطرة بسبب خلاف بينه واخوته وبعد فترة تصالح معهم ورجع معهم الى الشطرة وما أن سمعوا هذه الاغنية من الاذاعة عادوا الى جوارنا من جديد لانهم شعروا بأنه أبي يعاتبهم من خلال هذه الاغنية . وغنت له عفيفة إسكندر الكثير من الاغاني ومنها رائعته حركت الروح لمن فارقتهم لحن احمد خليل .. هذا مو انصاف منك غيبتك هلكت تطول سليمة مراد و هليله ليله من العمر غناء ولحن رضا علي على بالي ابد ما جان فركاك وحيدة خليل ، على الميعاد اجيتك اجيت ما لكيتك غناء والحان رضا علي وأغنية هذا الحلو كاتلني يا عمة كما أسلفنا ل ( لميعة توفيق ) لحن محمد نوشي من علمك ترمي السهم يا حلو بعيونك ياس خضر ،سلم يا ولفي سلم غناء ولحن رضا علي واغنية يا خالة للمطربة نزهت يونس من الحان ناظم نعيم ، أسألوه لا تسألوني أسألوه مائدة نزهت ، وكذلك رضا علي الذي لحن وغنى افضل ما كتبه شاعرنا الجميل ثم كان يدفع بها للاخرين يغنوها فمن هو وما قصته !؟ انه الشاعر الكوردي الفيلي سيف الدين الولائي المولود في الكاظمية عام 1915، ابن فاضل المولود في العراق عام 1885، ابن فرج المولود في الكاظمية عام 1858،اتهمه العهد البائد بالتبعية الإيرانية، وألقت به مع أسرته على الحدود العراقية عام 1980 لمجرد أنه اعتذر عن كتابة الأغاني التي تمجد رأس ذلك العهد ولأنه من الكورد الفيلية وتهمته الحقيقية انهم وقفوا مع عبدالكريم القاسم الذي يقال إن امه منهم كوردية فيلية وفي طهران لم تعثر أي قيد لسيف الدين فاضل فأعاده الى مخيم الحجز على الحدود وخَيَّره في اختيار وجهته فأختار سوريا وعندما سألوه قال : لقربها من بلدي واستطيع أن أشم الهواء القادم منه وبعد عدد قليل من السنوات في الغربة ومعاناتها والعوز والصمت والحزن مات الشاعر العملاق سيف الدين الولائي الموالي لفنه وأصالته واصدقائه وجمهوره سنة 1984 ليدفن في مقبرة الغرباء في سوريا مع الغرباء الاخرين منهم مثلاً لا حصراً محمد مهدي الجواهري . لقد رحل الولائي والذي دفع ثمن المبادىء والقيم ولم يكتب شيئاً في تمجيد من جلب لنا تلك المآسي والويلات بمعية الاخرين من الداخل والخارج الظاهر والباطن الذين عاونوه بصيغة واخرى في تلك المآسي والويلات رحلوه عن ارض آبائه واجداده ومات في الغربة ومثله يجب أن يكرم ويكون محل تقدير عالي لا أن يرمى لقمة سائغة لعذابات الغربة حاله مثل باقي الكورد الفيلية الذين ظلموا في عهدين البائد بحملات الترحيل والحالي بعدم انصافهم والعيش على معاناتهم ومأساتهم في المتاجرة بقضيتهم في دهاليز السياسة وصناديق الانتخابات القذرة والكورد الفيلية بين تلك قذارة في عهد (الدكتاتورية ) الترحيل ) الى غيرها في عهد ( الديمقراطية ) عدم الانصاف رحلة معاناة لم تنتهي بعد . —————- وكلام مفيد : نصف العدالة انكى من الظلم( الفريد فرج ).