صادق الازرقي
من الضروري ابتداء الاشارة الى ان العراق يشهد تغطية كبيرة لموضوعات شتى من بينها قضايا البيئة، من دون ان يجري تطبيق التصرفات السليمة المطلوبة على الصعيد الفعلي لتحقيق متطلبات حماية السكان والبيئة.
ولعل قضية الحاجة الى تعميم استعمال الأكياس الورقية بدلا من البلاستيكية في تلبية الحاجات اليومية من أبرز الامور التي يجري التهاون بها برغم اهميتها القصوى على صحة الناس وسلامة البيئة.
وقبل ايام طالب رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق الحكومة بمنع استيراد أو تصنيع الأكياس البلاستيكية المخصصة للاستعمال اليومي للأطعمة، وإلزام المحال والأفران والمطاعم باستعمال الأكياس الورقية بدلاً منها.
وحذر من أن “أكثر من 700 نوع من الحيوانات البرية والبحرية تتعرض لأضرار جسيمة بسبب هذه الأكياس”.
وأوضح أن “الأكياس البلاستيكية الشفافة تؤدي إلى موت السلاحف البحرية التي تظن أنها قناديل بحرية فتأكلها، مما يؤدي إلى نفوقها، كما تؤثر على الشعاب المرجانية بسبب حجب الضوء عنها، كما أن الأكياس البلاستيكية تسبب نفوق عدد كبير من الثدييات والحيوانات البرية مثل الجمال والأبقار”.
واشار الى ان استعمال الأكياس البلاستيكية في شراء الخبز أو تغليف الأطعمة الحارة في العراق يؤدي إلى تسرب المواد الضارة إلى داخل أرغفة الخبز بسبب تفاعل الأكياس مع الحرارة، فضلا عن تأثيرها على الصحة الناتج عن تناول لحوم الحيوانات مثل الأبقار والأغنام التي قد تبتلع الأكياس البلاستيكية، مما يؤدي إلى تركز المواد الكيميائية في لحومها وعظامها وحليبها، ما يؤثر على الإنسان عند تناولها، وينقل الملوثات إلى الأجنة عبر المشيمة، على حد وصفه.
ولفت المسؤول الحقوقي الى، أن كثيرا من البيوت العراقية تقوم بحرق الأكياس البلاستيكية في المنازل أو في أماكن الطمر العشوائية، مما يؤدي إلى انبعاث غازات سامة مثل الفينولات والكلور إلى الجو، محذرا بالقول أن “غراماً واحداً من الفينول يمكن أن يكون قاتلاً للإنسان، ويؤدي إلى أمراض تنفسية وهضمية وسرطانية، فضلا عن التسبب في تشوهات خلقية لدى الأجنة”، كما نبه الى أن تحلل كيس البلاستيك في التربة بحاجة الى 10 إلى 20 سنة، وفي الحقيقة فان خبراء البيئة توقعوا مدة زمنية اطول من ذلك يتطلبها تحلل المواد البلاستيكية.
وناشد الحكومة بمنع استيراد أو تصنيع الأكياس البلاستيكية المخصصة للاستعمال اليومي للأطعمة، وإلزام المحال والأفران والمطاعم بالتحول الى الأكياس الورقية، ولم ينس ان يدعوها لإعلان فرص استثمارية لإنشاء معامل الأكياس الورقية وفقًا للمواصفات الصحية، وإطلاق حملة وطنية للتوعية بمخاطر الأكياس البلاستيكية.
ان المخاطر الناجمة عن استعمال الاكياس البلاستيكية في التبضع وشتى الاحتياجات والتعاملات الاخرى هي مخاطر حقيقية اكتشفها المتخصصون مبكرا؛ ودفعوا الحكومات الى منع استعمالها، واللجوء الى الاكياس الورقية، اذ ان الورق سرعان ما يتحلل بمجرد استعماله وتركه او عند التعرض الى مؤثرات خارجية مثل الماء، بعكس الاكياس البلاستيكية التي يصعب تحللها وتظل تنتقل من منطقة لأخرى؛ وان لدينا في العراق كثيرا من المخاطر بهذا الشأن منها التهامها من قبل الحيوانات، وما يجلبه ذلك من تأثير صحي سلبي عليها وعلى السكان الذين يتعاملون معها لشتى الاستعمالات، وكذلك حرقها المتواصل.