شذى رحيم الصبيحي
قد كنت سابقًا كتبت مقال يماثل نص اليوم، تحدثتُ فيه عن النقد والانتقاد الخاطئ، وشيوعهِ في الأوساط الاجتماعية، وعلى مواقع التواصل أيضًا. وعن أثره على حياة المتلقين، وعلى الناقدين نفسهم.
ثمّ تبين لي بأن المقال السابق يحتاج إلى إعادة النظر فيه، وتفصيل عيوبه بشكل أسهل وأيسر، لما وجدتهُ من إفراط في تناولهُ واستعمالهِ دون استشارة العقل أو الشخص نفسه، بل هكذا أصبح في متناول الجميع لا سيما النساء!
إذن، خلال الأيام الماضية أنكشف لي علل خفايا قصور بعض العقول البشرية! وما دفعني لأقول هذا هو تلك الأفكار العدوانية فيهم لنظرهم لعيوب الآخرين، وتشوهاتهم الخلقية، والمرضية، والنقص بها، مع إضفاء العديد من العيوب حول شخصيتهم، الإدلالية بإشارات لغواية فكرهم، وعقلهم الباطن المختل بخلل مستعصي معدي!
كما أن الجزء الأوفر في هذا المصطلح الشائع لدى الأشخاص الذين ترسو أفكارهم حول الآخرين وعللهم، يتوافر بشكل خيالي لدى الفتيات، بالإضافة بنسبة ضئيلة لدى الشباب، وتبدأ نشرة الإنقاص والتقليل والتداخل بالآخرين، ومشاكلهم وعيوبهم، في التجمعات العامة، أو في الأوساط العائلية، لا سيما مواقع التواصل الأكثر إعلانًا عنهم وهيهات لتعليقات وقهقهات مقززة مقرفة للغاية!
فأنا أجد بل موقن من الذين يعايرون الآخرين بعيوبهم، والاستمرار بالاستهزاء بعللهم، والسعي لإشهارها، وتجسيدها في سيرتهم، تستدعي الإبانة لوجههم الحقيقي الذي يغزوه الحقد والحسد والأنانية، ولعقلهم المنتزع منه العقلانية، والوعي، والنضج، ولفكرهم البعيد عن الظن الحسن والستر والإحساس، ولألسنتهم المعزول منه الأثر الطيب والكلام الشافي، والقول اللبق!
بمعنى شامل المشاعر الإنسانية، والضمير الروحاني، والعاطفة العفوية ميتة فيهم!
فالشخص الذي تتحدث عنه، والعيب الذي تخبر به سيرته، هو ترجمة للعيب الذي فيك، وستمد من فكرك الذي تنظمهُ لترديد سيرتك أنت، فإياك والتفكير بأنك شخصية صريحة، وكلامك صائب؛ لأن في مثل هذه الحالات لا تستدعي الحقيقة إفصاحها!
ومن هُنا لا بد لكل متنقص أن ينظر لحياته أولًا، أن يفكر بنفسه مكان هذا الشخص ماذا سيكون موقفك!؟
وأخيرًا هو عبد وحقوق العبد لا تذهب هباء منثورًا فإذا نجوت من إصابتك بالعيب، فالتدرج الزمني قائم سيأتي لاحقًا في ذريتك أو قريبك، وعند الابتلاء ستشعر وقتها!د لِذَا أدرك الوصول للوعي والارتقاء قبل أن تحلّ عليك لعنة غضب، كلما حاولت النجاة منها تأتيك من الضفة الأخرى!