رغم تدخل الذكاء الاصطناعي .. لا بديل عن المهارات البشرية في العلاقات العامة

 

 

التأخي / وكالات

أحدث دمج الذكاء الاصطناعي في مهام العلاقات العامة تحولا جذريا، وفتح آفاقا جديدة للإبداع والكفاءة في العلاقات العامة، ورغم ذلك فإن سرد القصص لا يزال مهارة أساسية، وهي الأكثر قيمة في صياغة حملات علاقات عامة ناجحة، حيث يمكن أن يساعد الشركات في ربط علامتها التجارية ورسالتها بجمهورها عاطفيا

وأوصى تقرير استشاري حديث أصدرته W7Worldwide للاستشارات الإستراتيجية والإعلامية، محترفي العلاقات العامة بتطوير إستراتيجيات مبتكرة تركّز على استخدام التقنيات الرقمية، وبناء علاقات قوية بالجمهور، لمواكبة التغييرات المتلاحقة والتحديات المستقبلية في صناعة العلاقات العامة، حيث تشهد الصناعة مرحلة تحولية في عصر رقمي يتسم بالتقدّم التكنولوجي، ومشهد إعلامي متطوّر، مع تغير عادات المستهلك، مشيرا إلى أن هذه العوامل أعادت تشكيل العلاقات العامة .

ويدرك محترفو العلاقات العامة الإمكانات التي يوفّرها الذكاء الاصطناعي، وتأثيرها على الصناعة، حيث أظهر استطلاع حديث أن 20 في المئة من محترفي العلاقات العامة يرون الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا اتجاهين محوريين للصناعة يسهمان في إعادة تشكيل العلاقات العامة .

وأكد التقرير أنه من المهم أن يتكيّف محترفو العلاقات العامة مع هذه التطورات عبر تبنّي الأدوات والتقنيات الجديدة، وتطوير المهارات اللازمة لاستخدامها بطريقة مسؤولة، والبقاء على اطلاع بالتطورات الجديدة، والحفاظ على التعلم المستمر، مبينا أن محترفي العلاقات العامة يدركون أهمية وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين في صياغة حملات علاقات عامة ناجحة .

 

وأحدثت الثورة الرقمية تغييرات كبيرة في إستراتيجيات العلاقات العامة، فقد تحوّل التركيز من بناء العلاقات مع وسائل الإعلام إلى إنشاء محتوى مخصص، يخاطب جمهورا محددا، وباتت جوانب العلاقات العامة الرقمية الحديثة تشمل العلامات التجارية، وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، وعلاقات المؤثرين، والاتصال الإستراتيجي .

وحول التحديات التي تواجه العلاقات العامة، قال التقرير إن أغلب الشركات والعلامات التجارية تسعى للوصول إلى جمهورها المستهدف، وهو ما يمثّل تحديا كبيرا لمحترفي العلاقات العامة، إذ يتعيّن عليهم العثور على طرق لتمييز عروضهم الترويجية عن البقية، مبينا أنه توجد إستراتيجيات عدة للتغلب على هذا التحدي، منها التركيز على الإبداع، والأهمية، والتوقيت المناسب في سرد القصص، واستخدام البيانات والرؤى التي تساعد في تحديد الفرص والمخاطر، وتقييم فعالية حملات العلاقات العامة .

وعرج التقرير إلى العلاقات الإعلامية خلال جائحة كورونا وعملية الإغلاق التي حدثت بكثير من دول العالم، موضحا أن محترفي العلاقات العامة تمكنوا من التغلّب على هذا التحدي باتباع أساليب مبتكرة تضمّنت الاستفادة من الأدوات الرقمية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، ومكالمات الفيديو، والبودكاست، التي وفرت طرقا جديدة للتواصل مع الصحافيين .

وشدد على أهمية قياس أداء الحملات في ظل التدقيق الكبير في ميزانيات العلاقات العامة، إذ أصبح من الضروري إثبات القيمة الملموسة لحملات العلاقات العامة وتقديم نتائج واضحة وقابلة للقياس تؤكد مساهمة العلاقات العامة في نجاح الأعمال، وتحقيق أهدافها، ونتائجها .

وبخصوص الاستدامة، حث محترفي العلاقات العامة على استخدم البيانات والقصص المقنعة لتسليط الضوء على المبادرات والأهداف الخضراء للعلامة التجارية، مما يعزّز الوعي بتأثير مبادئ الاستدامة، مؤكدا أهمية البيانات في تحسين التواصل، وتحقيق معدلات مشاركة أعلى، وتحسين رؤية العلامة التجارية، حيث يمكن لمحترفي العلاقات العامة استخدام إستراتيجية تحليل البيانات عبر التقنيات الحديثة لضبط استهداف الجمهور، وتحسين المحتوى، وقياس الأداء، واستخدام إستراتيجيات تحسين محركات البحث “سيو” ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الحضور عبر الإنترنت .

قد يعجبك ايضا