وقفة مع فقيه اللغة الكوردية/ الاستاذ نعمت علي

الباحث/ احمد الحمد المندلاوي

# و انا بجوار مكتبتي تذكرت فقيه اللغة الكوردية الأستاذ نعمت علي سايه..و رحيله المؤلم..

كنتُ في السيارة و أنا عائد الى منزلي من باب المعظم مصطحباً بعض الكتب والمجلات التي كنتُ قد احتجتها..
وبرفقة أحد الأخوة الأعزاء..فإذا بالهاتف النقال يرنّ قرأت اسم المتكلم فإذا بأخ عزيز من مدينة مندلي بعد السلام و الكلام ،فاجأني بوفاة الأخ العزيز الأستاذ نعمت علي سايه (أبو ميديا) ..هذا الإنسان الرائع الذي أجهد نفسه كثيراً من أجل اللغة الكوردية – اللهجة الكلهورية (الفيلية)، انتابني موجة من الحزن والأسى،لأنَّه كان قريباً من قلبي كثيراً ،بأخلاقه الراقية و طباعه الجميلة،و طالما كنتُ أزوره في منزله الكائن في محلة قلعة بالي الأثرية.
وكنا نتباحث عن المواد الثقافية الكوردية بصورة عامة لا سيما الأدب الكوردي و اللغة الكوردية،فكان له آراء سديدة في قواعد اللغة الكوردية – اللهجة الكلهورية(الفيلية)،و له باع طويل في هذا الإطار؛بل هو فقيه ضليع،إضافة الى ما كتبه من مقالات ثقافية عديدة منشورة في وسائل الإعلام كصحيفتي التآخي و الإتحاد؛و مجلة روافد..و غيرها.

لذا نلقي نظرة سريعة على سيرة هذا الراحل الكبير الذي أفنى ردحاً من عمره في سبيل تطوير اللغة الكوردية لا سيما في قواعدها و استعمالها الصائب بين الناس .

الراحل في سطور:
هو اللغوي الأستاذ نعمت علي سايه، ولد فـي قرى قره لوس من ضواحي مدينة مندلي عام 1947م،من عائلة كوردية عريقة،أكمل فيها دراسته الأولية،ثم واصل دراسته الثانوية في مدينة مندلي، والتحق بكلية الآداب/ فرع
اللغة الانكليزية عام 1971م–ة1972م، وبعد تخرجه
..كان أول تعيينه في قضاء حلبجة/محافظة السليمانية، اختصَّ باللغة الكوردية /اللهجة الكلهورية(الفيلية)،حيث حضر عدة مؤتمرات بهذا الخصوص كان آخرها مؤتمر أربيل عام 2006م،كما له كتابات و بحوث في هذا المجال، وله كتب مطبوعة بهذا الخصوص، منها :

1.قاموس جوهرة كرمسير– كوردي:عربي– ثلاثة أجزاء،و بمجموعها تتألف من (750) صفحة من الحجم المتوسط طباعة بغداد سنة 1988م،يضم بين دفتيه كافة الكلمات الكوردية و معانيها باللغة العربية و بشكل محكم،الا ما ندر،و كان رحمه الله مشغولاً بإعادة طبعه وفق تصاميم طباعة القواميس الحديثة ولكن سهم الردى كان أسرع من طموحه.

2- رِيزمان كوردى زارى كه لهورِى،(قواعد اللهجة الكلهرية)،حول وضع قواعد صرفية للهجة الكلهورية- الفيلية.وقد اهذاني نسخاً من مؤلفاته القيمة.
انتقل الى جوار ربه يوم الأحد الموافق
2013/1/13 م ،و بذا فقدنا إنساناً رائعاً،و أديباً بارعاً،و لغوياً لامعاً،و نجماً ساطعاً في سمائنا الثقافية و الإجتماعية الكوردية،فرحمه الله سبحانه و تعالى واسكنه فسيح جناته.
____

قد يعجبك ايضا