سالم إسماعيل نوركه
في البدء نقول : المفروض إن الجزاء من جنس العمل ولكن الأمر ليس كذلك في هذا العصر الذي يسمح للظلم أن يرتدي رداء التقوى فلا عجب أن ولدت من رحم هذه الحياة بين فترة واخرى أكبر الفواجع امام انظار المؤسسات الدولية وعندما يشتكي لديها المجني عليه يراها تدور في فلك خصمه مجردة من الضمير والفؤاد والاخلاق وبعيدة جداً عن المهمات الموكلة لها وهذا الكلام ليس فقط على مستوى العالم الذي يشعرنا بأننا نعيش في الخطر لان تلك المؤسسات حين تغض الطرف بعدم محاسبة المعتدي وردعه انما تطلق يده لارتكاب المزيد من العمل المدان واي عمل من الذي يرتكبه ذلك المعتدي كفيل بجعله متهماً بارتكاب جرائم الحرب وإبادة انسانية وتقديمه لمحكمة رصينة لينال العقاب الذي يستحق بلا زيادة او نقصان كي نعيد التوازن للحياة التي فقدت احترامها لأنين الطفولة وآهات الامهات ومعاناة الشيخوخة والمرضى في أكثر بقاع العالم حتى الماء والغذاء والدواء واذا استطاعوا حتى الهواء استخدموه لمقارعة الانسان ! في الواقع إن تلك المؤسسات إذا لم تعدل من وضعها تكون هي أيضاً مدانة واذا أستمرت في غض الطرف عن جرائم ترتكب هنا وهناك تفقد شرعية بقائها .
لماذا العالم يعيش أسوء حالاته بحيث العيش في الغابة في إطار قوانينها أهون من حياة البشر هل بسبب كثرة الاشرار ام ماذا ؟! باعتقادي الاجابة في قول ألبرت أنشتاين إذ يقول : (العالم مكان خطر جدًا للعيش فيه، ليس لكثرة الأشرار فيه، بل لصمت الأخيار عما يفعله الأشرار فيه ) ، ولذا السيء في هذا الزمن أسوء من غيره ممن عاش في زمن مضى كان فيه بعض الردع وبعض المبادىء والقيم والتي تلاشت شيئاً فشيئاً الى أن وصلنا لهذا اليوم الذي الحياة والعيش فيها سيء لأبعد الحدود لانهيار كل خطوط الحمر التي كانت تؤمن ولو بعض الحياة لكن المهم أن نعيش جيداً كما يجب لا كما يرسم لنا من قبل الآخر والعيش بحرية وحق الحياة بلا فقدان الكرامة والعيش بأمان والسؤال هل نستطيع ذلك مع الاسف الجواب كلا ! لأن القوانين في البلدان كل البلدان فقدت مصداقيتها
في صد المجرمين وكل بقدر وعلى مستوى العالم بعض الدول تهوى أن تظلم إذ لم تجد ما يمنعها من الظلم وكذلك بعض البشر يعيش بيننا كأنه وحش وإن اخفى مخالبه !
والعصور تختلف عن سابقتها مع الاسف السيء في هذا العصر يستطيع ان يمشي بطوله ومن يجب ان يكون خلف القضبان طليق وغيره قابع خلفه واذا بعض الناس(اخيار)
فقط لخوفهم من العقاب وطمعًا بثواب، إذًا نحن حقًا ثلة مثيرة للشفقة مثل ذلك الذي يصلي خوفاً من النار وطمعاً بالجنة ليس مثل الذي قال،
اني اعبدك لأنك تستحق العبادة، انه عبادة الأحرار في
زمن قلة فيه الاحرار .
ربما يقول البعض بأنني متشائم لا ارى من الكأس إلا جزئه الفارغ والكأس في حقيقته رويداً رويدا أصبح فارغاً تماماً حيثُ الحياة باستمرار تمضي الى حيثُ لا تطاق وسلامنا بطعم الحرب وحربنا هذه الايام بلا ادنى قواعد وصوت المدافع اقوى من صوت العقل ويبدوا إن صاحب المدفعية الاقوى له الكلمة العليا وتلك الكلمة يسمح للمال النطق بها وعلى الحق أن يصمت والحياة هكذا حرب وسلام جاني ومجني عليه ويحكم الباطل ويحكم الخصم .. نعم ارى الحياة تمضي نحو ما لا تطاق وما هو الحل ؟! ارى أن نستمع لما يقوله الكاتب المسرحي الروسي ألكسندر أوستروفسكي: ( عليك أن تتعلّم أن تعيش حتّى لو كانت حياتك لا تطاق ) .
وكلام مفيد لنلسون مانديلا : أن تكون حرا ليس مجرد التخلص من القيود، بل هو أن نعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين.
وفي الختام نقول لمؤسسات والهيئات الدولية والقضاء في كل مكان .. علمتني الحياة أن من وضع نفسه في موقع الشبهات فلا يلوم من أساء به الظن.