في الميلاد المُرَكّب

فاضل ميراني*

ارتباط قَدَريْ جمع حدثين مفصليين في تاريخ امتنا الحديث و تراثها القريب، حيث شهد يوم السادس عشر من شهر آب سنة ١٩٤٦ ميلاد حزبنا الديمقراطي الكوردستاني، و مولد الرئيس مسعود البارزاني، في حدث قلما يجد له المتابع شبها في ارتباطات مثيلة تجمع قائدا بشعبه حين تخط اقلام الاقدار اسفارا مجيدة لأمة و رجل تجمع بينهما حاجة الأمة لزعيم، و استعداد الزعيم لبذل عمره في سبيلها.

في نفس يوم مولد الرئيس كان الحزب على موعد مع رحلة انطلاق للعمل، وجودا و تنظيما و عملا و تحدي بقاء و ميدان واسع صعب له يبرز له الا مثل مسعود البارزاني، ومثله نادر، فهو تلميذ ابيه و مريده قبل ان يكون نجله، مشترب بسلوك البارزاني الأب، غائصة في وجدانه كل دروس التاريخ و الاحاطة و الخبرة الثرة التي فاض بها على ابنه الذي حمل نفس ابيه بين جوانحه.

نحتت اقدار الأمة ارتباط المولدين و الثبات على درب النضال القاسي و الوصول لمناطق أمان و مواقع اعتراف بحقوقنا و مفاصل قوة لشعبنا.
السادس عشر من آب ١٩٤٦ هو جزء من كل تأريخ الأمة الكوردية و شعب كوردستان و العمل السياسي الواعي المنتج في اجزاء كوردستان و مساحات وجود شعبها، عبر حزب و رئيس حزب، هما الديمقراطي الكوردستاني و السيد مسعود البارزاني، جزء تكاملي حيوي انتج فيه تقارب الرئيس من ابيه دفعا يواكب صعوبة الاحداث الكبرى التي واجهت امتنا التي سعّرَ لها الاعداء نيران التآمر خشية ان ينال شعبنا حقوقه التي ثمنها مبذول دما و عمرا و جهدا.

ان الاجيال التي عايشت صناعة الكورد و الكوردستانيين و الاحرار تأريخهم الثوري و النضالي قبل ال١٦ من آب ١٩٤٦ ،و الاجيال التي تلت ذاك التأريخ، اخذت جرعات ايمان و إصرار لا يزولان فقد شاهدت و امنت و ايقنت بمصطفى البارزاني الذي اضاء فكره على شعبه و حزبه، واستمر الشعور و الاحساس و الايمان و المعتقد نفسه مع الرئيس مسعود البارزاني الذي كان عليه ان يحمل اثقالا تنوء بحملها الجبال، انها قضية امة تسعى لحقها وسط مرحلة من التأريخ طويلة المدة قليلة الخصم المنصف.

ان شيبا و عجائز و شبانا و نسوة و يافعين و يافعات، من القرى و من المدن و من الحقول الى الجامعات، من منابر المساجد و مذابح الكنائس و دور العبادات، من الجبل و السهل، اختارت الرئيس البارزاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاني ممثلا لهم ناطقا و منجزا لحقهم، امينا على تاريخهم و حاضرهم و مستقبلهم، على هذا الدرب النابع من درب ابيه الممتد لدروب المستقبل الامنة سارت و لم تزل في مسيرها تحمل نفس زاد فكر و عمل مصطفى البارزاني و الرئيس البارزاني و حزب البارزاني.

السادس عشر من آب ١٩٤٦، يوم قَدَريٌّ اعطى الله به امتنا مسببات وعدين تحققا فحققا ما تعاهدا عليه من مواصلة نهج العدالة و التحرر، و اوفيا بما نذرا ذاتهما من اجله وهو وجود كوردستان و رفعتها.
مبارك الميلاد المُرَكّب، ميلاد الحزب و الرئيس.

*مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني

قد يعجبك ايضا