الكلمات الدخيلة في اللغة الاعلامية
علي زويد
تعد المفردات أو الكلمات الدخيلة من الظواهر اللغوية المهمة، التي تؤثر
في تطور اللغة، وخاصة في سياق اللغة الإعلامية .
إذ يشير مفهوم “المفردات الدخيلة” إلى الكلمات أو العبارات، التي يتم استعارتها من لغات أخرى وتدخل في الاستخدام اليومي، سواء كان ذلك في الكتابة أو في الحديث .
ويعرف أهل اللغة “الدخيل” هو ما دخل اللغة العربية من مفردات أجنبية، سواء في ذلك ما استعملته العرب الفصحاء في جاهليتهم وإسلامهم، ومَن استعمله من جاء بعدهم من المولَّدين” وكما جاء في كتاب فقه اللغة، لعلي عبد الواحد الوافي، فالعرب عبَّرت عن أمور غير مألوفة عندهم وفقًا لقانون التأثير والتأثر، ” أما فيما يتعلق بالفصاحة، فإنّ استعمال الكلمات الدخيلة لا يضر بالبلاغة .”
وما يهمنا هنا هو تأثير الكلمات الدخيلة في لغة الإعلام وتأثيرها على لغة المجتمع، فمع تقدم التكنولوجيا وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت بعض المصطلحات التقنية تُستخدم بشكل واسع، مما يؤدي إلى دمجها في اللغة الإعلامية، وكذلك سعي الصحفيين والمراسلين، لاستخدام لغة عصرية ومبتكرة، يجعلهم يلجأون إلى كلمات جديدة قد تكون مستعارة أو مترجمة،
ومن بين تلك المفردات والمصطلحات العلمية
مثل مصطلح “بيانات” ويعني (Data)، ومصطلح “ذكاء اصطناعي” .(Artificial Intelligence).
التقنية مثل “تطبيق” (App) وأيضاً المصطلحات الاجتماعية مثل “هاشتاغ” وتعني (Hashtag)، وهنا نؤكد تأثير الحداثة والعولمة في التواصل بين الثقافات أدى إلى تبادل المصطلحات والمفردات بين اللغات، ولا يخفى أنّ الإعلام، بصفته ناقلًا للأخبار والأفكار، يسهم بشكل كبير في انتشار هذه المفردات .
وقد حذّر بعض النقاد واللغويين، من خشيتهم أن يؤدي الاعتماد على مفردات دخيلة إلى تراجع استخدام اللغة العربية الفصحى ولغتنا المحلية
ولتجنب ذلك كله ينبغي على الإعلامي والمتبحر في فنون العمل الصحفي، استخدام اللغة البيضاء والقريبة على المتلقي، وتعزيز استخدام المصطلحات العربية غير المعقدة في الإعلام، حيث يمكننا المحافظة على هويتنا اللغوية وتعزيز التواصل الفعال في الإعلام؛ لأنّ المفردات الدخيلة تمثل تحديًا وفرصة لتعزيز اللغة الإعلامية، وهي ظاهرة طبيعية في عصر العولمة والتكنولوجيا، تعكس تحول المجتمع وتغيرات اللغة، لذلك فمن المهم التعامل معها بحذر؛ لتحقيق توازن بين الاحتفاظ بالعناصر الأصلية للغة العربية، واستيعاب الجديد من المفردات .