١٦ آب تحول هام في تاريخ كوردستان

سردار علي سنجاري

الشعوب الأصلية باختلاف طبيعتها وثقافاتها وتأريخها تسعى دوما للبحث عن هوية وطنية تمكنها من الوصول إلى أهدافها القومية من اجل السعي لتحقيق التوازن والحفاظ على النسيج الأجتماعي الذي من خلاله تتشكل الدول ذات المكونات المتعددة.

ولطالما عاش الكورد في محيط متنوع من الثقافات والحضارات التي تشكل جزءا من المجتمع الشرقي الذي كان يعرف بأنه مجتمع ثقافي واجتماعي متمسك بالتقاليد والقيم الأخلاقية والاجتماعية ويعد من المجتمعات المحافظة على الرغم من تنوعه الفكري الذي لا يزال قائما حتى يومنا هذا.
الكورد لم يكونوا بعيدين عن ممارسة حياتهم الطبيعية في ظل الظروف التي تعيشها المجتمعات العربية والإسلامية خاصة تلك المجتمعات التي لا تزال تعاني من حالة انعدام الاستقرار بسبب الظروف التي تمر فيها من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية بالإضافة إلى الأزمات الثقافية والإنسانية.

بسبب هذه التحديات التي تواجهها المجتمعات المحيطة بالمجتمع الكوردي فقد عانى الكورد من آثار سلبية في طريقة تعامل تلك المجتمعات مع القضية الكوردية والممارسات اللامسؤولة من جانب الحكومات التي تتقاسم اجزاء كوردستان تلك الممارسات جعلت الكورد يلجأون إلى استخدام وسائل مختلفة لحماية أنفسهم من مخاطر التقسيم والتهميش الذي بدات تتضح معالمه في بدايات القرن الماضي بعد أن انهيار الدولة العثمانية وتقسيم كوردستان.

وفي أواسط القرن الماضي وبالتحديد في ١٦ السادس عشر من شهر آب سنة ١٩٤٦ توصل القائمون على حمل القضية الكوردية وفي مقدمتهم الملا مصطفى البارزاني الخالد إلى البحث عن حلول للدفاع عن حقوق الشعب الكوردي وكان ميلاد الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي جاء من اجل تحرير الكورد من اي نوع من أنواع التمييز في ممارسة حقوقهم وبالأخص التمييز على اساس منشئهم الأصلي وهويتهم الأصلية.

لم يكن الحزب الديموقراطي الكوردستاني منذ نشأته حتى يومنا هذا إلا ساعيا لتحقيق العدالة والمساواة بين كافة فئات المجتمع الكوردي الذي عانى أشكال الظلم التاريخيّ ومورست بحقه الكثير من الممارسات الخاطئة التي لا يمكن تجاوزها أو نسيانها لأنها حاولت تغيير في البنية الاجتماعية للمجتمع الكوردي من حيث طمس الهوية الكوردية والعمل على انهاء الهياكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية وإلغاء ثقافتها وتقاليدها الروحية وتاريخها وفلسفتها وبالأخص حقوقها في أراضيها وإقليمها . وبالرغم من كل تلك الممارسات كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني داعيا إلى التآخي والسلام والتعايش السلمي بين الشعوب والأديان والطوائف في العراق وخارجه. ما أعطاه بعد إنساني عميق في أوساط المجتمع العراقي خاصة والدولي عامة.
لا يمكننا حصر إنجازات الحزب في مقال حيث اثبت الحزب خلال مسيرته السياسية والنضالية أنه طليعة الأحزاب الكوردستانية على الإطلاق وأنه صمام الأمان في العراق وهذه تعود إلى اداء الحزب وتعامله مع القضايا الداخلية والخارجية في المنطقة مما جعله واحداً من أهم الأحزاب السياسية في الشرق الأوسط وله ثقل دولي مميز بين الأحزاب العراقية العربية منها والكوردية .
ان السادس عشر من آب جمع بين حدثين هامين في تاريخ الامة الكوردية أولهما ميلاد الحزب الديمقراطي الكوردستاني وثانيهما ميلاد فخامة الرئيس مسعود البارزاني الذي حمل راية الحزب وقيادته إلى يومنا هذا بكل إخلاص وامانة . هذان الحدثان هما من أهم الاحداث التي حولت مسار وتاريخ الشعب الكوردي وبفضلهما استطاع كورد العراق أن يحققوا أنجازات في كافة المجالات وها هو العالم اليوم يشهد تلك الإنجازات المباركة بفضل قيادة حكيمة وحزب رزين لا تهزه الرياح ولا تنهيه المؤامرات.

قد يعجبك ايضا