صادق الازرقي
تؤدي الرياضة دورا رئيسا في حياة المجتمعات البشرية لما لها من علاقة مباشرة بصحة الافراد وعموم السكان؛ ومثلما ان المجتمع لا يمكن ان يحيا بصورة سليمة من دون مزاولة الرياضة، فان ذلك يستوجب توفير المتطلبات والاسس السليمة حتى نستطيع ان نلبي طموحنا في السمو والارتقاء بذلك النشاط الانساني، الذي لا غنى عنه لحياة الجنس البشري.
وعندما يقال الآن ان التغيرات المناخية بدأ يتصاعد تأثيرها السلبي على الرياضة، فلا يجب ان نستهين بتلك المخاوف، او ان نقلل من شأنها، فنحن اساسا سجلنا الرياضي متواضع على صعيد العالم وعلى صعيد الالعاب الاولمبية مثلما تبين مؤخرا في دورة باريس؛ فما بالك إذا استهنا بالدراسات عن تأثير المناخ على النشاط الرياضي، وبخاصة نحن نعاني من تغيراته بصورة مباشرة ويتمثل ذلك بالارتفاع المضطرد لدرجات الحرارة التي تضيف عبئا مضاعفا على الانشطة الرياضية المرتبطة بالحركة والجسد.
ان توفير مرافق رياضية تتحمل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة يتطلب تصميما معماريا وتكنولوجيا متقدما؛ وبعض الاساليب التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك تتمثل في اختيار مواد بناء مقاومة للحرارة، اذ ان استعمال مواد بناء ذات قدرة عالية على العزل الحراري، مثل الخرسانة المعززة، الطوب الحراري، والزجاج المزدوج، يمكن أن يساعد في تقليل انتقال الحرارة إلى داخل المرافق.
كما يتوجب تصميم تهوية طبيعية، وبذلك يمكن تحسين تدفق الهواء الطبيعي عبر التصميم المعماري، باستغلال الفتحات والشرفات المفتوحة لتوجيه الرياح وتبريد المساحات الداخلية.
كما ان اللجوء الى تقنيات التبريد المستدامة باستعمال تقنيات مثل الألواح الشمسية لتشغيل أنظمة التبريد، أو تبريد الهواء باستعمال تبخير المياه، يمكن أن يكون فعالا في البيئات الحارة، بحسب المتخصصين.
ويجب ايضا توفير مناطق مظللة باستعمال الألواح الشمسية كمظلات فوق المناطق الرياضية الخارجية، أو زراعة الأشجار والنباتات، التي توفر ظلا طبيعيا يسهم في خفض درجات الحرارة.
كما يندرج ضمن طرق مقاومة ارتفاع درجات الحرارة وقوة ضوء الشمس، تصميم السقوف البيض أو الخضر، فالسقوف البيض تعكس أشعة الشمس وتقلل من الحرارة المكتسبة، في حين ان السقوف الخضر (المزروعة بالنباتات) تساعد في امتصاص الحرارة وتبريد المبنى.
كما تبرز اهمية استغلال التكنولوجيا الذكية بتركيب أنظمة تحكم ذكية لتنظيم درجة الحرارة والتهوية في داخل المرافق فذلك يمكن أن يسهم في إدارة استهلاك الطاقة والحفاظ على بيئة رياضية مريحة.
بتطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكن تصميم مرافق رياضية قادرة على تحمل التغيرات المناخية وتوفير بيئة مناسبة للرياضيين والجمهور حتى في الظروف المناخية القاسية.
وارى، ان تلك امور من السهل توفيرها ولا تتطلب ميزانيات صرف كبيرة، وهي لا غنى عنها من اجل الارتقاء بالواقع الرياضي العراقي، تمهيدا لإشراكه في المسابقات الدولية، وذلك بتوفير اجواء بيئية سليمة؛ ولقد أحزننا الاداء المتواضع للرياضيين العراقيين في أولمبياد باريس الذي اختتم مؤخرا، الذي تصرف منظموه على وفق ما اتت به التغيرات المناخية، وبخاصة لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة وعملوا على التغلب عليها بطرق شتى.
ونحن بدورنا نشدد على الحاجة الى تحسين البيئة المتعلقة بالتغلب على درجات الحرارة المرتفعة، التي تؤدي حتما الى انخفاض الانجاز الرياضي الفردي والجماعي.