الفصل بين الطلبة الاناث والذكور

 

ماجد زيدان

قبل عقود كانت المدارس في كثير من مناطق البلاد مختلطة تضم الاولاد الذكور والبنات والاناث  ليس في المناطق الحضرية فحسب , وانما حتى في الريف , يشهد على ذلك الاحياء ممن درسوا في هذه المدارس , طبعا مع الوثائق التي في مديريات التربية , والمهم انه كان يشاد بها على الصعد التربوية والاجتماعية والاخلاقية , أي باختصار كانت التجربة  لها مبررتها وناجحة من جميع الوجوه وهي جرت في طل عهود مختلفة , انها مسالة حضارية , كما ان الاهالي لم يقفوا منها موقفا سلبيا , بل لم يوجهوا حتى النقد اليها او دعا احدا الى الفصل بين الطلبة الاناث والذكور , ولم تبد ملاحظات على سير الدراسة فيها , وكذلك من الناحية الاجتماعية .

فما حدا مما بدا , اذ قررت وزارة التربية المديرية العامة للتعليم العام والأهلي والاجنبي إلغاء الموافقات الممنوحة إلى معاهد التقوية المختلطة وجعل عملها بالتناوب بين الجنسين بالنسبة للمرحلتين (المتوسطة والإعدادية ) , وشددت على عدم جواز الدوام المختلط في هذه المعاهد نهائياً.

الواقع ان الفصل ليس امرا جديدا , وهذا القرار تكرر عدة مرات بعد سقوط النظام السابق , ليس  لأسباب تربوية او لها علاقة بالمستوى العلمي , ولكن يشار الى ان السبب الابرز هو اتميز بين الذكر والانثى , وعدم التربية على اساس المساواة , والعلاقة الطبيعية , بل انه تكريس  للنظرة الدونية للمرأة , والنظر اليها على انها عورة , وابقاء التخلف لنصف المجتمع الذي اخذ هذا النصف يكبر وينمو موقعه وحجمه  في الدولة والسلطة ويثبت قدراته على صعيد العالم كله , ويتصاعد دور المرأة العراقية ومكانتها .

الشواهد والادلة على تفوق الطالبات على اقرانهم الطلبة ظاهرة لا يخشاها الا المتخلفين والقاصرين فكريا وسياسيا ,وفي الحقيقة هذا القرار على صعيد معاهد التقوية لأحكام القبضة بعد ان منع الاختلاط في المدارس الحكومية والاهلية  لمختلف المراحل  .

ان هذا التمييز بين الجنسين يؤثر سلبا في الحياة اليومية في الحال الحضر والمستقبل, ولا يؤسس الى علاقات طبيعية لا تثير الغرائز غير السوية , ان الغاية  من هذا الاجراء تنفيذ مشروع اسلمة الدولة والمجتمع وبناءه على نظرة احادية ليس الا  , وستتبعه قرارات اخرى في هذا الاتجاه ستصدر تباعا وتجريعها للناس ,,

 

قد يعجبك ايضا