الدكتور قاسم عبد الهادي
أحدثت ثورة المعلومات من تطورات كبيرة في مجال وصول الخبر بالصوت والصورة وبسرعة خارقة إلى المتلقّي، بسبب التطورات التقنية والتكنلوجيا، مما أحدثت قفزة كبير في مجال الاعلام، واحدث على نحو لم يسبق له مثيل من قبل، حتى أصبحت وسائل الاعلام في كل بيت وركن وزاوية، وانتقال مضمون ومحتويات وسائل الاعلام مع الانسان اينما ذهب عبر وجود الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب ، وصارت تلك الوسائل احد المؤثرات القوية في حياة الأمم والمجتمعات ،وأصبح الاعلام الحديث بكل تجلياتها وابعادتها مرحلة الاعلام الشخصي والفرد، وهي سمة القرن الواحد والعشرين، وان الأشخاص مع الانترنت والحاسوب وادواته يمكن ان يشير الى المحتوى الإعلامي الذي ينشر عبر الوسائل الاعلام، وبسبب التطورات الحديثة، أدى الى أيضا التطور في دور الجمهور الذي انتقل من مستقبل ومتلقي جامد الى مستقبل ديناميكي فعال، وأيضا المرسل وصانع الحدث، الامر الذي تطور في تغير نموذج الرسالة من نموذج تقليدي يعتمد على بعض الحقائق المتعارف عليها في علم الاعلام الى رسالة ذات مميزات حديثة ، فصار القائمون عليها يعملون في المؤثرات الفنية والشكلية المتميزة التي تجذب الانتباه اليها ، وتجعلها لافته ومشوقه ، ولذا نجد ان العولمة الإعلامية دخلت في كل ناحية ومجال وصارت امرا واقعا لا يمكن انكاره ، وتعدد انوعها وتأثيراتها ، ولذا فان العولمة الإعلامية وما تمثله من انتشار في فكر وثقافة بين المجتمعات في دول العالم ، حتى ظهر النمط الفكر الاغترابي او تهديد اللغة التي أصبحت في مخاطر كبيرة ، وكذلك على المجتمع من خلال تغير الثقافة القيم في المجتمعات بسبب العولمة الإعلامية التي اثرت وبشكل كبير على الهوية الثقافية ، ولاسيما الهوية العربية .