ارهاصات بيئية .. تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا البيئة

صادق الازرقي

تمثل قضية التوعية البيئية عاملا حاسما في توجيه الناس الى التصرف السليم ازاء المتغيرات البيئية التي تحصل بالرغم منا، التي تؤثر على السكان وتسيء الى حياتهم الانسانية؛ اذ ان تنمية الوعي البيئي تسهل من التعامل السليم تجاه المتغيرات والمخاطر البيئية التي تزايدت في السنين والعقود الماضية، في جميع بقاع العالم ومنه العراق.

ان تعزيز الوعي البيئي في المجتمع يتطلب جهوداً منسقة ومتنوعة تشمل التعليم، التوعية العامة، المشاركة المجتمعية، والشراكات مع شتى الجهات.

وتشمل سبل التوعية البيئية الإعلانات التلفزيونية والإذاعية، التي تقوم بنشر رسائل توعية بشأن أهمية الحفاظ على البيئة وتقليل النفايات، كما ان للصحف والمجلات دورا كبيرا في التوعية البيئية بنشر المقالات والتقارير بشأن القضايا البيئية وأهمية الاستدامة (بقاء الأنظمة الحيوية متنوعة ومنتجة مع مرور الزمن).

وكذلك فان وسائل التواصل الاجتماعي المتمثلة بالمنصات الاجتماعية: فيسبوك، ومنصة X ، إنستغرام، ويوتيوب ملزمة بنشر المحتوى البيئي وزيادة التفاعل مع الجمهور؛ وكذلك إنشاء مدونات و”بودكاست” تركز على القضايا البيئية وتعرض حلولاً ومبادرات ناجحة.

ويأتي كذلك دور برامج التعليم في المدارس والجامعات، والتدريب، اذ يتوجب ان تدمج المناهج الدراسية موضوعات البيئة والاستدامة في المناهج الدراسية، وتنظيم رحلات ميدانية وورش عمل بيئية لزيادة الوعي البيئي بين الطلاب.

ومن الضروري ايضا تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمجتمع المحلي بشأن موضوعات مثل إعادة التدوير والزراعة العضوية، وتقديم محاضرات وعروض أفلام وثائقية بشأن البيئة في المكتبات والمراكز الثقافية.

كما يتطلب امر تعزيز الوعي البيئي تنفيذ مشاريع بيئية بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية مثل حملات التنظيف، والتشجير، وإعادة التدوير، وتنظيم مسابقات بيئية بين المدارس والمجتمعات المحلية لتعزيز المشاركة والإبداع في إيجاد حلول بيئية.

ويتطلب ايضا تشجيع الشركات على تبني سياسات صديقة للبيئة والمشاركة في مبادرات الاستدامة؛ وتوفير دعم مالي للمشاريع البيئية عن طريق التبرعات أو الرعاية، وتشكيل فرق عمل تطوعية للمشاركة في الأنشطة البيئية مثل تنظيف الشواطئ، وزراعة الأشجار، وتحسين المناطق العامة.

كما يتوجب تنظيم فعاليات بيئية مثل “يوم الأرض” أو “أسبوع البيئة” لزيادة الوعي وتحفيز المشاركة؛ وتنظيم منتديات عامة لمناقشة القضايا البيئية ووضع استراتيجيات محلية للحفاظ على البيئة.

كذلك من الضروري، دعم سياسات الحكومات المحلية والضغط لتبني السياسات البيئية المطلوبة، والتعامل مع نقص الموارد المالية والبشرية لدعم المبادرات البيئية، ومعالجة الفجوات في التوعية البيئية بين شتى الفئات العمرية والاجتماعية.

كما يستوجب الامر استغلال التكنولوجيا الحديثة لنشر الوعي البيئي وتعزيز التفاعل، والاستفادة من الشبكات الدولية، والتعاون مع المنظمات العالمية لتبادل المعرفة والخبرات.

بتنفيذ هذه الاستراتيجيات وغيرها، يمكن تحقيق تقدم ملموس في زيادة الوعي البيئي في المجتمع، وتشجيع الأفراد على المشاركة الفعالة في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة.

ان موضوع مواجهة التغيرات البيئية، بتنظيم نمط توعية بيئية صحيحة ومتواصلة، يؤدي دورا كبيرا في التغلب على المخاطر البيئية التي تتمثل عندنا في اشكالها القاتمة، ومن ذلك الارتفاع المتواصل في درجات الحرارة لاسيما في الصيف وكذلك العواصف الترابية والتلوث، وهو ما يستوجب تحركا سريعا ووضع خطط قصيرة المدى، واخرى طويلة لمعالجة التغيرات البيئية، والتوصل الى حياة صحية.