الرئيس بارزاني لبابا شيخ الإيزيديين في 2014: لا نهاية لإيزيدخان إلا بنهاية كوردستان

 

أربيل – التآخي

قال مسؤول القسم الإعلامي في مقر البارزاني، زكري موسى، إنه في يوم الخامس من آب عام 2014، زار بابا شيخ الإيزيديين الرئيس بارزاني، وبعينين مغرورقتين بالدموع، قال له: نحن الإيزيديون نتعرض لإبادة جماعية. لجأنا إليك، ففي السماء لنا الله، وفي الأرض بارزان. تم تدمير منازلنا ونحن على وشك الفناء. إيزيدخان تكاد تنتهي.

وبحسب زكري موسى، فإن الرئيس بارزاني رد على بابا شيخ الإيزيديين قائلاً: هذه المأساة هي امتداد لكل المآسي التي عانى منها الكورد. ما يحدث الآن ليس مقتصراً عليكم فحسب، بل للشعب الكوردي بأكمله. لا تيأسوا ولا تفقدوا الأمل. أعدكم، إما أنني سأضحي بحياتي من أجل هذه القضية، أو سننتقم من الأعداء والمجرمين إزاء هذه الجريمة.

وأضاف زكري أن الرئيس بارزاني قال لبابا شيخ الإيزيديين: لا تتحدث عن نهاية إيزيدخان. عندما تنتهي كوردستان، حينها فقط ستنتهي إيزيدخان. كوردستان ستبقى، وإيزيدخان ستبقى أيضاً، وسيحل بالأعداء الذل والهزيمة.

ماذا حدث؟

وصادف يوم السبت، الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق إيزيديي سنجار.

وفي الـ 3 من آب 2014، اجتاح داعش جبل سنجار حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.

ونفذ عناصر التنظيم أعمال عنف مروعة ضد هذه الأقلية فقتلوا المئات من رجالها وأطفالها وخطفوا نساءها.

كما استعبد التنظيم المتطرف سبعة آلاف امرأة وفتاة إيزيدية وشرد معظم أبناء الأقلية الذين يبلغ عددهم 550 ألفاً من موطنهم الأصلي في سنجار.

بينما اضطر عشرات الآلاف من أبناء المنطقة إلى النزوح عن ديارهم إلى مخيمات في إقليم كوردستان.

في وقت لا تزال عمليات البحث عن مفقودين وعن مقابر يعتقد بأنّها تضم رفاتهم تتواصل، بينما ما زالت المباني والمنازل مدمّرة وخالية من السكان الذين يقطنون منذ أعوام في مخيمات بإقليم كوردستان.

ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد التنظيم من سنجار في 2015، إلا أن آلاف النازحين الإيزيديين لا يزالون يخشون العودة إلى مناطقهم بسبب المخاوف الأمنية وانتشار ميليشيات في سنجار، إضافة إلى الخراب وسوء الخدمات التي تعاني منها المنطقة.

ولاتزال قوات موالية لحزب العمال الكوردستاني وفصائل في الحشد الشعبي تنتشر في سنجار على الرغم من الاتفاقية التي وقعتها حكومة إقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية.

وتوصلت الحكومة العراقية مع إقليم كوردستان في تشرين الأول أكتوبر 2020 إلى اتفاق يهدف لإعادة الاستقرار والنازحين إلى سنجار عبر إنهاء وجود حزب العمل الكوردستاني والحشد الشعبي والجماعات المرتبطة بهما في المدينة ونشر قوات اتحادية نظامية.

وسبق أن قال مسؤولون في إقليم كوردستان إن تطبيق الاتفاقية لم يتم كما هو بل كان صورياً وهو ما يهدد بانهيار الاتفاق الذي وصف ذات مرة بالتاريخي.

ولم تبدأ عمليات إعادة الإعمار في سنجار رغم مرور كل هذه السنوات بسبب الصراعات السياسية والإقليمية والتوترات الأمنية، في وقت لا يزال آلاف الإيزيديين في عداد المخطوفين والمفقودين، ومصائرهم مجهولة.

وبين 550 ألف إيزيدي كانوا يسكنون سنجار ومناطق أخرى قبل هجوم تنظيم داعش، ترك نحو مئة ألف منهم البلاد، فيما لجأ آخرون إلى إقليم كوردستان.

وفي عام 2019، صوّت برلمان كوردستان على اعتبار ما تعرض له الإيزيديون إبادة جماعية، وقرر اعتبار الثالث من كل آب يوماً لإحياء المناسبة المأساوية.

واعترفت ألمانيا في الـ 17 من يناير 2023 ومن بعدها بريطانيا، بتعرض الإيزيديين لـ ممارسات إبادة جماعية على يد تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وجاء هذا الاعتراف الرسمي بعد حكم صادر عن محكمة العدل الفيدرالية الألمانية في الـ 17 من يناير 2023 يدين مقاتلاً سابقاً في داعش بتهم ارتكاب ممارسات تشكّل إبادة جماعية في العراق.

ويطالب الإيزيديون بالتنسيق بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد، بتهيئة بيئة ملائمة لعودة النازحين وإعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل لسكان المنطقة، إضافةً إلى إنهاء التوترات الأمنية والقضاء على خلايا تنظيم داعش التي لا تزال تتحرك في المنطقة.

قد يعجبك ايضا