التآخي – ناهي العامري
اقام بيت البياع الثقافي بادارة استاذ كمال عبد الله العامري، جلسة ثقافية حسينية مفتوحة، ليشارك كل الحاضرين فيما يتعلق بالقضية الحسينية، واقعة وفكرا ومنهجا، استكمالا للنهج الذي اعتمده المجلس في التوقف قليلا عند أهم المحطات في سيرة آل البيت ع، وكان الدور في تلك الامسية للأمامين الطاهرين (الحسن والحسين) عليهما السلام. حيث تم الاتفاق ان تكون الجلسة نافذة مفتوحة على المسرح الحسيني، واستهل كمال حديثه، بالآية الكريمة ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) السجدة ٢٤، وشاء ان تكون مهداة الى روح المرحومة أمه، مختاراً بعض المحاور ( المسرح والاسلام) متطرقاً الى أهم المظاهر التي تناولها، مثل ظاهرة التعازي الشيعية في مقتل الامام الحسين ع، وتلك الظاهرة تمتد عميقا في تاريخ الدولة الاسلامية، فقد ظهر مسرح التعازي بوضوح في عهد معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي، سنة ٣٠٢ هجرية / ٩٦٣م، في بغداد عاصمة الخلافة العباسية في أول محرم من السنة، ويعزى اسباب وجود ذلك المسرح الى دينية وسياسية، وجرى ان يتم تقسيم نصوص التعازي الرئيسية، الى المشاهد التي تسبق معركة كربلاء، ومأساة الطف وآلام الامام علي ع، ثم ما جرى عقب الواقعة.
وعن مسرح التعزية في الوقت الحالي، عرج الى مسرح التعزية في العراق ومقوماته الحديثة، رغم عفويّة التنفيذ، من ناحية التأليف، العمال، الانتاج، الجوقة، أمكنة العرض. واضاف كمال: ان نظرية المسرح الحسيني تمّ ادراجها تحت اسم (المسرح الديني أو الاسلامي أو الملحمي)، والنصّ المسرحي (الشعر الحر أو المرسل يرى بأنه أصلح من العمودي لاشكالية القافية والوزن)، ومن طقوس المسرح الحسيني، التشابيه لغةً واصطلاحا: أي التمثيل الموضعي المتجول، وآثارها الاجتماعية والنفسية وأدواتها المستخدمة والتوحد بين المتلقي والمؤدي والمخرج.
واشار العامري الى بعض الاسماء، التي لها نصيب في النصوص والعروض، منها، عبد الرحمن الشرقاوي، حسب الله يحيى، علي حسين، جواد الحسب، عبد الرزاق عبد الواحد، شوقي كريم حسن، كريم رشيد، محمد علي الخفاجي، د عقيل مهدي، منير العبودي، رضا الخفاجي، ياسر البراك، حازم رشك، عمار نعمة، رئيف كرم، وغيرهم.
الحضور كان متفاعل مع المحاضرة، وبعد ختامها شارك في المداخلات كل من : نايل ناصر، نهى سالم، زيد القريشي، علي غني، جنان التميمي، راضي هندال، علاء الوردي، د تبارك حسين، خالد عبد، نبأ مكية، حيدر سعيد، جعفر قاسم، رضا الشكرجي، ماجد النجار، ضرغام البناء، هلال عبد الله، كما شارك الفتيان كل من أمير، محمد باقر، عباس، علي هادي، غالبية المداخلين تسألوا عما جاء في موضوع المسرح الحسيني، وآخرين استفسروا عن قضية الطف وملابساتها، وما ترتب على تلك الفاجعة التي لم تنطفأ جذوتها لما يقارب اربعة عشر قرنا.