ما بين الرئيس و نجله

صبحي مندلاوي

مسعود بارزاني.. الرئيس والمرجع و البيشمركة كما يحلو له ان يسميه الآخرون .. نشأ و ترعرع في كنف العائلة البارزانية العريقة ، والده الزعيم ملا مصطفى بارزاني خرج حاملا قضية شعبه فوق كتفيه ، ليشاركه نجله مسعود برفقة أخيه الأكبر إدريس حاملا البرنو على كتفه وهو لم يتجاوز عمره الخامسة عشر بعد ،ومضى مسعود البيشمركة والمناضل يستمد من أبيه القوة والتحدي والخبرة في التعامل مع الأحداث حتى عندما رحل والده الزعيم الخالد حمل راية شعب كوردستان وقاد الحركة التحررية في ظروف قاسية لم يستسلم ولم يهادن فيها في ظل أشرس الحملات التعسفية والشوفينية التي شهدها التأريخ المعاصر ، وفي خضم هذه الأوضاع نشأ و ترعرع إبنه البكر ( مسرور) في كنف والده ليستمد منه روح التحدي والإصرار وينهل من العلم والمعرفة والعالم الجديد المتغير ومع تحرر العراق من براثن الديكتاتورية والذي كان للمرجع مسعود بارزاني دور كبير ورئيسي فيه ، كان إبنه والذي إشتد عوده وأكمل دراسته يمسك دفة الأمن والأمان في ربوع كوردستان حتى أمست مدن الإقليم نموذجا يحتذى به ليس على مستوى العراق فحسب بل المنطقة والشرق الأوسط، الأب والإبن ورثا عن جيلين من النضال والقيم الوطنية والولاء للشعب الكوردي. و تميزا بحبهما الشديد لكوردستان وإيمانهم بحق تقرير المصير لشعب كوردستان.

تجمع العلاقة بين الأب الرئيس أبا مسرور وإبنه أبا آرين والذي ترأس حكومة الإقليم وواجه ظروف وتحديات مستمرة بقوة وبأس لا يلين ، بين حكمة الأب وتجدد الابن، وهو ما يشكل مصدر قوة لشعب كوردستان. هذه العلاقة ليست مجرد تواصل بين جيلين، بل هي تلاحم روحين تتعهدان بخدمة شعبهما. فعندما تجتمع الحكمة الأبوية مع الحماس الشبابي، تتولد طاقة جديدة تدفع كوردستان نحو التقدم والازدهار.

الرئيس برؤيته الثاقبة وحنكته السياسية، يعرف كيف يتعامل مع التحديات الإقليمية والدولية، ويبني جسور التواصل مع العالم من أجل قضية كوردستان. إنه الأب الذي علّم ابنه أن النضال لا يكون بالسلاح فقط، بل بالكلمة الحكيمة والعلاقات القوية.

في المقابل، يأتي رئيس حكومة إقليم كوردستان بنظرة شابة حديثة، محملاً بأحلام جيل جديد يتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا. إنه الرجل الذي يرى في التكنولوجيا والابتكار مفتاحًا لتحسين حياة الناس، ويؤمن بأن التغيير يبدأ من الداخل، من قلب المجتمع الكوردي. ويسعى إلى تطوير البنية التحتية، وتحقيق التنمية الاقتصادية، ليخلق فرصًا جديدة للشباب ويمنحهم الأمل بمستقبل أفضل.

كل خطوة يتخذها المرجع الأب و المتجدد الإبن تتجلى قصة حب لا تنتهي لوطن يستحق الأفضل. إنها قصة ترويها الأرض، ويكتبها الشعب، ويتوارثها الأجيال. فكما زرع الزعيم الخالد بذور الأمل في قلوب الكورد، يسعى أبناءه و أحفاده في ظل هذه الشجرة المباركة إلى أن يرى تلك البذور تزهر وتثمر في مستقبل واعد.
إنها قصة وطنية تتجاوز حدود الزمن، وتتحدى الصعاب، لتبني كوردستان الحلم، كوردستان المحبة، كوردستان الأمل.

قد يعجبك ايضا