فوائد صحية لا تعد ولا تحصى لركوب الدراجة والمشي للذهاب إلى العمل

متابعة ـ التآخي

خطر أقل 47% للوفاة و10% أقل لدخول المستشفى و24% لأمراض القلب والأوعية الدموية والحاجة إلى الأدوية، تلك من أبرز النتائج المترتبة على الاستعمال اليومي للدراجة الهوائية “البايسكل” او المشي.

وتوصلت دراسة طولية نُشرت مؤخرًا في مجلةBMJPublic Health إلى أن الأشخاص الذين يختارون ركوب الدراجات أو المشي من وإلى العمل معرضون لخطر أقل للإصابة بمشكلات جسدية وعقلية.

وبرغم أن كلا النوعين من النشاط يظهر مفيدا، إلا أن ركوب الدراجات كان له أكبر الفوائد.

ويعد التنقل النشط أحد أكثر الطرق العملية والمستدامة لتحسين الصحة، كما ادعى العلماء منذ مدة طويلة، ومع ذلك، كانت الدراسات السابقة تعاني من عديد القيود، بما في ذلك فترات المراقبة القصيرة، والفئات العمرية الضيقة، والنتائج الصحية المحدودة.

في هذه الدراسة الجديدة، جمع العلماء وقاموا بتحليل البيانات من الدراسة الطولية الاسكتلندية،التي تعتمد على خمسة في المئة من سكان اسكتلندا المستمدة من عوائد التعداد السكاني في اعوام 1991، 2001، و2011.

وفي حين جرى تعريف المشي وركوب الدراجات على أنهما وسيلة سفر نشطة، عدت جميع الوسائل الأخرى “غير نشطة”.

ثم قام الخبراء بربط هذه الاستجابات بالبيانات المتعلقة بدخول المستشفيات، والوفيات، واستعمالأدوية الصحة العقلية مثل مضادات الاكتئاب، والمهدئات، ومضادات القلق.

وقد جرى أيضًا أخذ عوامل أخرى في الاعتبار، مثل العمر والجنس والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والمسافة إلى العمل والمشاكل الصحية الموجودة مسبقًا.

وكشف التحليل أنه بين عامي 2001 و2018، توفي 4276 مشاركًا (نصفهم بسبب السرطان)، وجرى إدخال 52804 إلى المستشفى (12 بالمئة بسبب مشكلاتالقلب والأوعية الدموية، وسبعة بالمئة بسبب السرطان، وثلاثة بالمئة بعد حوادث المرور)، وعلاوة على ذلك، جرى وصف أدوية القلب لـ 38.5٪، وأدوية الصحة العقلية لـ 41٪.

وبالمقارنة مع أولئك الذين لم يشاركوا في التنقل النشط، فإن الأفراد الذين يذهبون إلى العمل سيرًا على الأقدام كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا من الإناث الأصغر سنًا اللاتي يعملن في نوبات، ويعيشن في المدن، ويتنقلن لمسافات أقصر، ولديهن دخول ومستوى تعليمي أقل.

كان راكبو الدراجات يتشاركون في بعض أوجه التشابه، إذ أنهم أكثر عرضة لأن يكونوا من الذكور الأصغر سنا الذين يعملون في نوبات، ويعيشون في مناطق حضرية، وكانوا أقل احتمالا لامتلاك منازل أو تحمل مسؤوليات الرعاية.

ومع ذلك، كان التنقل النشط مرتبطًا بشكل واضح بانخفاض مخاطر الوفاة والمشكلات الصحية العقلية والجسدية مقارنة بالتنقل غير النشط.

كان لدى المشاركين الذين يركبون الدراجات للذهاب إلى العمل خطر أقل بنسبة 47% للوفاة لأي سبب، وخطر أقل بنسبة 10% للدخول إلى المستشفى، وخطر أقل بنسبة 24% للدخول إلى المستشفى بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

وارتبط ركوب الدراجات أيضًا بانخفاض خطر الحاجة إلى أدوية القلب والأوعية الدموية بنسبة 30 في المئة، وانخفاض خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 51 في المئة، وانخفاض خطر دخول المستشفى بسبب السرطان بنسبة 24 في المئة، وانخفاض خطر الحاجة إلى أدوية الصحة العقلية بنسبة 20 في المئة.

ومع ذلك، كان راكبو الدراجات أكثر عرضة بمرتين للدخول إلى المستشفى بسبب حوادث المرور مقارنة بالمتنقلين غير النشطين.

من ناحية أخرى، ارتبط المشي إلى العمل بانخفاض خطر دخول المستشفى لأي سبب بنسبة 11 في المئة، وانخفاض خطر دخول المستشفى بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 10 في المئة، وانخفاض خطر الحاجة إلى أدوية القلب والأوعية الدموية بنسبة 10 في المئة، وانخفاض خطر الحاجة إلى أدوية الصحة العقلية بنسبة 7 في المئة.

وبما أن الدراسة كانت رصدية، فإنها لا تستطيع تحديد السبب والنتيجة بشكل قاطع، وعلاوة على ذلك، حدد الباحثون قيودًا أخرى، بما في ذلك حقيقة أناستجابات التعداد السكاني لم تلتقط سوى نقطة زمنية واحدة ولم تأخذ في الاعتبار مستويات النشاط البدني الإجمالية أو الرحلات المتعددة الوسائط.

ووفقا للمؤلفين، وبرغم هذه القيود، فإن الدراسة تعزز الأدلة على أن التنقل النشط له فوائد صحية على مستوى السكان ويمكن أن يسهم في تقليل الأمراض والوفيات.

ويقول مؤلفو الدراسةإن حقيقة أن التنقل باستعمالالدراجات والمشاة يرتبط بانخفاض مخاطر تناول الأدوية الموصوفة للصحة العقلية الضعيفة هي نتيجة مهمة“.

وأضاف الباحثون تقدم هذه النتائج دليلاً مباشرًا على الفوائد الصحية للتنقل النشط في السياق الاسكتلندي، مما يدعم السياسة الحالية، تتمتع هذه الدراسة بأهمية عالمية أوسع للجهود الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون والتحول إلى وسائل سفر أكثر نشاطًا واستدامة“.

ومع ذلك، خلص الخبراء إلى أن “الاكتشاف الذي يفيد بأن راكبي الدراجات الهوائية يتعرضون لخطر مضاعف لأن يصبحوا ضحايا لحوادث المرور مقارنة بالركاب غير النشطين يعزز الحاجة إلى بنية تحتية أكثر أمانا لركوب الدراجات”.

وتعد التمارين الهوائية من الوسائل المهمة في الحفاظ على صحة الجسم وحيويته، وتشمل هذه التمارين المشي وركوب الدراجات الهوائية، وكلا النشاطين يمكن القيام بهما في الهواء الطلق، وقد يتساءل البعض عن التمرين الأهم والأفضل للصحة بينهما.

غالبًا يفضّل الأشخاص ممارسة التمرين الرياضي الذي يمنحهم الحد الأقصى من الفائدة الصحية واللياقة البدنية، لهذا فإنّ المقارنة بين المشي والدراجة الهوائية هو تساؤل شائع بين العديد من الأفراد، وفي الحقيقة لا توجد إجابة واحدة وقاطعة عن هذا التساؤل؛ حيث أنّ هناك عدة جوانب ينبغي معرفتها حول هذين التمرينين، فعلى سبيل المثال يعد المشي أفضل للشخص الذي لا يمتلك القدرة المادية لشراء دراجة هوائية، أو الشخص الذي لا يجد مساحة آمنة لركوب الدراجة الهوائية.

قد يعجبك ايضا