بيان من حوار الزمان

مع الشاعر عصمت شاهين الدوسكي

بقلم : زينة علي العيساوي – سلطنة عمان

عصمت شاهين الدوسكي هو أديب وشاعر كردي عراقي وُلد في 1963، وهو يتميز بشخصية معقدة تجمع بين التحدي، الحساسية، والإصرار. من خلال الحوار الذي أجراه خالد ديريك، يمكن تحليل شخصيته عبر عدة جوانب .

: 1     التحدي والإصرار .

 دوسكي لم يتلقَ تشجيعًا في بداياته، بل شجع نفسه بإصراره ومتابعته المستمرة للقراءة والكتابة. تحدياته الاقتصادية لم تمنعه من السعي لتحقيق أهدافه الأدبية. انتقل مع عائلته  في نهاية الستينات من دهوك إلى الموصل بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، وأصر على التفوق في اللغة العربية بجانب اللغة الكردية من خلال القراءة المستمرة

 : 2 الحساسية تجاه القضايا الإنسانية والاجتماعية .

يرى بأن الكتابة عن المرأة ضرورة عصرية، مشيرًا إلى معاناة النساء في المجتمعات المختلفة وقدرتهن على مواجهة الألم بصمت. يكتب عن القضايا الإنسانية والاجتماعية مثل الإرهاب، الفساد، والمعاناة اليومية للناس، معتبراً الأدب وسيلة لتوصيل الرسائل الإنسانية والفكرية .

 : 3العشق للأدب والكتابة  .

يؤمن بأن الأدب لا يأتي على طبق من ذهب، بل هو نتاج تفاعل مستمر بين الأدب والإنسان. يشير إلى أن العشق للقراءة والكتابة هو ما يجعله يستمر في مسيرته الأدبية. كتبه وقصائده تعكس عشقه الكبير للمرأة والوطن، مثل مجموعته الشعرية ” وستبقى العيون تسافر” (1989، بغداد) ، وديوانه الشعري ” بحر الغربة ” (1999، المغرب – طنجة )، وديوانه الشعري “حياة في عيون مغتربة” (2017، بغداد)، إذ يعتبر المرأة طاقة إيجابية في حياته. 

4 : الواقعية في تناول القضايا .  

كتب رواية ” الإرهاب ودمار الحدباء ” لتوثيق الاحتلال الإرهابي للموصل ومعاناة أهلها (2017، دهوك) وكتابه “الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد” (2018، أمريكا)، وكتابه “قهوة على نار ساخنة” (2023، دهوك)، مما يعكس توجهه نحو تناول القضايا الواقعية والتاريخية الهامة

 : 5التفاعل مع التراث الأدبي الكردي والعربي .

دوسكي يركز على الأدب الكردي ويسعى لإظهاره للعالم العربي والعالمي. كتب عدة مؤلفات تبرز الأدباء والشعراء الكرد، منها “عيون من الأدب الكردي المعاصر” (2000، بغداد) و” نوارس الوفاء عن روائع الأدب الكردي” (2002، بغداد)، وكتب أخرى غير مطبوعة لحد الآن مثل ” اغتراب واقتراب عن الأدب الكردي المعاصر”، و” فرحة السلام عن الشعر الكلاسيكي الكردي”، و”المرآة الكردية بين الأدب والفن التشكيلي”. يرى أهمية كبيرة للكتابة باللغة العربية لتعريف القارئ العربي بالأدب الكردي .

: 6  الشعور بالغبن والإهمال .

يشعر بالإهمال من قبل الجهات الثقافية رغم إسهاماته الأدبية الكبيرة. يشير إلى أن تكريم الأدباء والمفكرين ضروري لتحقيق النهضة الثقافية. 

الاستنتاج:  

شخصية عصمت شاهين الدوسكي تتسم بالقوة والتحدي، الحساسية العالية تجاه القضايا الإنسانية، والعشق العميق للأدب والكتابة. رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يستمر في الإبداع الأدبي وتوصيل رسائله الإنسانية للعالم من خلال كتاباته. نظرًا لتأثير كتاباته على المجتمع والأدب، تناول دراسة شعره عدة أدباء كبار منهم الأديب الكبير أحمد لفته علي في كتابه ” القلم وبناء فكر الإنسان – رؤية أدبية عن قصائد عصمت الدوسكي” (2019، دهوك)، وكتاب الأديبة الأكاديمية السورية كلستان المرعي ” القلم العاشق في الزمن المحترق – دراسة ورؤية في قصائد عصمت الدوسكي” (2021، دهوك)، وكتاب الأديبة والإعلامية التونسية هنده العكرمي ” التأرجح الشاهيني بين التقصي والتشخيص – دراسة أدبية” (2022، دهوك)، وكتاب الأديب الكبير أنيس ميرو “خطاب الإنسانية – رؤية في عوالم عصمت الدوسكي” (2023، دهوك . 

يتميز الشاعر عصمت الدوسكي بشخصية واقعية تتفاعل مع التراث الأدبي الكردي والعربي والعالمي، حيث أصدر كتابًا عن الأدب المغربي ” إيقاعات وألوان ” (2023، دهوك)، ولديه مخطوط كتابين عن الأدب النمساوي “جزيرة العشق” و”جمال الرؤيا عن الأدب النمساوي”. من خلال سعيه في كتاباته، يجسد الوعي والفكر الخلاق ويسعى دائمًا لتحقيق العدل والحرية والحب والسلام لكل العالم.

قد يعجبك ايضا