ملفات ساخنة ومقلقة .. الشرق الأوسط يتأهب لمشهد جديد حال فوز ترامب بالرئاسة

 

 

التآخي-وكالات

 

في ظل القلاقل والاضطرابات داخل أوساط الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، بعد إصابة مرشحه للرئاسة جو بايدن بفيروس كورونا، فإن المرشح والرئيس السابق دونالد ترامب، يسعى لتعزيز حظوظه والوصول مجدداً إلى البيت الأبيض، على وقع توترات عالمية وحروب استعرت خلال السنوات الماضية، فيما تمثل منطقة الشرق الأوسط أهمية كبيرة بالنسبة لصانع القرار الأمريكي، وهو ما يبدو أن ترامب تعامل معه بجديه، حيث اختار السيناتور جيه دي فانس نائباً له.

 

وتثير سياسة ترامب في العراق في حال فوزه بالرئاسة الكثير من التساؤلات حول مستقبل التواجد العسكري الأمريكي، ومع المفاوضات الجارية بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي، تتساءل الأوساط السياسية فيما إذا كانت هذه اللجنة ستمضي بأعمالها أم تعيد تنظيم أولوياتها.

 

ومع تعيين السيناتور جيه دي فانس نائباً لترامب في حال فاز بالرئاسة، فإن أوساط المراقبين تتوقع مزيداً من الدراما السياسية في المنطقة، باعتبار أن فانس خدم سابقاً في الجيش الأمريكي داخل العراق، وتكونت لديه صورة واضحة عن طبيعة الأوضاع والتحديات.

 

هل يسرع الانسحاب؟

وفي الوقت الذي يشير فيه محللون أمنيون إلى أن ترامب قد يسعى لتسريع الانسحاب، مما قد يترك العراق أمام تحديات كبيرة في مواجهة الفصائل المسلحة التي قد تستغل الفراغ الأمني، يرى آخرون أن ترامب قد يفضل الحفاظ على بعض القوات لضمان استمرار النفوذ الأمريكي في المنطقة.

 

ولدى ترامب في العراق الكثير من الأجندات، وأبرزها التعامل مع الفصائل المسلحة التي يمكن أن ينتهج معها مزيجاً من الردع والتفاوض، كما حصل سابقاً عندما اغتال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فضلاً عن الضربات التي وجّهها إلى الفصائل المسلحة وكانت على مستوى من القوة والردع.

 

ماذا عن الملف النووي الإيراني؟

أما فيما يخص الملف النووي الإيراني، فإن تعاطي ترامب معه قد يكون أكثر تشدداً مقارنة بسياسات الإدارة الحالية، خاصة وأن ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي في 2018 وأعاد فرض العقوبات على إيران، وهو ما أثار توترات كبيرة في المنطقة، كما أن عودة ترامب للبيت الأبيض قد تشكل ضغوطا اقتصادية ودبلوماسية على طهران، مع إمكانية التفاوض على اتفاق جديد بشروط أكثر صرامة.

 

لكن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بابل محمد التميمي، يرى أن «وصول الرئيس الإيراني الحالي مسعود بزشكيان قد يكون له مردود إيجابي على مسار المفاوضات والتعاطي الغربي بشكل عام مع الملف النووي الإيراني، كما أنه قد يحصل على المزيد من المكاسب، مدفوعاً بالإصلاحات التي سيجريها، والتي ربما يعتبرها الغرب وأوروبا عموماً عربونا للصداقة».

 

وأضاف التميمي لـ (باسنيوز)، أن «العلاقات الدولية، وإن كانت لا تعتمد على التغييرات الآنية أو التحول في الحكومات باعتبارها تنظر إلى منهج الدولة بشكل عام، لكن وصول بزشكيان يعطي رسائل إيجابية بإمكانية إحداث تغييرات ولو بشكل بطيء ومحدود».

 

وفي عام 2018، أعلن دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وإعادة العمل بالعقوبات المفروضة على طهران، ولم يتمكن الطرفان منذ ذلك الوقت من العودة إلى طريق المفاوضات التي يمكن أن تسفر عن نتائج إيجابية.

 

حروب المنطقة

فيما يتعلق بإسرائيل، فمن المتوقع أن يستمر ترامب في دعمها بقوة، كما فعل خلال فترة ولايته الأولى، حيث شهد العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية ازدهاراً ملحوظاً في عهد ترامب، وقد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.

 

هذا الدعم قد يتواصل وربما يتعزز في حال فوز ترامب، مما قد يعزز موقف إسرائيل في المنطقة ويزيد من تعقيد العلاقات مع الفلسطينيين، في ظل الحرب الدائرة هناك في قطاع غزة.

 

وفي ظل انخراط مجاميع مسلحة عراقية ويمنية في الصراع الدائر في قطاع غزة، فإن تعاطي ترامب معها قد يكون مشابهاً لفترة ولايته الأولى، حيث كان يفضل تقليص التواجد العسكري الأمريكي المباشر، لكنه في الوقت نفسه لم يتردد في استخدام القوة عند الضرورة، ما يعني أن الملف الفلسطيني – الإسرائيلي قد يشهد ضغوطاً جديدة لتحقيق اتفاقيات سلام جديدة، بينما قد تستمر الفصائل المسلحة في مواجهة التحديات، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن.

 

الجانب الاقتصادي ودول المنطقة

وعلى المستوى الاقتصادي، يرى الباحث في الشأن الاقتصادي سرمد الشمري، أن «خطة الجمهوريين في الشرق الأوسط تتضمن أيضاً فتح ملف المنافسة مع الصين في الشرق الأوسط بشكل عام، حيث بدأت الصين تتمدد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وأبرمت شراكات عدة، وهو ما ولد قلقاً لدى صانع القرار الأمريكي».

 

وأضاف الشمري لـ (باسنيوز)، أن «الولايات المتحدة من المتوقع أن تعيد حسابتها في المنطقة، باعتبار أنها تراجعت في عهد الديمقراطيين على مستوى التعاقدات العملاقة في مجالات الطاقة مثلاً والتنقيب عن النفط، وهو ما تسبب بجدل وغضب داخل أوساط الجمهوريين».

 

وبشأن العلاقة مع دول المنطقة، فإن علاقات ترامب مع دول الخليج والحكام هناك كانت دائماً مميزة، حيث اعتمد على هذه العلاقات لتحقيق أهدافه الاقتصادية والسياسية، كما أن دول الخليج تعتبر شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الإيرانية، وقد يسعى ترامب لتعزيز هذه العلاقات من خلال صفقات تسليح ضخمة ومزيد من التعاون الاقتصادي.

 

باسنيوز

قد يعجبك ايضا