الولايات المتحدة مصرة على تواجدها العسكري في سوريا

 

 

اجرت مراسل شبكة رووداو الإعلامية (ديار كورده) في التاسع من شهر تموز الجاري, لقاءاً مهماً مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي بمكتب الشرق الأدنى المعني بملف بلاد الشام “إيثان غولدريتش” تناول فيها جملة من الأمور المهمة والحساسة التي تخص الشأن السوري والتواجد الأمريكي في هذا البلد المنهك من الحرب، ولأهمية مادار في الحوار ارتأينا نشره على صفحة مقابلات جريدتنا.

 

وأدناه نص الحوار:

رووداو: سأبدأ بالسؤال عن المسألة السورية، فمنذ عدة سنوات تعملون مع المجتمع الدولي على حل المسألة السورية وفقاً للقرار 2254، لكن هذا لم ينجح هذا في الواقع. هل لديكم بدائل لإنهاء الأزمة السورية؟

 

إيثان غولدريتش: كما تعلمون، صاغت إدارة بايدن منذ 2021 سياسة سورية تركز قبل كل شيء على ضرورة محاربة داعش ومنع عودة داعش، وتعمل أيضاً على تخفيف المعاناة في سوريا وزيادة المساعدات الإنسانية، وتحميل النظام مسؤولية أفعاله، والحفاظ على وقف إطلاق النار ومحاولة منع انتشار العنف في سوريا. من أجل كل ذلك، ندعم القرار 2254 والعملية السياسية، لأننا نؤمن بأن العملية السياسية هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة. نحن نواصل العمل في جميع هذه المجالات المختلفة كمسعى لمنع عودة داعش للبروز. لدينا شراكة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعملنا على إعادة الناس من معسكر الهول ومراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا، ونفعل كل شيء لمنع عودة هذا البروز. عملنا أيضاً على العملية السياسية. نعمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غير بيدرسن. نعمل مع الدول التي ترى ما نراه، بما في ذلك دول عربية ودول أخرى في المنطقة وفي أوروبا، نتبادل معهم وجهات النظر حول كيفية حل النزاع.

 

 

نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي بمكتب شؤون الشرق الأدنى المعني بملف بلاد الشام، إيثان غولدريتش “لا نخطط للإنسحاب من سوريا، وبقاء القوات الأمريكية فيها مرتبط بمنع عودة داعش للبروز ونخطط للاستمرار وإكمال مهمتنا والعمل مع شركائنا و الوضع الحالي ليس مناسباً لإجراء أي انتخابات في شمال شرق سوريا الذي يضم روجآفاي كوردستان”.

 

 

رووداو: لكن ليس عندكم حتى الآن بديل عن القرار 2254؟

 

إيثان غولدريتش: سنلتزم بالقرار 2254 ولا نجد بديلاً عن المبادئ التي يتضمنها لإيجاد حوار يقوده ويجريه السوريون لحين التوصل إلى الحل. لكن للأسف، لم يفعل النظام شيئاً يذكر بشأن القرار 2254، نحن نود أن نرى اللجنة الدستورية وهي تستأنف اجتماعاتها. نعتقد أن العائق الأكبر أمام تنفيذ القرار 2254 هو فشل النظام في التعاون.

 

رووداو: جيد جداً، رأيتم في السنوات الأخيرة بعض الدول أقدمت على تطبيع علاقاتها مع حكومة بشار الأسد. أولاً، ما هو تقييمكم لهذا؟ ثانياً، هل تناهضون قيام الدول بتطبيع علاقاتها مع الحكومة السورية، ولماذا؟

 

إيثان غولدريتش: نحن لا نؤيد تطبيع العلاقات مع النظام، ومن المؤكد أننا لن نطبع علاقاتنا مع النظام. نحن نفهم قيام دول أخرى بالتواصل مع النظام، ونشجع تلك الدول على الالتزام بمبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، إن كانت قد شاركت فيه، وأن تبحث عن طرق يمكن من خلالها أن تساعد علاقاتهم في تقدم الوضع في ظل القرار 2254 والتوصل إلى حل سياسي للأزمة.

 

 

 

رووداو: لأمريكا نحو 700 جندي في شمال شرق سوريا لغرض محاربة داعش، لكن كانت هناك تقارير في مطلع السنة تعتمد مصادر مختلفة، وتتحدث عن نية أمريكا الانسحاب الكامل من سوريا، هل هناك حديث أو مقترح في وزارة الخارجية يشير إلى انسحابكم النهائي من شمال شرق سوريا، وإلى متى تنوون البقاء في سوريا؟

 

إيثان غولدريتش: لقد أشرت إلى واحدة من ركائز سياستنا، وهي محاربة تنظيم داعش ومنع بروزه مرة أخرى. الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يهدف بصورة خاصة إلى منع عودة تنظيم داعش للبروز. نحن نعمل مع شركائنا المحليين لتحقيق هذا الهدف. ليست لدينا خطط للانسحاب من سوريا. بل نخطط لمواصلة وإكمال مهمتنا لمنع عودة داعش للبروز ومحاربة داعش والعمل مع شركائنا.

 

رووداو: إذن ليس هناك أي حديث يدور هنا عن مناقشة موضوع سحب قواتكم من سوريا؟

 

إيثان غولدريتش: نركز حالياً على مهمتنا، وهذا هو ما نعمل من أجله.

 

رووداو: لننتقل إلى المسألة الإنسانية. أمريكا واحدة من الدول التي تقدم مساعدات إنسانية لسوريا، وقد أعلنتم مؤخراً عن مساعدات إنسانية بقيمة 539 مليون دولار لسوريا. هل يمكن أن تبين لنا المجموعات التي تستفيد من هذه المساعدات، وما هو أثر مساعداتكم على أرض الواقع؟

 

إيثان غولدريتش: نعم، من المهم أن نشير إلى وجود العديد من الأزمات المختلفة في العالم الآن، وهناك تنافس كبير على الموارد المتاحة للتعامل مع الأزمات. نحن فخورون بأننا قدمنا  17.8 مليار دولار من المساعدات لسوريا خلال الصراع السوري، منذ 2011، وفي الأشهر الأخيرة وحدها، في شهر أيار، أعلنا في مؤتمر بروكسل للمانحين عن 593 مليون دولار من المساعدات الإنسانية. كما نقدم 98 مليون دولار كمساعدة لتحقيق الاستقرار. ونحاول أيضاً تقديم المساعدة الإنسانية للسوريين خارج سوريا ولمجتمعات اللاجئين في تركيا ولبنان والأردن. وقد تم توجيه المساعدة لتحقيق الاستقرار إلى المناطق المحررة من داعش وللمناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام. نسعى من خلال أشكال المساعدة المختلفة التي نقدمها إلى توفير الغذاء والمياه الصالحة للاستخدام والمأوى وسبل العيش والتعليم والعديد من المجالات المختلفة التي يمكننا من خلالها مساعدة الناس على تأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساس. بالطبع هدفنا هو إنهاء الأزمة حتى يعود الناس إلى حياتهم الطبيعية ولا يعودوا بحاجة إلى هذه المساعدات، لكن طالما أنهم في وضع صعب للغاية وبحاجة ماسة، كما ذكرت، فإن الجزء الرئيس من مساعدتنا السياسة يذهب باتجاه محاولة تحسين المساعدة الإنسانية والظروف، من خلال المساعدة التي نقدمها.

 

 

نحن لا نؤيد تطبيع العلاقات مع النظام، ومن المؤكد أننا لن نطبع علاقاتنا معه، نحن نفهم قيام دول أخرى بالتواصل مع النظام، ونشجع تلك الدول على الالتزام بمبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، إن كانت قد شاركت فيه، وأن تبحث عن طرق يمكن من خلالها أن تساعد علاقاتهم في تقدم الوضع في ظل القرار 2254 والتوصل إلى حل سياسي للأزمة

 

رووداو: عندما نتحدث عن سوريا، من المعلوم أن سوريا دولة منقسمة بالكامل. هناك إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا، هل لديكم أي أرقام تبين حجم المساعدات التي تقدمونها لشمال شرق سوريا؟ وما هي مساعداتكم وبرامجكم الإنسانية في هذه المنطقة؟

 

إيثان غولدريتش: كما أسلفت، نقدم المساعدة في شمال شرق سوريا من أجل الاستقرار، لمساعدة المجتمعات في المنطقة وتقديم خدمات أفضل للأهالي هناك، ومنها الكهرباء والمياه النظيفة، كما نقدم مساعدات خاصة لمخيم الهول وللاجئين هناك لضمان توفر المساعدة الإنسانية لحين حل ملفاتهم والتمكن من توطينهم أو إعادتهم إلى بلادهم. لذا، فإن الجزء الأكبر من الـ98 مليون دولار من مساعدات تحقيق الاستقرار يذهب إلى تلك المنطقة.

 

رووداو: ننتقل إلى القسم الأخير من حوارنا، ونتحدث عن القضية الكوردية في سوريا، حيث قامت شراكة الكورد وأمريكا على أساس التزامكم بمحاربة داعش. هل يمكن أن تخبرني الآن وبصراحة ما هي سياستكم الحالية تجاه الكورد في سوريا؟ وكيف تريد أن تحل القضية الكوردية في سوريا في المستقبل؟

 

 

 

إيثان غولدريتش: سوريا.. سياستنا تجاه سوريا بأكملها هي أننا نريد حلاً بموجب القرار 2254 يسمح لجميع السوريين بأن يكون لهم رأي في مستقبل سوريا. نحن ملتزمون بوحدة الأراضي السورية. وهذا مبدأ مهم آخر بالنسبة لنا، وفي الداخل السوري يجب أن يكون لجميع الناس رأي في مستقبل الحكم السوري في شمال شرقها. يهمنا أن تكون المجتمعات كلها في الشمال الشرقي، حتى بعد تحريرها من داعش والنظام، ينبغي أن تشهد هذه المناطق نشاطاً سياسياً شاملاً، بمشاركة جميع المجتمعات المحلية، وأن يكون هناك حوار بين جميع المجتمعات. ما يقلقنا الآن هو الحديث عن إجراء انتخابات في المنطقة، فنحن لا نعتقد أن الظروف مهيأة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة. لهذا السبب قلنا ذلك…

 

رووداو: هل هذا بسبب الظروف، أم أنه مطلب تركي؟

 

إيثان غولدريتش: نعتقد أن الانتخابات في أي مكان من سوريا يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، ولا نعتقد أن هذه الظروف متاحة. لهذا لا نعتقد بوجوب إجراء انتخابات في شمال شرق سوريا.

 

رووداو: تركيا شريك لكم في ناتو، لكن لديها الكثير من الخلاف مع شركائكم في شمال شرق سوريا الذين يقاتلون داعش، وقد استهدفت مؤخراً البنى التحتية لهذه الإدارة من أجل تعطيل الإدارة في المنطقة، وفي نفس الوقت بذلت أمريكا الكثير من الجهد لتنظيم اتفاق بين تركيا والكورد في سوريا. هل يمكن أن تخبرنا إلى أين وصلت جهودكم هذه، وهل تستطيعون التوفيق بين الكورد وتركيا من أجل أن يعملوا على صراعاتهم في شمال شرق سوريا؟

 

إيثان غولدريتش: بداية، تركيا حليف لناتو وأمريكا، ونحن نتحدث مع تركيا حول العديد من القضايا المختلفة في عموم العالم، بما في ذلك في سوريا، ولدينا مخاوف مشتركة. لدينا رغبة مشتركة في رؤية تنفيذ القرار 2254، ولدينا رغبة مشتركة في وجود عملية سياسية شاملة في سوريا لجميع السوريين. لدينا مخاوف مشتركة بشأن الحرب ضد الإرهاب في سوريا والحرب ضد داعش، ولدينا مخاوف إنسانية مشتركة، وحاجة إلى التعاون عبر الحدود حتى نتمكن من…

 

رووداو: وماذا عن القضية الكوردية، هل بحثتموها معهم؟

 

إيثان غولدريتش: نحن نتحدث عن الحاجة إلى حل سياسي شامل في سوريا، ونعتقد أن من المهم جداً لكل الذين يعيشون على أرض سوريا وكل المجتمعات أن يكونوا محميين وأن يكون المواطنون والبنية التحتية المدنية السورية محمية.

قد يعجبك ايضا