التأخي / وكالات
أعلن فريق تحرير موقع “قنطرة” الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط استقالته في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، بعد إعلان سابق أن “قنطرة” سيخضع لإعادة هيكلة، تنقله من عهدة هيئة البث الحكومية دويتشه فيله إلى معهد العلاقات الخارجية “إيفا”، وسط جدل حول تأثير هذه الخطوة على استقلاليته .
وجاء في البيان “أعلن فريق التحرير المسؤول عن هذا الموقع الإلكتروني الفريد ومتعدد اللغات والمعروف دولياً استقالته قبل بضعة أشهر. نود أن نشكر جميع قرائنا على ولائهم ودعمهم النقدي على مدار السنوات الـ16 الماضية ونتمنى لكم كل التوفيق .”
واستقال فريق التحرير في موقع قنطرة الإلكتروني بشكل جماعي. أعلن ذلك مدير التحرير السابق، الباحث السياسي والإسلامي لؤي مدهون، على موقع إكس. وجاء في المنشور “لقد توصلت أنا وفريق التحرير إلى استنتاج مفاده أن قنطرة لا يمكن أن يستمر بشكله الحالي تحت إشراف وزارة الخارجية، ولهذا السبب قررنا اتخاذ هذه الخطوة المشتركة .”
ونشر العديد من العاملين في الموقع تغريدات تعبر عن تجربتهم في الموقع طيلة سنوات من العمل فيها، وبدا الاستياء واضحا من خطوة إعادة الهيكلة مشككين باستقلالية الموقع.
وأشارت المحرّرة كلوديا ميندي، في منشور عبر إكس إلى أنّ عملية إعادة الهيكلة تمت دون تخطيط ودون سبب واقعي، وفرضت على فريق التحرير. مضيفة “لا أرى أيّ مستقبل لقنطرة مع إيفا كمنصة موثوقة ومستقلة تحريرياً”. كما رأت أنّ الخطوة تعكس “مزيداً من السيطرة للدولة” في ظل “حكومة تضيّق هامش النقاش .”
واعتبرت مساهمات موقع قنطرة متباينة للغاية عندما يتعلق الأمر بموضوعات حساسة سياسيا مثل حرب غزة. وفقا للمعلومات الواردة من صحيفة “فرانكفورتر روندشاو”، لم يعلم فريق التحرير السابق إلا مؤخرا بقرار وزارة الخارجية الفيدرالية سحب إدارة المنصة من دويتشه فيله، هيئة الإذاعة الأجنبية لجمهورية ألمانيا الاتحادية الممولة من ميزانية وزير الدولة للثقافة. ولم يكن هناك أي مبرر وجيه لهذه الخطوة، ولذلك كان فريق التحرير يخشى على المزاعم السياسية للمنصة. وحتى الآن، كان هذا يعمل دائما “بعيدا عن الدولة” وكان يراقب السياسة الخارجية الألمانية بشكل نقدي. وفي عام 2022، أرادت وزارة الخارجية وقف تمويل المشروع بالكامل، ولم يتم سحبه إلا بعد احتجاج واسع النطاق .
ويشيد الكثيرون بموقع “قنطرة” بأنه صوت يجمع التوازن والخبرة في وسائل الإعلام الألمانية، حيث نشر أكثر من 90 ألف مقال لأكثر من ألفي كاتب. ومن ضمن ما نشره، مقابلات مع خبراء شكّكوا في النقاش الألماني “البعيد عن الواقع” حول معاداة السامية،
ويقول الموقع إنه “فضاء إعلامي إلكتروني، ينشر مقالات منذ عام 2003 باللغات العربية والألمانية والإنجليزية، ويدعم الحوار البناء والتواصل بين الثقافات والحضارات، من أجل التأسيس لثقافة إنسانية كونية .”
وأعرب الموقع تحت إدارته الجديدة عن سياسته القادمة، قائلا إنه اعتبارًا من 1 يوليو 2024، سيتم نقل “قنطرة” من إشراف مؤسسة دويتشه فيله إلى معهد “إيفا” للعلاقات الخارجية. وبالتزامن مع هذا التغيير سيتم إنشاء فريق تحرير جديد ومستقل تحت إدارة رئيس التحرير الجديد يانيس هاجمان .
وزارة الخارجية الألمانية أرادت وقف تمويل المشروع بالكامل عام 2022، ولم يتم سحبه إلا بعد احتجاج واسع النطاق وكان يشرف على الموقع “أربع مؤسسات ألمانية بينها إذاعة دويتشه فيله، ومعهد غوته الألماني (حكومي)، في ما تقوم وزارة الخارجية الألمانية بدعمه
ويتولى الآن معهد العلاقات الخارجية “إيفا” المسؤولية التحريرية حتى يبدأ فريق التحرير الجديد عمله. وفي غضون ذلك سيستمر نشر المقالات الأساسية بثلاث لغات العربية والإنجليزية والألمانية. وبحسب البيان فإن “هذا يعني أن الشيء الأكثر أهمية سيبقى دون”