القسم الأول
اعداد: عدنان رحمن
اصدار: 9- 7- 2024
بالنظر الى ارتباط تاريخ هذه الشخصية الكوردية ( ذو الفقار كلهر) بتاريخ بغداد والعراق نورد ما ذُكِرَ عنها في المصادر العربية المتنوعة، خصوصاً المعروفة في الاوساط الثقافية بكتاباتها التي تميل الى ان تاريخ العراق عربي فقط، حتى يكون البحث ذا مصداقية بشهادات من المصادر العربية نفسها، فضلاً عن بعض المصادر الكوردية، وايضاً من الوثائق العثمانية التي لا نستطيع ان نقول انها لا تهدف الى تحوير بعض الاخبار الى ما يهمها، لكن الوثيقة هي وثيقة. وهناك بعض المصادر الايرانية والأجنبية. وقد أشار العديد من هؤلاء الى ان فترة حكمه اشتهرت بالعدل على الرغم من قِصَر مدتها.
حيث ورد في جريدة نداء الكـُرد ([1]) العدد ١ عام ٢٠٠١ في مقال لهادي حافظ قيتولي:
– ” استطاع أحد أمراء الفيليين وهو سليمان شاه من الاستيلاء على بغداد في العهد العباسي لفترة من الزمن وكانت أغلبية قيادات جيشه من الكورد الفيليين، حيث سكنوا في الجزء الشرقي من بغداد. ثم وأثناء استيلاء الامير الكوردي ذو الفقار خان الكلهر على بغداد لاكثر من سنتين حينها أسكن فيها اعداداً كبيرة من عوائل العشائر الكوردية الذين كانوا منضوين تحت لوائه. وفي تلك الفترة نشطت العملية التجارية وبُنيت الاسواق والدور السكنية خصوصاً في الرصافة بحيث فاقت أهميتها الجانب الآخر من بغداد المعروف بالكرخ”.
فيما ورد في كتاب تاريخ الكورد الفيليين لزكي جعفر: في عنوان فرعي ( الحكومة النخودية الفيلية):
– ” حكم ذو الفقار اكثر مناطق العراق تحت اسم الحكومة النخودية الفيلية في الفترة 1524- 1530 ميلادية وأسّس دولة كوردية أنموذجية اشتهرت باسم نخود نسبة الى طائفة نخود اللّكية الكوردية الفيلية المُقيمة في لورستان وكوردستان الجنوبية. وكان ذو الفقار حاكما قويا وشجاعا ومخلصا لجميع افراد الشعب من دون استثناء وحكم جميع مناطق العراق واعلن استقلاله عن دولة الشاه. وعندما علم الشاه طهماسب الاول في ايران بهذا الخبر جهز جيشا للزحف على بغداد وحاصرها 1530، فارسل ذو الفقار سفيره الى السلطان العثماني سليمان القانوني وفكّر في حمايتهم له، وبدأت المقاومة الفيلية ببغداد وكانت خسائر الشاه كبيرة فلجأ الى الحيلة فأتصل بأخويه لقتله وتمّ له ذلك وبُعِثَ برأسه الى الشاه”.
فيما ورد في مصدر قديم هو كتاب ( روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات) لـمحمد باقر بن زين العابدين الخوانساري الاصفهاني ([2]) المنقحة والمصححة ببيروت عام 1991:
– ” إنّ امير غياث الدين منصور الده شتي الشيرازي المتوفي 948 م له حكاية اهلاكه بهذه القاعدة للامير ذو الفقار حاكم بغداد الباغي على دولة سلطاننا المؤيد طاب ثراه مشهورة”.
وفي مجلة ميزوبوتاميا العدد 4 الصادر في عام 2005 في جزء من بحث للدكتور علي ثويني ورد التالي:
– ” ( الفيلية عراقيون منذ آلاف الاعوام): ( لقد أسّس بعض الامراء الفيلية سلطات في مدن العراق كالامير ذو الفقار نخودي الفيلي الذي حكم بغداد بين الأعوام 1524- 1530)”.
وعن سك النقود في فترة حكم ذو الفقار كلهر لبغداد أورد د- اعتماد يوسف أحمد ألقصيري:
– ” إنّ النقود التي ضربت في العراق خلال الحكم العثماني عندما كان ذو الفقار في بغداد قد ضرب مسكوكة في بغداد باسم السلطان سليمان القانوني تاريخها 933 هـ \ 1526، وهذه المسكوكة موجودة في المتحف العراقي تحت الرقم 9030 في سجل المسكوكات وقد ثبت الرقم ( 7) على المسكوكة، وهي عدد سنوات حكم السلطان سليمان عند دخوله إلى بغداد”.
وفي كتاب تاريخ اليونان والفرس في العراق لعلي ظريف الاعظمي الذي طبع ببغداد عام 1927 وكان من تقديم وتعليق عزت رفعت في مصر عام 2001 ورد:
– ” لمّا مات الشاه اسماعيل 905- 930 هـ في ايران وجلس مكانه ابنه طهماسب الاول، طمعَ في العراق الامير ذي الفقار بن نخود سلطان رئيس قبيلة موصلو ([3]) من عشيرة كلهر الكوردية الذي كان مستوليا على اطراف لورستان { هامش في الكتاب: لورستان: هو اقليم الاهواز او عربستان ويسمى جبال البه ختيارية ايضا} فحمل الكلهريون على بغداد وحاصروها 40 يوماً ثم بعدها استولى عليها ذو الفقار 930 هـ { هامش في الكتاب: وفي رواية استيلائه على بغداد عام 934 هـ ثم استردادها منه من قبل الشاه طهماسب عام 935 هـ رواية ضعيفة}، وأسّس بها دولة كوردية واحسن السيرة والتدبير حتى مَلَكَ العراق كلّه تقريباً وخاف طهماسب الاول ( أي ذو الفقار) فأحتمى بالسلطان سليمان القانوني العثماني وخطبَ لهُ على المنابر وضرب بإسمه على النقود التي سكّها، وارسل وفداً لعرض خضوعه والدخول تحت سيادته، ولكنه لم يكن يستريح حتى حمل عليه طهماسب 936 هـ 1530م، فأستعد له ذو الفقار وتحصّن ببغداد، فيما بعد حاصرها الشاه اياماً حتى عجزعن استردادها لحصانَة اسوارها، مما أضطر طهماسب لاستعمال الحيل والخداع حتى تمكن من اغراء اخوَي ذي الفقار واطمعهما بالمناصب والاموال فأغتالا أخاهما، وقيل مات مسموماً. وفتحا أخويه بعد وفاته ابواب المدينة فدخلها الشاه 936 هـ وانقرضت الدولة الكوردية التي لم تَدُم اكثر من نحو 6 سنوات”.
وورد في كتاب ( الاكراد تاريخ وشعب) لاحمد تاج الدين في القاهرة التي كانت طبعته الاولى في العام 2001:
– ” ان الامير ذو الفقار هو مؤسس الدولة الكوردية في العراق وبلاد عيلام”.
وفي الكتاب المُعنون ( ايران وعلاقاتها الخارجية في العصر الاموي) لـــ ( نصر الله فلسفي) الذي كان باللغة الفارسية وترجمة وتقديم محمد فتحي يوسف الريس في العام 1989، ورد:
– ” إنّ رسالة امبراطور المانيا الى الشاه اسماعيل التي كانت باللغة باللاتينية ورد فيها: ( ان شاه ايران قد شرع في الحرب مع العثمانيين ). [ هامش في الكتاب: يبدو انه يشير الى حملة الطهماسب على بغداد 935هـ \ 1529م واستيلائه عليها من يد ذو الفقار الذي كان قد اعلن الاستقلال]”.
وذكر روبير مانتران الفرنسي في كتاب بعنوان ( بغداد في العهد الملكي) الذي ترجمه د- أكرم فاضل:
– ” ان الصفوي طهماز (1524- 1576) وضع للمرّة الثانية بغداد في اطار الولاء الايراني الوثيق بعد محاولة أنفصال الوالي ذي الفقار 935هـ – 1529″.
ومن كتاب الحروب العثمانية الفارسية واثرها في انحسار المد الاسلامي في اوربا، ط- 1- 1987- القاهرة للـ د- محمد عبد اللطيف هريدي:
– ” إنّ السلطان سليم استولى في عودته على شمال العراق وبعث الى والي بغداد ذو الفقار ليُعلن ولاءه للعثمانيين”.
وورد في كتاب ( كلشن خلفا) لنظمي زاده مرتضي افندي في العام 1143 هـ باللغة التركية الصادر في القسطنطينية، التي نقلها الى العربية موسى كاظم نورس عام 1971:
– ” حكومة ذو الفقار: لمّا كانت حوادث الايام ووقائع الفلك الدوار كل يوم بل كل ساعة لها حادثة وواقعة فإنّ رواة الاخبار نقلوا حادثة ذي الفقار على الوجه التالي، ونحن ننقلها باختصار: (( كان من قبيلة اوصلو اخوان الاول امير خان والثاني ابراهيم خان وكلاهما اخوا السلطان ذو الفقار المشهور بالكرم وحُسن الاخلاق، وكانت القلوب تميل اليه وتهواه وقد تغلّب على اكثر مدن كلهر بمعرفة الكورد وليس هناك من يزاحمه ويشذ عن طاعته غير ان ابراهيم خان الذي سكن بغداد هو وابناؤه واصهاره قد جمع حوله ما يقرب من الخمسة آلاف رجل وتحرّك بهم نحو الشاه وعند وصوله الى المرحلة المُسمّاة ( ماهي ده يشت) تصدّى له ذو الفقار على رأس قوة تقدر بثلثمئة فارس من الفرسان الشجعان وقبل التصادم انحاز اتباع ابراهيم خان الى جانب ذي الفقار، لذلك فرّ بوجهه حتى وصل قلعة ( پيرامن) وذو الفقار يتعقبه الى ان وصل الى القلعة المذكورة واحتلها بعد بضعة ايام ثم تصالحا. ولاجل القضاء على عمه وابناء عمومته الذين يحكمون بغداد واصل سفره الى هناك وتغلب عليهم واقام نفسه حاكما على بغداد نيابة عن سلطان الروم سليمان خان وضرب السكّة بإسمه وخطب له، وقد اطاعه الناس ولم يبق له منازع، وارسل سفراء للسلطان المشار إليه. فلما سمع بخبره الشاه طهماسب اعتراه الهمّ وتغلبت عليه الهواجس فعزم 936 هـ على انقاذ بغداد منه وتحرك بجيوشه نحوها حتى وصل قلعة ( پيرامن) وعسكر هناك فأنبرى له ذو الفقار وقاومه بشجاعة كشجاعة علي الكرار ( ع) ونصب معدات القتال خارج البلد. وبينما كان مشغولا بهذه الاستعدادات حال دون وقوع الحرب احد اعيان بغداد محمد كمونة، وكانت النتيجة ان العدو أغرى اخويه علي بگ واحمد بگ بالاموال وشد ازرهما بسبعة عشر شخصاً من الخونة ومنّاهم بالاحسان العميم وحرضهم على اغتيال ذي الفقار، فراحوا يتحينون الفرص للغدر والخيانة. وذات يوم عاد ذي الفقار الى داره ليأخذ قسطاً من الراحة وهمّ بالتمدد في فراشه، غافله علي بگ وهجم عليه، غير ان ذو الفقار تماسك معه وكاد ان يتغلب عليه لولا اخاه الاخر احمد بگ، الذي شهر سيفه وهجم على ذو الفقار وقضى عليه، فكان لهذه الواقعة صدى سرور واستحسان لدى الشاه طهماسب. ولشدة الحرارة سافر الشاه بعدما نال مأربه الى بادية كربلاء وقد وزع الهدايا على الخونة واعلن الامان لاهل بغداد، وانعم بصورة خاصة على احمد بگ وعلي بگ بالهدايا، وعين تكلو محمد خان نجل شرف الدين حاكما على بغداد، وغازي خان حاكما على كركوك وكلهر ومندلجين ثم عاد الشاه نحو قزوين))”.
[1] – ساهم نشطاء الكُورد الفيليين في المهجر باصدار الصحف والمطبوعات التي تشرح قضيتهم لتضع بين ايدي القراء الحقائق التي عاشها الكُورد والمآسي التي تسبب بها النظام الصدامي، هذا قبل 2003 تاريخ سقوط النظام السابق، فصدرت صحيفة نداء الكُرد بلندن بتاريخ 3 تشرين اول / اكتوبر 2000 ورأس تحريرها الاستاذ عبد الصمد أسد .ومن بين النشاطات المتميزة المؤتمر الذي عقده الكُورد الفيليون في المانيا في مدينة هامبورغ يوم 13 ايلول 2002 تحت شعار : من أجل الحقوق المشروعة للكُورد الفيليين ، وانبثقت عن المؤتمر منظمة : المجلس العام للكُرد الفيليين. وشاركت في المؤتمر وفود من كوردستان ومن خارج العراق ومن مختلف الاقطار الاوربية . استمر المؤتمر ثلاثة ايام متتالية وتقرر اصدار جريدة تُعنى بشؤون الكُورد الفيليين ، وبالفعل صدر العدد صفر من جريدة صوت الكُرد – ده نكي كورد – برئاسة تحرير الدكتور مؤيد عبد الستار في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2002 .
[2] – محمد باقر بن زين العابدين الخوانساري (1226 هـ – 1313 هـ). هو رجل دين ومؤرخ وأديب شيعي من أهل خوانسار. وهو مجاز بالرواية عن والده، وعن محمد باقر الشفتي؛ فيروي عنه عن أبي القاسم القمي، وجعفر الجناجي، ومحسن الأعرجي. وكتاب ( روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات). موسوعة ضخمة في تراجم علماء الشيعة، وتقع في عدَّة مجلدات. وقد حكى الطهراني أنها في أربع مجلدات؛ غير أن الطبعات المتقدمة جاءت في أكثر من أربع مجلدات.
[3] – تحت عنوان ( صفحات ناصعة من التاريخ الكوردي) ورد في كتاب ( مذكرات مأمون بگ بن بيگه بيگ)، التي كانت مخطوطة باللغة التركية، ومن ثمّ تمّ نقلها الی العربية وعلـــــّق عليها محمد جميل روژبياني و شكور مصطفى، التي كانت من مطبوعات المجمع العلمي العراقي- الهيئة الكوردية، بغداد- 1980:
{هامش في الكتاب : فتحت بغداد 941 هـ بوساطة الامير ذو الفقار خان كلهور الموصلو} . {هامش في الكتاب : مصلي چاوش لا ندري من هو مصلي چاوش هذا أ الى الموصل ينتمي أم الى عشيرة موصلو التي يعدها اسكندر منشي في كتابه المُعنون تاريخ عالم آراي عباسي عشيرة تركمانية، التي تنتمي اليها سلطانة بيگم خاتون والدة الشاه محمد الصفوي أم غير ذلك؟. علما بأنه كانت هنالك عشيرة كوردية من عشائر كلهر تـدعى موصلو، كان رئيسها الامير ذو الفقار خان حاكم بغداد الذي أنحاز الى جانب السلطان العثماني سليمان القانوني}.