متابعة ـ التآخي
كافح رجال الإطفاء سلسلة من حرائق الغابات بالقرب من العاصمة اليونانية أثينا، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لصيف حار آخر.
وتواجه اليونان موسم حرائق غابات صعبًا بعد شتائها الأكثر دفئًا وموجة الحر الأقدم على الإطلاق، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية.
واندلع أكثر من أربعين حريق غابات في أنحاء اليونان بدءا من يوم السبت 29 حزيران 2024، مع تجاوز سرعة الرياح 100 كيلومتر في الساعة، وفقا لمصادر في إدارة الإطفاء.
وقال وزير أزمة المناخ والحماية المدنية فاسيليس كيكيلياس في وقت متأخر من يوم الأحد “تم اليوم في أتيكا التعامل مع حريقين خطيرين للغاية اندلعا في مناطق سكنية وانتشرا بسرعة بسبب الرياح القوية في كيراتيا وستاماتا”.
واضاف إنه لم تعد هناك جبهة نشطة في ستاماتا، شمال أثينا، برغم حدوث بعض المواجهات الطفيفة في المنطقة الشرقية من كيراتيا، ومردفا أن “القوات البرية ستبقى في الميدان طوال الليل”.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن البلاد تواجه صيفا خطيرا لحرائق الغابات، مع جفاف طويل الأمد ورياح قوية على غير العادة مما أسهم في تفاقم الظروف المناخية.
وتعد حرائق الغابات أمرا شائعا في الدولة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لكن الطقس الأكثر حرارة وجفافا ورياحا الذي يربطه العلماء بتأثيرات تغير المناخ أدى إلى زيادة وتيرة وشدة الحرائق.
وفي نهاية الأسبوع، اندلعت عشرات الحرائق في جميع أنحاء اليونان، بما في ذلك حريقان بالقرب من العاصمة أثينا.
وقال ميتسوتاكيس وهو يلقي كلمة أمام حكومته “إنه صيف من المتوقع أن يكون خطيرا بشكل خاص.. أصعب الأوقات لا تزال أمامنا”، مضيفا “لقد مررنا بشهر حزيران صعب للغاية من حيث الظروف الجوية مع الجفاف الشديد والرياح الشديدة بشكل غير اعتيادي لهذا الموسم”، مشيدا برجال الإطفاء الذين تمكنوا من احتواء الحرائق في نهاية الأسبوع.
وقال ميتسوتاكيس، إن أقل من 100 ألف متر مربع من الأراضي احترقت في الحريقين، وجرى احتواء الأضرار بفضل استجابة سلطات الطوارئ بالولاية.
وكثفت اليونان استعداداتها هذا العام عن طريق تعيين المزيد من الموظفين وزيادة التدريب، بعد أن أجبرت حرائق الغابات العام الماضي 19 ألف شخص على الفرار من جزيرة رودس وقتلت 20 شخصًا في شمال البلاد.
وقال ميتسوتاكيس “قد تكون ترسانتنا أقوى، لكن لا شيء – وهذا ما نراه في الممارسة العملية – يتفوق على الاستعداد، وعلى مشاركة الجمهور أيضًا في هذا الدفاع الجماعي ضد المخاطر الطبيعية”.
وفضلا عن اليونان فان عواصف شديدة وامطار غزيرة ضربت فرنسا وسويسرا وإيطاليا أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص في الأقل.
ولقي ثلاثة أشخاص حتفهم بعد أن تسببت أمطار غزيرة في انهيارات أرضية في جنوب شرق سويسرا، حسبما أفادت الشرطة في كانتون تيتشينو الناطق بالإيطالية يوم الأحد 30 حزيران.
وفي مكان آخر بسويسرا، عثر على رجل ميتا في فندق في ساس-جروند في كانتون فاليه جنوب غربي البلاد، حسبما ذكرت الشرطة، مضيفة أنه فوجئ بالارتفاع السريع المفاجئ في مياه الفيضانات.
وأظهرت الصور المنشورة في موقع 20 دقيقة على الإنترنت أجزاء من البلدة مغطاة بطبقة سميكة من الطين والصخور.
وفي فرنسا، توفي ثلاثة أشخاص في السبعينات والثمانينات من العمر في منطقة أوب شمال شرق البلاد السبت عندما سقطت شجرة على السيارة التي كانوا يستقلونها، بحسب ما أفادت السلطات المحلية لوكالة فرانس برس، وأضافت أن راكبا رابعا كان في حالة حرجة.
وقالت أجهزة الأمن المدني السويسرية إنه تم إجلاء “عدة مئات” من الأشخاص في كانتون فاليه بجنوب البلاد، وأغلقت الطرق بعد فيضان نهر الرون وروافده في مواقع مختلفة.
وقال فريدريك فافر، المسؤول عن الأمن المدني، في مؤتمر صحفي، إن الوضع في فاليه “تحت السيطرة” الأحد، لكنه حذر من أن الوضع سيظل “هشا” في المدة المقبلة.
وتقوم خدمات الطوارئ بتقويم أفضل طريقة لإجلاء 300 شخص وصلوا لحضور بطولة كرة قدم في بلدة بيتشيا الجبلية، في حين جرى إجلاء ما يقرب من 70 آخرين من مخيم لقضاء العطلات في قرية موجنو.
وقالت الشرطة إن سوء الأحوال الجوية جعل أعمال الإنقاذ صعبة بشكل خاص، اذ أصبحت عديد الوديان في كانتوني تيسينو وفاليه الجنوبيين بالقرب من الحدود مع إيطاليا غير قابلة للوصول، كما أنها معزولة عن شبكة الكهرباء
وفي تيسينو، تم إجلاء نحو 400 شخص – بما في ذلك 40 طفلاً من مخيم عطلات- من مناطق الخطر ونقلهم إلى مراكز الحماية المدنية.
وقال نظام الإنذار الفيدرالي أيضًا إن جزءًا من الكانتون كان من دون مياه للشرب.
وقال وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس، وهو من تيتشينو، إن الكوارث المتكررة “أثرت علينا بعمق”.
وكانت تلك من أسوأ فيضانات تشهدها المقاطعة منذ عام 2000 عندما قُتل 13 شخصًا في انهيار طيني دمر قرية جوندو؛ وفي شمال إيطاليا، عانت منطقة بيدمونت ووادي أوستا أيضًا من الفيضانات والانهيارات الطينية، برغم عدم الإبلاغ عن وقوع وفيات.
يقول العلماء إن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري يزيد من شدة وتواتر وطول الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والعواصف.