التاريخ هوالمارد الرابط بين الماضي والحاضر

لطيف دلو

التاريخ موضوع هام وشيق وشائك وجد منذ القدم لتخليد الاحداث والوقائع المهمة والشخصيات البارزة في حالتي الايجابية والسلبية وما تدور في الحياة من حالات نادرة لكل الاجناس لاطلاع الاجيال القادمة عليها كمصادر معلوماتية وتدرس هذه المادة في جميع المراحل الدراسية ولها معلمين ومدرسين وتدريسين اختصاص ولها ارشيفات منتظمة للحفاظ على المخطوطات والكتب والنماذج الخاصة بها من التلف ولكن انا لست مؤرخا بل اجد دوما خلافات شاسعة بين مدونة واخرى ولربما واحدة تلغي الاخرى ، اجدها عند قراءاتي لمواضيع سياسية واجتماعية ودينية وعلمية ومنها متفرقة في الكتب والمجلات والتواصل الاجتماعي وما اسمع من افتراءات في اجهزة اعلامية واحدة ضد الاخرى قد تكون احداثها انيا او وقائعها تعود الى ازمنة غابرة منها الفخر والمجد وصناعة ابطال وعصور ذهبية لملوك وسلاطين وقادة وفي المقابل عند تصفح تاريخ احداثهم المؤرخة لدى الخصوم والمناوئين لهم في الفشل والفساد قد يصاب المرا بالذعر والفزع ولذلك ارى بان التاريخ كمرآة ذات وجهين تحت رحمة اقلام الكتاب في تدوين الاحداث والوقائع كل منهم حسب افكاره وارائه ومصالحه سلبا ام ايجابا وهناك مئات الاساطير والقصص والروايات الخيالية او المفبركة وابطالها دخلت التاريخ من اوسع ابوابه دون ان يكون لها وجود على ارض الواقع .ودون شك منها خلقت مجتمعات وعقائد وينقسمون الى قسمين منهم عندما يستمع اليهم الانسان يصاب بالتعجب والاستغراب ولدى الاخر يصاب بالذهول والغثيان النفسي .

إن مصداقية التاريخ والوثوق به امر صعب للغاية وليس سهلا كما يظنه البعض فيجب على المرأ أن يكون لديه دراية تامة عنه ، حيث نرى اليوم وامام اعيننا يزور التاريخ علنا عن وقائع حدثت على مرانا ومسامعنا كل يكتبها حسب مصالحه الخاصة ، ياما من قادة مجرمة أو جبانة او وقائع مخزية يدنى لها الجبين جعلوها ذخرا ومفخرة وبالعكس وما دفعتني الى كتابة هذه السطورهي قراءات في التواصل الاجتماعي عن قائد كان يشار اليه بالرمزفي مئات الكتب والاف الجرائد والمجلات والاجهزة الاعلامية في القرن المنصرم واليوم يلومونه ويذمونه ويوجهون له اتهامات شتى بالفشل والخذلان لكونه يعادي افكارهم ، وبعد مضي اجيال على كل حدث يكون له تاريخان السلبي والايجابي ولربما تاريخا ثالثا وكل من يقع تحت يديه احد الحالات يجعلها مصدرا لمعلوماته ويستمر الحال هكذا وهذا هو بيت القصيد لدي .

عند مقارنة الوقائع والاحداث الحالية في عصرنا كما نشاهدها باعيننا مع ما نسمعها ونقراها آنيا وما تدور في الاعلام فان التاريخ مليء بالدجل والكذب والافتراء كما هو مليء بالصدق والامانة والتاريخ يغير نفسه بين فينة واخرى فكان للعهد الملكي ومنهم الاسرة المالكة ونوري السعيد واعوانه الذين قتلوا بعد الاطاحة بهم جميعا كان لهم تاريخهم الاسود ومن خَلّفهم في سلسلة من الانظمة اقلبوا الموازين على عقب فادخلوا انفسهم في عتمة التاريخ وابيضوا وجوه وتارخ الحكم الملكي لان لم تظهر لهم الاموال لا في الداخل ولا في الخارج ولا تهم فساد واصدق دليل ظهور سميرة ابنة نوري سعيد في اعلام البعث وهي في دار المسنين في بغداد حالها حال الفقراء من المواطنين .

ولربما مخطوطة مليئة بالاكاذيب والافتراءات او في فحواها الصدق والامانة، طوى عليها الزمن تحت الاغبرة بمئات السنين وقد ظهرت او تظهر مستقبلا واصبحت او تصبح من اغلى الوثائق فهذا هو التاريخ .
للوصول الى مصداقية المؤرخات صعب جدا يراد لها البحث عن مصادر معلوماتية موثوقة عديدة ورزانة عقل وافكار ااباحث في مناقشة الحدث مع اوضاع ذلك العصر او العهد في التخلف والازدهار وفي الامن والاضطرابات والحالة الثقافية لذلك المجتمع لان جميعها لها مؤشرات في استبيان مصداقية المؤرخات ويجب على الكاتب ان يجعل الصدق والامانة نصب عينيه ويدون الحق ولوعلى نفسه وعدم الجرار وراء المنافع المادية الشخصية بقلب الحقائق وإلاّ يعتبر منافقا ومشعوذا ويدفن نفسه في مزابل التاريخ.

قد يعجبك ايضا