لماذا غابت اللغة الكردية في مؤتمر ملتقى الثقافتين العربية والكردية في بغداد

 حسن سليفاني *
                  
من خلال متابعتي لحفل الافتتاح لمركز الثقافة العربية -الكردية في بغداد ، ولمؤتمره الذي حمل عنوان  ملتقى الثقافتين العربية والكردية في يومي  29 و 30-6-2024 برعاية فخامة رئيس جمهورية العراق عبداللطيف جمال رشيد،  لاحظت غيابا واضحا  لللغة الكردية في كلمات الافتتاح والأوراق التي قدمت من خلاله .وبذلك فقد المؤتمر احد اركانه الرئيسية ألا وهو غياب وتهميش وإقصاء اللغة الكردية التي لم نسمع احد ينطق  بها ، غير السيد حمه سعيد ، وزير الثقافة والفنون في إقليم كردستان العراق ( لااعرف حقا هل هو يجيد اللغة العربية ام لا ) . علما ان عددا من المثقفين  من السليمانية  الذين يمتهنون السياسة اكثر من الثقافة ، قدموا أوراقا باللغة العربية وليست بلغتهم الام الكردية . ياترىَ اهو شعور بالنقص ؟ ام استعراض عضلات أخرى امام جمهورهم في عاصمة الثقافة الكردية السليمانية بأنهم يجيدون اللغة العربية ؟ ان من لايعتز بلغته الكردية ويرفع من شأنها في المحافل الثقافية ويتباهى بها ، وينطق بها ، يرتكب ظلما كبيرا بحق قوميته ولغته وأدبه ، لاسيّما في هكذا محفل رسمي موسع  يجدر به أن يكون متكافئا ثقافيا ، اختّل ميزان المؤتمر من أوله اذ استبعدت اللغة الكردية التي هي لغة رسمية الى جانب اللغة العربية حسب الدستور العراقي السارى المفعول للآن . أسأل السادة الكرد المشاركين الذين قرأوا باللغة العربية ، اما كان بإمكانكم القراءة بلغتكم الكردية الجميلة ، وأن تقوم الترجمة للعربية بدورها المطلوب؟؟ من حق العربي أن يقرأ بلغته العربية المحببة الى نفسه، وكان الأفضل ان تترجم كلماتهم وبحوثهم الى اللغة الكردية ، لكي تتعادل كفتا الميزان . اللغة الكردية هي هويتنا القومية وهي قوام وجودنا . (خلال عام 2024 شاركت في ثلاث مهرجانات شعرية ، في ثلاث  محافظات عراقية : مهرجان صلاح الدين الشعري الأول في 27 و 28كانون الثاني ، ومهرجان المربد الشعري 35 في البصرة للفترة من 7-10شباط ، ومهرجان أبي تمام الشعري السادس في نينوى للفترة من 30أيار الى 3حزيران ، وقرأت قصائدي باللغة الكردية أولا ومن ثم ترجمتها باللغة العربية ). 
طالما ان الدعوات قد وجهت الى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين وهي خطوة صحيحة وموفقة لصالح الكلمة والثقافة . وكذلك لبعض الشخصيات السياسية ومحافظ كربلاء ، لم لم توجه الدعوات لأتحاد الأدباء الكرد المركز العام وفروعه في أربيل ودهوك والسليمانية ؟؟ لم لم توجه الدعوات لمحافظى إقليم كردستان ؟؟ لم لم تخصص كلمة للأدباء الكرد من إقليم كردستان العراق ، أسوة بالادباء العراقيين ؟؟ لم لم نسمع شعرا كرديا أيضا ؟؟ طالما فسح المجال للشعر العربي والذي كان جميلا بحق !! 
اذن هل تصح تسمية المركز وملتقاه بالمركز الثقافي العربي – الكردي ؟؟ ام الأصح المركز الثقافي العربي- العربي ؟؟
ان الانفتاح على اللغات والثقافات المتعددة ، هي مفتاح النجاح في الميدان الثقافي الرحب . 
أتمنى للمركز النجاح والموفقية والاعتزاز باللغة الكردية الى جانب اللغة العربية ، وتحقيق أهدافه التي أنشأ من أجلها .

*رئيس إتحاد الأدباء الكرد في دهوك

قد يعجبك ايضا