التآخي : وكالات
وقفت أمام الكاميرا وعمرها أربع سنوات لذا تعد أصغر فنانة عراقية ظهرت على الشاشة وتحديداً في السينما عبر الفيلم الروائي (ليالي العذاب) عام 1959، فنانة شاملة زرعت محبتها في نفوس ووجدان الجمهور العراقي فكانت نجمة متلألئة في سماء الفن، وضعت بصماتها الفنية في كل مجالات الفن فيكاد لم يذكر مجال فني إلا وفيه اسمها سواء في المسرح والتلفزيون والسينما، شكلت حضورا فنيا لافتا في المسرح فكانت لها اعمال مسرحية خالدة لا تنسى مثل مسرحية (حرامي السيدية) و (حرم صاحب المعالي) و ( حافي ومتعافي) و ( كان ياما كان) وغيرها من الاعمال المسرحية الرائعة، فضلا عن أعمالها التلفزيونية والأدوار المهمة التي جسدتها، هي بنت المخرج والمنتج المعروف جواد الشيخلي الذي وضعها على أولى محطات الفن فانطلقت منها الى عوالم الجمال عبر سكة الفن، تسكنها الأمومة فهي فنانة بمرتبة “أم” فقدت فلذ كبدها ولدها الوحيد لذا نراها قد تبكينا كثيرا حين تكون “أماً” في الشاشة أكثر من الأدوار الأخرى..
الفنانة القديرة “أميرة جواد” كانت في ضيافة (وكالة الأنباء العراقية) (واع) تحدثت بكل صراحة وبمحبة عن أسئلتنا التي وجهت لها عبر هذا الحوار..
* أنت بنت المسرح ولست بنت التلفزيون، خشبات المسارح تفتقدك وتسأل عنك فماذا تجيبينها؟
– قد أكون بنت المسرح مثل ما تفضلت لكن باعتقادي أن الفنان ليس ابناً لمجال فني واحد بل هو ابن لكل المجالات التي عمل وأبدع فيها، المسرح مسؤولية كبيرة وفضاء رحب ومواجهة حقيقية مع الجمهور وأنا من عشاقه، الفنان حين يعتلي خشبة المسرح يكون فارساً يقود ما لا يقل عن 500 متفرج من الجمهور الكريم، ومن خلال وكالة الأنباء العراقية أقول: انتظر نصاً مسرحياً جيداً ومخرجاً من فرسان المسرح لكي أعود الى المسرح من جديد.
* والدك رحمه الله (جواد الشيخلي) كان منتجاً ومخرجاً، هل والدك هو من أدخلك عتبات الفن؟
– بالتأكيد لولا والدي رحمه الله لم أكن في مجال الفن، وكانت أولى محطاتي الفنية عبر الفيلم الروائي الطويل (ليالي العذاب) الذي عرض عام 1965 من اخراج وإنتاج والدي وكان عمري حينها لم يتجاوز الأربع سنوات، جسدت دور البطلة في ذلك الوقت لذا أنا أصغر ممثلة عراقية تقف أمام الكاميرا وأصغر ممثلة أيضا تعتلي خشبة المسرح من خلال مسرحية (شرين وفرهاد) عام 1972 وكنت حينها في الصف الثاني المتوسط”.
* هل كان لمنطقة (باب الشيخ) في بغداد حيث موطن سكنك وطفولتك أثر في تكوين ملامحك الفنية؟
– أنا ولدت في منطقة شارع الكفاح ببغداد (سوق حنون)، أما منطقة (باب الشيخ) فمنطقة سكننا الأصلي، ولقبت أسرتنا بلقب “الشيخلي” نسبة الى باب الشيخ، أما نحن فننتمي الى عشيرة السادة (النعيم)، أستطيع القول انني اكتسبت من منطقتي الطيبة والبساطة والعفوية والإنسانية لذا طباع شخصيتي اكتسبتها من باب الشيخ تلك المنطقة العتيدة.
* انضمامك الى الفرقة القومية للتمثيل عام 1972 هل تعديها انعطافه في حياتك الفنية؟ حدثيني عن هذه الفترة؟
– بالتأكيد انضمامي الى الفرقة القومية للتمثيل انعطافه مهمة في مسيرتي الفنية، كيف لتلك الفتاة الشابة الفتية تدخل الى مكان مهم ومؤسسة رسمية حكومية لها ثقلها الفني ألا وهي الفرقة القومية للتمثيل وتصبح عضوا فاعلا فيها؟، وجدت كل الترحيب والاحتواء بهذه الفرقة لاسيما من قبل الفنان صفوت الجراح والفنان قاسم الملاك اللذين وقعا عقد عمل معي وخصص سيارة خاصة لي للتنقل حينها.
* جسدت دور (الأم) في أعمالك الفنية أروع تجسيد، لو سألتك أيهما أصعب دور الأم في الواقع أم في التمثيل؟
– أكثر الأدوار التي جسدتها كانت حقيقية بالنسبة لي لا سيما أدوار الأم، لذا دوري في مسلسل (خان الذهب) بشخصية (ليلى) كانت تمثلني من الألف الى الياء بمعنى ليلى هي أميرة جواد في الواقع، لذلك الشخصية لم تجهدني وكان أدائي تلقائيا وصادقا وهذا ما لمسه الجمهور من خلال الشاشة، لكن بالمقابل الشخصية حملتني الكثير من الوجع، لذلك الشخصية نالت إعجاب الجمهور وأحبها طيلة حلقات المسلسل، وأكشف لكم سراً ،الشخصية مست مشاعري بصورة مباشرة كوني أم فقدت ولدها لذا لم أفكر كم ستكون أجوري؟ أو اسمي أين سيكون في تايتل المسلسل؟ وهل صورتي ستكون موجودة في بوستر المسلسل أم لا؟ كل تلك الأشياء لم تكن تعنيني بقدر تعلقي وحبي لأداء الشخصية، فضلاً عن أن المسلسل أعادني الى الشاشة بعد غياب 8 سنوات عن المسلسلات.
* على ما يبدو معايير النجاح للفنان الممثل اختلفت الان عما كانت في السابق في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، كيف نستطيع أن نحافظ على معايير الفنان الناجح؟
– نحن الان نمر بمرحلة صعبة في ما يخص معايير النجاح، الفنان العراقي أصبح كالجندي الذي يقاتل في ساحة الحرب من حيث مواجهة التحديات الكثيرة منها المنافسة الشرسة، وصراع مواقع التواصل الاجتماعي، والمعايير غير الحقيقية في النجاح وغيرها من العقبات، إذ أصبحت للأسف أحد معايير النجاح المشوهة هي متابعات الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي فكلما كانت المتابعات مرتفعة كانت حظوظ الفنان وفيرة في اشتراكه في الاعمال الفنية وهذا ما يبحث عنه بعض المخرجين، الفنان الحقيقي الذي لديه رصيد من الاعمال الناجحة والمؤثرة لن يحتاج لهذه البهرجة ولن يحتاج لمن يبحث عنه بل تأريخه واسمه هما من يدلان عليه للاشتراك في الأعمال الفنية